لبنان لم يتخط بعد محاولات زعزعة استقراره

> بيروت «الأيام» ريما ابو شقرا :

> تتكرر الاشكالات الامنية والاشتباكات بين انصار الموالاة والمعارضة فيما يتعثر تشكيل الحكومة ما يزيد المخاوف من زعزعة الاستقرار في لبنان، بعد مرور ثلاثة اسابيع على توقيع اتفاق الدوحة الذي انهى ازمة سياسية استمرت اكثر من عام ونصف.

ويقول اسامة صفا رئيس المركز اللبناني للدراسات الاستراتيجية لوكالة فرانس برس "حتى الان لم نتخط محاولات زعزعة الاستقرار لكننا لسنا في دائرة الخطر" مضيفا "نحن في حال بين بين".

ويعتبر صفا ان الوضع الحالي "اسوأ من الاوضاع السابقة من حيث التعبئة وحدة التجاذب داخل المجتمع".

يذكر بان اتفاق الدوحة انجز في 21 ايار/مايو بعد ان سيطرت المعارضة بقيادة حزب الله عسكريا على احياء غربي بيروت وذلك ردا على قرارات حكومية اعتبرها الحزب الشيعي تمس بامنه.

وبعد توقيع الاتفاق تكررت الاشكالات في بيروت بين انصار حزب الله ومحازبي تيار المستقبل بزعامة سعد الحريري، ثم امتدت الى البقاع (شرق) حيث ادت ليل الاحد الاثنين الى سقوط اربعة جرحى واستخدمت فيها قذائف الهاون والقذائف الصاروخية.

ولم تقتصر الاحداث الامنية على المناوشات بين انصار الفريقين بل تعرض الجيش لاعتداءين استهدفا عناصره قرب مخيمات فلسطينية في الشمال والجنوب تعتبر معاقل للاصوليين السنة.

ويرى صفا بان هذه الاعتداءات هي "رسالة" الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي كان قائدا للجيش عندما جرت معارك مخيم نهر البارد عام 2007 التي انتهت بسيطرة الجيش على المخيم بعد ان تحصن بداخله مسلحو مجموعة فتح الاسلام.

كما ان الاشكالات المتكررة بين انصار تيار المستقبل ومحازبي حزب الله "لا تسهل انطلاقة عهده" وفق صفا.

وانتخب سليمان رئيسا للبلاد بعد فراغ استمر ستة اشهر في سدة الرئاسة الاولى بنتيجة اتفاق الدوحة الذي رعته قطر بين الاكثرية التي يدعمها الغرب ودول عربية بارزة والمعارضة التي يقودها حزب الله مدعوما من سوريا وايران.

وكلف سليمان منذ نحو اسبوعين فؤاد السنيورة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الذي يبدو متعثرا خصوصا في ضوء توقعات بانجازها بسرعة بعد ان حدد اتفاق الدوحة نسب توزيع مقاعدها بين الاطراف.

ويقلل نديم شحادة الخبير اللبناني الذي يعمل في مركز دراسات شاتام هاوس (بريطانيا) من اهمية تاخر التشكيلة الحكومية معتبرا بانه "لا ينذر بمخاطر" .

ويقول "هذا التاخير طبيعي. لطالما شهدت عملية التاليف مفاوضات واخذ وعطاء من اجل المواقع".

ولفت الرئيس سليمان الى ارتباط التوافق السياسي بالاستقرار الامني.

وقال في تصريحات وزعتها رئاسة الجمهورية "السياسة تاتي بالامن والامن بالاقتصاد. لا امن من دون سياسة" مشددا على ضرورة "تضافر الجهود للمعالجة على المستويين السياسي والامني".

ويربط محللون اخرون بين الحوادث الامنية والمفاوضات الجارية لتشكيل الحكومة.

ويرى تمام سلام نائب بيروت السابق "ان الجو العام الملبد يؤدي تلقائيا الى تاخير التشكيلة".

ويقول سلام وهو من الزعامات السنية في بيروت "اصلا هذه العملية ليست سهلة انما تاخرها في هذه الاجواء يشكل خطرا لان البديل عنها هو التوتير الامني".

ويضيف "حاليا ثمة سباق بين التوتير الامني وتشكيل الحكومة".

من ناحيته يعتبر باتريك حنينة من مجموعة الازمات الدولية ان العنف في الشارع ليس مجرد "مساومة" من اجل تحسين المواقع في الحكومة مشيرا الى ان جذوره ظهرت منذ كانون الثاني/يناير عام 2007 عندما وقعت مواجهات مسلحة في بيروت بين السنة والشيعة من انصار الفريقين.

ويعزو حنينة ما يجري الى الصراع للسيطرة على المناطق المختلطة (السنية الشيعية).

ويقول "حتى الان لم تتم معالجة الجذور العائدة للسعي الى السيطرة على هذه المناطق والتي لم يتطرق اليها مطلقا اتفاق الدوحة".

ويضيف "من الواضح ان هذا الصراع سيتواصل بعد اتفاق الدوحة خصوصا مع حالة الاحباط عند الطائفة السنية بعد اجتياح بيروت".

ويرى حنينة بان على تيار المستقبل ورئيس الوزراء المكلف فؤاد السنيورة "ان يطمئنوا السنة الى انهم سيؤمنون حمايتهم وباية طريقة".

وتعطي الحكومة التي ستشكل المعارضة نسبة تسمح لها بالتحكم في القرارات التي تحتاج الى تصويت. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى