في المحاضرة التي ألقاها د. علي هود باعباد بعنوان : (الهوية العربية الإسلامية في ظل العولمة).. القاضي حمود الهتار:الهوية العربية الإسلامية في حاجة إلى نقلة جادة من حالتها الراهنة إلى حالة النهضة والتقدم والحضارة

> صنعاء «الأيام» بشرى العامري:

>
المنصة
المنصة
دعا القاضي حمود الهتار وزير الأوقاف والإرشاد في المحاضرة التي ألقاها مساء أمس د. علي هود باعباد الأمين العام المساعد لاتحاد الجامعات العربية بالمركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجية المستقبل الموسومة بـ(الهوية العربية الإسلامية في ظل العولمة) إلى ضرورة تحصين أجيالنا من الاختراقات الفكرية وحماية هويتنا من الغزو الفكري «الذي لم يعد بمقدورنا أن نوقفه ولا بمقدور الحكومات أن تتحكم فيه اليوم».

كما دعا إلى حماية الهوية الثقافية الوطنية اليمنية من الاختراقات، مؤكدا أن اليمن بلد التسامح والتعايش بين المسلمين وغيرهم ، وأشار إلى أنه لم يرد على مر التاريخ مذهب من المذاهب الإسلامية على الساحة اليمنية بحسب المؤرخين بالرغم من وجود مذهبين إلى خمسة مذاهب، مضيفا بالقول: «لم تكن هناك مساجد خاصة بالزيدية أو الشافعية أو السنية أو شيعة أو سلفية وصوفية ينادي المنادي للصلاة ويتجه الناس ألى اقرب مسجد دون السؤال عن هوية الإمام»، قائلا إن ذلك كان ومازال مفخرة اليمنيين ويجب المحافظة عليه، مؤكدا ظهور بعض النتوءات التي بدأت تظهر في عصرنا ليس في المجال الفكري فقط ولكن في المجالات الأخرى أيضا وقال: «حاليا المذاهب موجودة وتعددت الآراء داخل المذهب الواحد الذي يؤكد صلاحية الشريعة الإسلامية لكل زمان ومكان وعالميتها».

داعيا إلى الاستفادة من هذا التعدد والتنوع في حياتنا اليومية وتربية أبنائنا على التسامح وترسيخ مبادئ الحرية في عصرنا وتكوين الأبناء تكوينا دقيقا على أسس سليمة .

وفي المحاضرة وضح باعباد «أن الهوية لأي شعب أو أمة هي حصيلة العقيدة والفكر واللغة والتاريخ والفنون والآداب والتراث والقيم والعادات والأخلاق والوجدان ومعايير العقل والسلوك، وغيرها من المقومات التي تتمايز بها الأمم والشعوب والمجتمعات.

وليست كل هذه المكونات ثابتة بل بعضها يتغير حسب المستجدات الإنسانية والحضارية التي لا تتناقض مع ثوابته الدينية والوطنية».

مؤكدا «أن العالم يتوجه نحو حرب حضارية تكون فيها القيم الثقافية الرمزية هي الحدود الثقافية بين الحضارات وهو ما يحدث حاليا للهوية العربية الإسلامية تحت ما يسمى بالإرهاب كغطاء للتمويه، ولكنها حرب شاملة ضد الإسلام وكل من ينتمي إلى هذه الهوية المكونة من الدين واللغة والتاريخ والبيئة.

وقال:«نحن اليوم لسنا في موقع يتيح لنا الاختيار بين نموذج هوية وأخرى ولكن النموذج الغربي للهوية هو المفروض على كل الشعوب ونحن منها . لكن كيف يمكن للهوية العربية الإسلامية الاستفادة مما تقدمه هوية العولمة في كل مجالات الحياة وتحافظ على مكوناتها»، مؤكدا أن الهوية العربية الإسلامية هوية عالمية إسلامية وليست هوية قومية خاصة بالعرب ..

ولكنها خاصة بكل من يقول «لا إله إلا الله محمد رسول الله» في هذا العالم شرقه وغربه شماله وجنوبه.

وأكد أن العولمة نفسها «هي نظام في طور التكوين والـتأسيس لم يبلغ بعد الشكل النهائي الذي سوف تستقر عليه، وهناك العديد من الباحثين في مستقبل نظام العولمة يتوقعون حدوث تحولات جذرية في العقدين القادمين من شأنها أن تعدل من اتجاه العولمة الحالي كما أن هناك باحثين آخرين يرون أن التحكم في النظام الثقافي العالمي لن يتم بالسهولة نفسها التي تم بها التحكم في النظام الاقتصادي والتجاري بل العكس ظهرت بوادر تدل على أن العولمة عملت على إيقاظ الوعي بالخصوصية الثقافية والحضارية لدى الشعوب والأقليات»

جانب من الحضور
جانب من الحضور
وتساءل عن مدى استطاعة الهوية العربية الإسلامية العيش تحت مظلة العولمة بكل مكوناتها الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية كما هو في الواقع الملموس؟

وهل الرؤية الاقتصادية والسياسية والثقافية والحرية وحقوق المرأة والديمقراطية للعولمة متوافقة مع رؤية الهوية العربية الإسلامية ؟! مؤكدا أن لكل رؤية منطلقاتها العقيدية والفكرية للإنسان والكون والحياة مما ينعكس على أنظمة الحياة وشئونها الأخرى.

وقال:«يمكن أن تتفق الهويتان على إقامة حضارة، ولكن كل هوية تقيم تلك الحضارة في إطار رؤيتها الخاصة». مؤكدا إمكانية أن تعيش الهوية العربية الإسلامية مع العولمة على قاعدة الاستفادة مما تقدمه العولمة من آراء وأفكار وتكنولوجيا وغيرها في إطار العقيدة والفكر الإسلامي وفي ضوء المنطلقات والقواعد التي وضعها الإسلام للهوية العربية الإسلامية.

وأشار إلى حاجة العالم اليوم إلى مبادئ الهوية العربية الإسلامية بسبب تشتت النفس البشرية بين عبادة الأوثان والإلحاد والعلمانية واضطراباتها والمادية المفرطة في الحضارة الغربية الشرقية منها والغربية وتفكك الأسرة والتبذل في دور المرأة في الحضارة المعاصرة والانحلال الجنسي وقنبلة الإيدز والتفسخ الأخلاقي، موضحا أبرز التحديات التربوية و التعليمية التي تواجه الهوية العربية الإسلامية في عصر العولمة .

واختتم حديثه مستنتجا أن الهوية العربية الإسلامية في حاجة ماسة إلى إعادة النظر في مؤثرات مكوناتها من قبل قيادات السياسة والتربية والتعليم والثقافة والإعلام في كل مجالات فلسفتها وتربيتها وثقافتها ولغتها وتاريخها وحياتها العامة، أي في حاجة إلى نقلة جادة من حالتها الراهنة إلى حالة النهضة والتقدم والحضارة العربية الإسلامية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى