جولة بمستويات متباينة

> «الأيام الرياضي» فرانز بيكنباور:

> شاهدنا في الجولة الأولى من مباريات الدور الأول لبطولة كأس الأمم الأوروبية الثالثة عشرة (يورو 2008) مستويات لعب متباينة للغاية.

لكنني أود أن أؤكد أن أربعا من المباريات الثماني التي شهدتها هذه الجولة كانت ممتعة بالفعل وهي مباريات هولندا أمام إيطاليا وألمانيا مع بولندا والبرتغال مع تركيا وإسبانيا مع روسيا.

وفي المجموعة الثالثة التي يطلق عليها لقب «مجموعة الموت» كان هناك احتمالان فقط وهما إما أن تبدأ بحذر لتجنب المجازفة خوفا من الهزيمة أو تخرج كل ما عندك منذ صفارة البداية لتحرز أول ثلاث نقاط.

واختار المنتخب الهولندي البديل الثاني بطريقة نموذجية حيث أطاح بالمنتخب الإيطالي بطل العالم وجرده من وسائل دفاعه..والحقيقة أن المنتخب الايطالي اضطر لاستبدال مدافعه وقائده فابيو كانافارو قبل بداية البطولة مباشرة بسبب الاصابة ولكن المنتخب الهولندي عانى هو الآخر من الإصابات التي حرمته من نجمي الهجوم آريين روبن وروبن فان بيرسي اللذين يتميزان بالسرعة.

وكشفت مباريات الجولة الاولى أن هذه البطولة ستشهد الكثير من الإثارة والمتعة والأحداث التي لن تمحى من الذاكرة ولكن الهدف الثاني للمنتخب الهولندي في مرمى إيطاليا كان نموذجيا للغاية ويتفق تماما مع أسلوب الكرة الحديثة..فقد مرر جيوفاني فان برونكهورست الظهير الأيسر للمنتخب الهولندي الكرة بإتقان إلى ديرك كويت في الناحية اليمنى الذي لعبها برأسه إلى زميله المنطلق ويسلي شنايدر لينهيها بشكل نموذجي بتسديدة قوية في شباك إيطاليا.

وهذا هو ما يجب أن تكون عليه كرة القدم حيث يجب أن تتسم بالسرعة واللعب من لمسة واحدة..ومن خلال شنايدر يمكنك أن ترى كيف يمكن لأي لاعب أن يتطور سريعا عندما يلعب في صفوف ريال مدريد لمدة عام.

ورغم ذلك شعرت بخيبة أمل إزاء مباراة رومانيا مع فرنسا..وأعتقد أن من الضروري أن يتحول فرانك ريبيري نجم فرنسا في مباراة الفريق أمام المنتخب الهولندي من اللعب في الناحية اليسرى إلى اليمنى لأنه المركز الذي يحبه أكثر.

ومن المؤسف أن يخسر كل من منتخبي الدولتين المضيفتين مباراته الأولى حيث سقط المنتخب السويسري أمام نظيره التشيكي في المجموعة الأولى صفر/1 وخسر المنتخب النمساوي أمام نظيره الكرواتي في المجموعة الثانية بنفس النتيجة..وتسبب ذلك في توتر الأجواء العامة للبطولة خاصة وأن كلا من الفريقين كان يستحق الخروج بنتيجة التعادل نظرا للروح القتالية الكبيرة التي ظهر بها في المباراة.

وقضى المنتخب النمساوي فترة إعداد للبطولة أطول من باقي المنتخبات المشاركة بنحو شهر كامل ومن ثم سيكون لديه مخزون من الطاقة في مباراتيه التاليتين أمام بولندا وألمانيا.

وكان الفوز 2/صفر على المنتخب التركي مؤشرا على أن المنتخب البرتغالي يسعى وينطلق بقوة للمنافسة على اللقب..هذا الفريق لا يعتمد على كريستيانو رونالدو فحسب فمن يضم لاعبا مثل ناني بين صفوفه يستطيع أن يعتبر نفسه محظوظا.

وفي المجموعة الثانية حقق المنتخب الألماني فوزا ثمينا على نظيره البولندي 2/صفر. واستعد المنتخب البولندي جيدا للبطولة بقيادة مديره الفني الهولندي ليو بينهاكر ولكن لاعبيه فشلوا في مجاراة المنتخب الألماني في السرعة..وأعترف بأنني ميزت لوكاس بودولسكي الذي سجل هدفي المباراة بالكاد ، وذلك عندما فكرت في مستواه المتذبذب مع بايرن ميونيخ.

ولم يستمر الأداء الرائع والساحر للمنتخب الأسباني أمام نظيره الروسي المنظم خططيا سوى لنصف المباراة فقط..ولكن هذا الأداء الساحر من خافي وفيرناندو توريس وديفيد فيا الذي سجل ثلاثة أهداف للفريق في المباراة أكد ما توقعته للمنتخب الاسباني وهو أنه أحد المرشحين للمنافسة على اللقب.

أما المنتخب الروسي فلن يستسلم حتى مع غياب مهاجمه البارز بافل بوجربنياك فما زال لدى الفريق فرصة جيدة أمام كل من المنتخب اليوناني حامل اللقب والمنتخب السويدي.

وكان أداء المنتخب اليوناني الذي يعتمد دائما على الأساليب الدفاعية في مباراته أمام السويد إحدى نقاط الضعف في مباريات هذه الجولة..وعلى الأقل نجح المنتخب السويدي في معاقبة نظيره اليوناني على طريقة لعبه القائمة على إعطاء الأولوية للأمان..ويدين المنتخب السويدي بالفضل في ذلك إلى مهاجمه زلاتان إبراهيموفيتش الذي مازال نجما عالميا.

مقال خاص بـ «الأيام الرياضي» بالاتفاق مع الكاتب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى