> «الأيام الرياضي» عوض بامدهف:

الكابتن جمال حبيشي الأول من اليمين جلوسا مع المنتخب الوطني في أوائل الثمانينات
«الأيام الرياضي» التقت بهذا النجم الكروي الكبير والقيادي الميناوي البارز في حديث لا تنقصه الصراحة..إليك عزيزي القارئ حصاده في قادم السطور :
> لمحة تعريفية موجزة عن مشوارك الرياضي؟
- بداية..يكفيني فخرا أني لعبت مع عمالقة فريق شباب التواهي:الشيخ بوجي، حسن عيسى، الهتاري، رمضان، نجيب راجح، هاشم عزيز، الجبل، علي العزاني، عبده صالح، المجيدي، عبده اسماعيل، خميس، سمير جاوي، العبادي، محمد عبده، سعيد إبراهيم، وناصر عزاني.. ويكفيني شرفا كوني الوحيد الذي اختير ضمن صفوف الفريق الوطني حينذاك بمركزين إثنين مختلفين أولهما بخط الوسط، وآخرهما بمركز الدفاع.
> ماذا عن تجربتك في مجال التدريب؟
- مررت بتجربتين، الأولى كانت في العام 2005م لدوري الدرجة الثانية.. وتسملنا الفريق بمعية الكابتن حسين جلاب، ورصيده من النقاط نقطة واحدة من تسع نقاط، واستطعنا خلال فترة الدوري أن نحصد تسعة وعشرين نقطة..وهذه النتائج الطيبة جاءت نتيجة تعاون ودعم غير محدودين من قبل مشرف النشاطات في ذلكم الوقت أخي ورفيقي نواز يوسف.
أما التجربة الأخرى فجاءت قبل تصفيات أبطال المحافظات السابقة..ففي مرحلة الإعداد استطعنا أن نبني فريقا قويا متكاملا، من خلال إقامة عدة مباريات تجريبية أحرزنا فيها كأس سباعيات اعتزال الكابتن شرف محفوظ..ووصول الفريق إلى نصف النهائي لدوري الفقيد المريسي الرمضاني، وخروجه بضربات الترجيح..وفي تصفيات أبطال المحافظات (تجمع إب) لم يحالفنا الحظ للتأهل بفارق نقطة واحدة، مع العلم أن الفريق الذي تأهل خسر مباراته معنا بهدفين.
وكلتا التجربتين مع فريقنا (الميناء) كانتا بكل المقاييس ناجحتين جدا رغم الصعوبات المالية والعراقيل التي كانت تعترض تقدمنا..والغريب أنه فور انتهاء المسابقتين نكتشف سعي القائمين على النادي وبإصرار ممنهج على تطفيش اللاعبين وتهجيرهم قسرا.

جمال حبيشي يتبادل الشعارات مع علي الأشول كابتن وحدة صنعاء أثناء زيارة فريق الميناء لصنعاء عام 1990م
- أما فيما يتعلق بتجربتنا الإدارية، كانت الأولى برئاسة الحكيم أنيس السماوي ونائبه الصلب عبدالله حسين.. ففي المرحلة التي تحملنا فيها مسؤولية النشاطات أعددنا خططنا الإستراتيجية لإعادة روح الانتماء أولا، والاعتماد على أبناء النادي بمباركة ودعم الإدارة في إعداد وترتيب الآتي:تعيين وتثبيت الأجهزة الفنية لكافة الألعاب، وتشكيل إدارة كرة برئاستنا وعضوية كل من الكابتن عبدالكريم هتاري، والكابتن حسين جلاب، والأخوين نواز يوسف وسامي عليوة، وتشكيل فريق أولمبي يكون رديفا للفريق الأول، وإعادة تشكيل فريقي الناشئين والشباب، وتشكيل فريق للبراعم الذي وصل عدده نحو 100 لاعب..وبما أن كافة النشاطات كانت محل اهتمامنا ومتابعتنا المباشرة، فضلا عن توفير كافة المتطلبات الضرورية بحسب الإمكانيات المتاحة، الأمر الذي من خلاله حققنا الإنجازات التالية: في الكرة الطائرة (المركز الرابع)، وكرة السلة (المركز الخامس) والتايكواندو (المركز الثاني) على مستوى الجمهورية، و(الأول) في المحافظة، والملاكمة (المركز الثاني) على مستوى المحافظة، وفريقا الشباب والناشئين خروح مشرف من الدوري الخاص بالمحافظة، وتكريم حارس مرمى فريق الشباب كأحسن حارس، وصعود ناشئة فريق السلة إلى الدرجة الأولى.
أما تجربتي الأخرى والتي شغلنا فيها منصب نائب رئيس اللجنة المؤقتة الحالية.. وهنا يمكننا القول:«إن اختلاف وتباين وجهات النظر مع رئيس اللجنة أظهرت نوايا مريضة، الهدف منها تصفية حسابات متنوعة من نجاحات الإدارة السابقة التي ملأت النادي حيوية ونشاطا وبشهادة الجميع، فضلا عن تحقيق الإنجازات الرياضية والمالية بمختلف النشاطات، وذلك خلال فترة شرعيتها القصيرة..في حين أن بعضا من الرموز في الإدارة الحالية الذين استطاعوا فقط تحقيق خيبات غرورهم التي أقنعوا بها أنفسهم، أنهم توأم النادي وروحه وحارسه، والخبير بكل وظائف ونشاطات العمل الرياضي، والأمر الذي يوقعهم بدوام الفشل، والذي ظهرت بوادره حتى الآن وهي: تراجع فريق الكرة الطائرة إلى المركز السابع، وانقلاب الحسنة الوحيدة بدخول كرة السلة المربع الذهبي، وبقرار الإدارة الباطل يتعرض النادي لعقوبات وغرامات مالية، وسقوط فريق ناشئي السلة إلى الدرجة الثانية، وطرد وتهجير مدرب ولاعبي الملاكمة جميعهم، وطرد غير مباشر لمعظم لاعبي فريق الشباب الأساسيين.
وإلا بماذا نفسر بقاء كرة القدم رهينة في تصنيف الدرجة الثانية لسنوات طويلة تجاوزت الخمسة عشر عاما..أما يكفينا تلكم السنوات ونحن نتألم ونبكي كرة قدم نادينا العريق..نبحث عن ضوء يرشدنا إلى طريق عودتنا إلى زمن البطولات التي ملأت مدينتنا بتاريخ ناد كانت تهابه الأندية لأنه الفن الكروي الأصيل، وفي اعتقادنا لو استمرت هذه الرموز بتصريف أمور النادي لربما يظل فريق القدم 15 سنة أخرى في الدرجة الثالثة.
طبعا توسعت الخلافات مع هذه الرموز التي لا تقبل إلا برأيها وبقراراتها، ومن يعترض عليها يصنف في عداد الأعضاء الأعداء، أجل توسعت أكثر خصوصا في مسألة ترشيح الأجهزة الفنية الذي نعتقده أهم القرارات التي تلامس نشاطات الشباب مباشرة، وبالتالي يجب أن يكون الاختيار مسؤولا، وكان رأينا أن يتم الإبقاء عليها فيما عدا الفريق الأول، ذلك لأن عمر اللجنة المؤقتة ثلاثة شهور، ولا داعي لعشوائية العمل الرياضي..ولكن مقترحنا هذا قوبل بالرفض المطلق، على اعتبار أن هناك تكتلا واتفاقا على تكليف جهاز فني واحد للفريق الأول والشباب يعكس نزعتهم الانتقامية لتصفية الحسابات القديمة الجديدة، والاستغناء عن خدمات المدربين الكابتن عبدالباري عوض والكابتن وليد إسماعيل.

الكابتن جمال حبيشي الأول من اليسار مع فريق نادي الميناء الرياضي لكرة القدم
.ومع بدء مرحلة الإعداد دشنها جهازهم بإجراءات قمعية، تمثلت بإزاحة وطرد عدد من أفضل اللاعبين الأساسيين في الفريق منهم الكابتن رامي، المرفدي، العرجي، عماد، محمد نبيل، محمد عبده، والضالعي..واستبدالهم بآخرين، طبعا كان ذلك بالتنسيق مع تلكم الرموز عرفانا وتعويضا لفترات سابقة عملا معا في وضع المتاعب والعراقيل للإدارة السابقة.
وبناء على توقعاتنا بفشل مهمة الجهاز الفني المختار من قبلهم (الإدارة) والتي حذرنا من نتائجها مسبقا تحققت الآن من واقع النتائج السيئة في تصفيات فرق الدرجة الثالثة، والتي كان آخرها السقوط المخزي والتقوقع في هذا التصنيف حتى إشعار آخر نتجرع فيه مرارة الفشل.
أليس من حقنا وبصفتنا نائبا لرئيس اللجنة والرياضي السابق أن نرفض تعيين جهاز فني فاشل ينفذ الرغبات التي تسعى لتصفية وتهجير شباب النادي دون الحفاظ عليهم، وهذه أهم مهامهم.
> وما هي مقترحاتكم لانتشال أوضاع النادي؟
- فيما يتعلق بمقترحاتنا حول انتشال أوضاع النادي فإننا نرى الآتي: إقالة اللجنة المؤقتة حالا، استدعاء عقلاء النادي والمنطقة لتكليف لجنة إدارية جديدة بشرط إعفاء كل أعضاء اللجنة الحالية، العمل على فتح أبواب النادي لكافة أبنائه وشبابه، العمل على تطوير نشاطات النادي وتسيير أموره بالشكل المطلوب، بالإضافة إلى بناء علاقات متميزة مع كافة المرافق الرياضية وغيرها، والاعتماد على أبناء وشباب النادي بتحمل المسؤوليات والمهام المطلوبة لتوسيع قاعدة المشاركة والعمل الرياضي الجماعي في سبيل بناء جيل رياضي مشبع بالولاء والحب للرياضة، والبحث عن مصادر دعم مالي بالتنسيق مع مأمور المديرية من المؤسسات والشركات الواقعة بالمديرية.
> كابتن جمال حبيشي .. ماذا حول الواقع الحالي لرياضة عدن؟
- مع شديد الأسف..رياضة عدن أصبحت أطلالا من الماضي لأسباب كلنا يعرفها جيدا، ومن هنا يجب على قيادات الرياضة إعادة البحث في أسباب الانحسار والتراجع المخيف لمستوى أندية عدن.. وبتقديري الشخصي بدلا من استعراض الجمل الرنانة في عمليات توفير المنشآت الرياضية، وتوفير الملاعب الخاصة بالأندية .. وبعيدا عن التكاليف الباهظة جدا التي تتطلب إدراجها ضمن الخطط الاستراتيجية، نرى أن يتم العمل بما يلي:
1- توسيع دور المدربين ليشمل اكتشاف مواهب جديدة من الفئات العمرية الأدنى، والتقليل من البحث عن اللاعب الجاهز.
2- غرس الحب والولاء للنادي بعيدا عن الجانب المادي.
3- استمرارية قيام إدارة التربية والتعليم بتفعيل المسابقات بمدارس المناطق، ثم المديريات، ثم المحافظة، وأخيرا أبطال المحافظات، على اعتبار أن كل موهوب سيجد الفرصة لإبراز موهبته.

جمال حبيشي الثاني من اليمين وقوفا مع عمالقة فريق شباب التواهي (الميناء حالياً)
5- التبني من قبل مكتب الشباب والرياضة للفرق الشعبية بالدعم وبالتنظيم لإعداد مسابقات رسمية لمساعدة الأندية في اكتشاف مواهب من الطريق الشعبي إلى طريق النجومية.
وأخيرا..أشكركم على هذا اللقاء الذي سررنا به ونحن نقلب صفحاتنا الرياضية التي باتت مغلقة يكسوها التراب.