وللفن أسراره.. لماذا الفنان الناجح محسود ؟

> «الأيام» فاروق الجفري:

> لماذا الإنسان الناجح هو وحده يتعرض للمؤامرات والدس والافتراء، خصوصا من زملاء له في العمل؟ ولماذا الفنان الناجح محسود من الفنانين غير الناجحين؟ ولعل في السؤال نفسه يكمن الجواب، فالإنسان الذي يقوده طموحه في أي مجال سواء الفن أو غيره للوصول إلى أعلى المراتب محسود من الذين لايقدرون أن يكونوا على شاكلته، وكذلك الإنسان الذكي سواء الفنان أو غيره الذي يتصرف في المجتمع بشكل مدروس يجعل حضوره مقبولا وجميلا في أي مكان يذهب إليه في حين يخسره الذين يتصرفون بشكل أهوج وأحمق دون أن يفكروا بخطواتهم وبأساليبهم الصحيحة والسليمة في الحياة، أمثال هؤلاء يسعون دائما لإيذاء من نجحوا عليهم بأية وسيلة، لكن الهامات المنتصبة والشامخة بقوة لاتستطيع هذه الأكاذيب والافتراءات الوصول إليها، بل نجد ضعفاء النفوس هم من يقتربوا من هذه الهامات، يقدسونها ويتساقطون أمامها، ولكن نفسياتهم السوداء تضمر غير ما تظهر.

هل يحدث هذا الأمر في مجتمع دون الآخر؟. نقول ربما يحدث هذا في الوطن العربي أكثر من غيره من الدول الأخرى، لماذا؟ لأن العربي تربى للأسف الشديد بأساليب تربوية متغيرة باستمرار ولاثوابت لها، فالذي كان بالأمس بطلا أصبح اليوم جبانا، والذي كان وطنيا أصبح اليوم عميلا خائنا والعكس، وتربى العربي على عدم الثقة بالنفس وعدم الثقة بالآخرين، وتعلم العربي أن لايصدق أي كلام يقال، وأن يكذب كل من يروي له أنه فعل كذا وكذا، وبسبب المتغيرات السياسية المتعاقبة على الوطن العربي أصبح العربي أيضا لايعرف بماذا يؤمن وبماذا لايؤمن. إننا في الوطن العربي مبتلون بأمراض اجتماعية في طول الوطن العربي وعرضه، ونجد أن غريزة الأذى متفشية في قلوب وصدور معظم الناس حبا بالأذى لا أكثر ولا أقل، لهذا تنطبق عليهم الأمثال والحكم التي تركها لنا السلف أمثال من (راقب الناس مات هما) أو (الحسود لايسود) أو (اتق شر من أحسنت إليه) وغيرها من الأمثال المشابهة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى