> «الأيام» منصور نور:

بادرة طيبة من الفنان عمر باوزير عبرت عن مواقفه الرائعة وحضوره المتوهج خلقا وإنسانية.. عندما تجشم عناء القدوم من صنعاء إلى عدن للمشاركة في حفل تكريم الفنانة القديرة أمل كعدل، الذي حرص الشاعر عبدالله باكدادة المدير العام لمكتب الثقافة في عدن على إنجاحه بإشرافه على ترتيبه وتواصله مع أكثر من جهة للمشاركة في التكريم مساء يوم 2008/5/28. وحضور عمر باوزير لم يكن مفاجئا لنا لما عهدنا منه من خصال وسجايا حميدة.. حضرمي الوفاء ويماني العطاء فنا وإبداعا.

وكعادة بعض الأدباء والفنانين الذين يزورون عدن ويحضرون (خميسيات) منتدى باهيصمي الثقافي الفني، كان عمر باوزير حاضرا عصر يوم 2008/5/29، وتفاجأ بالترحيب الكبير من قبل رواد المنتدى، وكان الشاعر محمد سالم باهيصمي رئيس المنتدى قد استهل حديثه مرحبا بالحضور، وقال في كلمته «نحن اليوم أمام امتحان صعب مع الأقلام التي تجاوزت حدودها لتسيء إلى الفنان عمر باوزير، ونقف إلى جانبه لحمايته من العابثين الذين لايرون الكمال إلا فيهم.. والكمال لله وحده»، وتحدث عدد من المثقفين والأدباء والفنانين الذين نفخر بهم.. العم فرحان علي حسن، صالح التوي، علي عمر صالح، محمد عبدالباري الجنيد، هاني محمد سعيد جرادة وعمر مكرم، الذي قال: «الفنان عمر باوزير فنان كبير وناجح، استطاع أن يكون له مكانة متميزة بين الناس».

وأجمع الكل وفي مقدمتهم الناقد والشاعر عبدالرحمن إبراهيم على تميز الأداء والإبداع عند عمر باوزير.. وقال أبومهيار: «عمر عندما يغني يتفاعل بشكل جميل، وإن كان يقلد فهو متهوم بذلك».

والحقيقة إن بعض الأقلام التي نحترم أراءها لم تشر إلى الأعمال الغنائية التي قدمها الفنان عمر باوزير في برنامج (طاب السمر) مساء 2008/5/15 أو تشخص أوجه القصور هنا أو هناك، بل سعت للنيل من باوزير لشخصه، وأنه يقلد الفنان الكبير أبوبكر سالم بلفقيه، وهذه الإشكالية ليست الناقة البسوس لنعلن الحرب على عمر باوزير وسحب انتمائه إلى عالم الطرب اليمني أو (القبيلة الطربية)، وكم ذكرتني هذه المفردة بمفردات دعاة الاشتراكية في عدن عندما كانوا يطلقون على حزبهم (القبيلة الكبرى)، والخلاصة أن كثيرا من الفنانين تأثروا بغيرهم من رواد وعمالقة الفن، فهناك من تأثر بالفنان الكبير محمد مرشد ناجي إلى حد تقليده في كيفية وضع (الكوفية الزنجبارية) على رأسه، وآخرون مازالوا يقلدون الفنان فيصل علوي وإن تنحنح!.

وكنت أتمنى من المتعصبين للفن اليمني والغيورين على اللون الحضرمي أن يحرصوا على متابعة السهرة (طاب السمر) التي سبقت السهرة التي استضافت عمر باوزير، وأن يفيدونا برأيهم السديد ونصحهم المفيد أو تسجيل انطباعاتهم عن الفنان الضيف في (طاب السمر) 2008/5/8، ومستوى أدائه عند تقديم أغنية (على امسيري) للفنان المرشدي، خاصة التنشيز عند مقطع (سلام لمن أقبل علي وسلم/على العين والرأس)، وكذا (فين التقينا وشفتك فين) للفنان محمد صالح عزاني، وأغنية (قف يازين) للشاعر يحيى عمر اليافعي، وخروجه على رتم الإيقاع والأداء المتأثر بحفلات (المخادر) والمقايل، والخالي من الزخارف.

لقد كشفت لنا المقالات الاستعداد والاستعداء لمهاجمة الفنان عمر باوزير كإنسان وفنان، والتجريح بحق الزميل الإعلامي عبدالملك السماوي.. واستهداف رموز قطاع الإعلام والثقافة، واتهامها بأنها (لاتعي دور الثقافة ومخاطر العبث بها في حياة الأمة، وإنها عاثت فسادا ونثرت سمومها)، وهل ما آلت إليه الأوضاع الثقافية في حضرموت سببها عمر باوزير وبرنامج (طاب السمر)؟!. آن الأوان للسلطة المحلية في حضرموت وغيرها من محافظات الجمهورية أن ترعى المشهد الثقافي وتهتم بالأنشطة الثقافية والفنية وتشجيع الاستثمار في قطاع الثقافة والفنون بدلا من (لطم الخدود) وشق الجيوب.

فلنبادر.. وليستفد المبدعون من تجربة الفنان الشاب عمرو جمال وفرقته الفنية (شباب خليج عدن للمسرح) وكيف استطاع الاستفادة من شراكة القطاع الخاص- طه مستر حمود- لعرض أعماله المسرحية في سينما هريكن في عدن، وإذا ظللنا نولول ونطالب الدولة بكل شيء في مجال الثقافة فمستقبلا سنطلب منها أن تخرج أعمالنا المسرحية وتوجد لنا الجمهور!.

وعلينا ألا ننجر وراء الماضي والتغني به فقط، بل علينا السعي المثابر والبحث عن سبل جديدة ومؤسسات استثمارية للإنتاج الفني وانتشال أوضاع الفنانين بتسويق أعمالهم الجديدة.

وأقول لعمر باوزير كل هذا ليس بسببك.. يكفيك حب الناس لك والجهمور الذي أوجدته بتفردك في الأداء وتميزك بالعطاء، وليس ذنبك أنك تقلد الفنان أبو أصيل، فغيرك مازال يقلده حتى اليوم، ويشهد بذلك متنزه المرجان في جدة.. والفنان مؤثر ومتأثر، ومبارك التكريم الذي حظيت به من قبل منتدى باهيصمي الثقافي وللمرة الثانية، وقبله منتدى باسويدان الثقافي في عدن، وكذلك في محافظة الضالع عندما شاركت في حفلها الفني بمناسبة العيد الوطني العاشر 22 مايو 2000 مع نخبة من نجوم الفن اليمني.. الفنان الكبير أيوب طارش، نجيب سعيد ثابت، أنور مبارك، عوض أحمد، أمل كعدل، والمايسترو سعيد فندة وآخرين، إضافة إلى تكريمك من قبل وزارة الثقافة والأستاذ خالد الرويشان- الوزير الأسبق للثقافة- بمناسبة عام الثقافة العربية (صنعاء 2004)، والمهم أن قليل الخبرة في استخراج الدانة من المحار تسيل بين أصبعيه كزلال البيض.