الوجود البريطاني في أفغانستان هل هو كارثة أم "قضية نبيلة" ؟

> لندن «الأيام» أنا تومفورد :

>
بعد أن وصل عدد القتلى العسكريين البريطانيين في فيتنام إلى 100 قتيل أخذت الاسئلة تدور الان مرة أخرى حول مدى نجاح المهمة بقيادة حلف شمال الاطلسي /ناتو/ ضد حركة طالبان والهدف منها.

وبالنسبة للحكومة والجيش في بريطانيا ليس هناك أدنى شك في أن الحملة في أفغانستان غرضها نبيل وأن القوة البريطانية البالغ قوامها 8 آلاف جندي هناك يتوقع بقاؤها لفترة طويلة.

لكن الجندي تريفور كولت بالفوج الملكي الايرلندي والذي تم تكريمه مؤخرا لشجاعته القتالية ، يرى أن فترة خدمته الاخيرة في إقليم هلمند المضطرب جنوبي البلاد تمثل "أسوأ مكان بالنسبة له".

وقال كولت "إن الخدمة في بغداد أشبه بنزهة في حديقة مقارنة بهنا. فالامر هنا في الاساس عبارة عن معارك بالسلاح وقتال شرس منذ أن يترك المرء المعسكر حتى يعود إليه مرة أخرى".

فالجنود الثلاثة الذين بمقتلهم وصلت حصيلة القتلى البريطانيين إلى مئة قتيل تعرضوا لهجوم شنه انتحاري وحيد أثناء عودتهم من دورية راجلة إلى قاعدتهم بوادي سانجين العلوي.

في هذا الصدد قالت صحيفة الاندبندانت أمس الأول إنه على الرغم من تمركز قوة المساعدة الامنية الدولية بقيادة الناتو /إيساف/ والتي يبلغ إجمالي قوامها 53 الف جندي صارت أفغانستان الان "من أكثر الاماكن دموية في الحرب ضد الارهاب".

وتحملت بريطانيا التي بدأت في إرسال قوات إلى أفغانستان في عام 2001 ،النصيب الاعظم من القتلى العسكريين بين صفوف قوة إيساف.

لكن في حين لقي خمسة جنود بريطانيون فقط مصرعهم بين عامي 2001 و2006 قفز العدد بعد تمركز القوة البريطانية في إقليم هلمند على مدى العامين الماضيين.

فعندما تم إرسال هؤلاء الجنود ضمن قوة من الناتو إلى هلمند في مهمة أطلق عليها رسميا "مهمة الاعمار" قال وزير الدفاع آنذاك جون ريد أنهم سوف يعودون "دون إطلاق طلقة واحدة".

ومنذ ذلك الحين بلغ عدد الطلقات التي أطلقت مايربو على خمسة ملايين طلقة فيما وصفه القادة العسكريون بأشرس قتال تخوضه القوات البريطانية منذ الحرب الكورية في الخمسينات.

في القتال الذي شهده العام الماضي قتل ما يربو على 6 آلاف شخص غالبيتهم من المتمردين حيث شهد ذلك العام أيضا زيادة نسبتها65 في المئة في التفجيرات الانتحارية لتصل إلى رقم قياسي من الهجمات حيث بلغت 140 هجوما بحسب الامم المتحدة.

ويقول مارشال الجو جوك ستروب رئيس أركان الجيش "الامر الاكيد هو أن نفوذ طالبان آخذ في التضاؤل وأنه ومن خلال الدم البريطاني الذي أريق وبالاصرار والعزيمة فأن نافذة أمل فتحت".

وأضاف المتحدث كريس نينهام "من الواضح تماما أن قوات الناتو تواجه مصاعب وهي لا تحظى بالشعبية إلى حد كبير وتواجه المزيد والمزيد من المقاومة وتسبب الان حالة من العجز في البلاد بدلا من تحقيق الديمقراطية".

لكن بول كورنيش من المعهد الملكي للشئون الدولية في لندن يعتقد أن قوات الناتو في أفغانستان تحرز الان "نجاحا تدريجيا".

وأردف يقول "ربما بلغنا الان نقطة الخروج من الازمة بسلام,لقد تمت الاستفادة من الدروس حتى لو قال الناس أن ذلك ربما استغرق وقتا طويلا للغاية ".

بيد أن محلل الشئون الدفاعية البارز البروفيسور مايكل كلارك مدير المعهد الملكي للخدمات المتحدة فقد كان أكثر حذرا في رأيه,فهو يعتقد أن كل ما استطاعت القوات البريطانية أن تفعله في هلمند هو " خلق مأزق " في جنوب أفغانستان.

أما وزير الدفاع البريطاني ديس براون فيعتقد أن طالبان باتت في "وضع دفاعي" في أفغانستان.

خلاصة القول هو أن ثمة تقدم يحرز الان ، وإن كان بطئيا بصورة تبعث على الشعور بالاحباط " في الكفاح من أجل تحقيق الديمقراطية في أفغانستان وهي مهمة يصفها براون بأنها "القضية النبيلة في القرن الحادي والعشرين". (د.ب.أ)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى