بلاتيني «الاشتراكي الرومانسي» يشق طريقه من جديد نحو النجومية

> «الأيام الرياضي» متابعات:

>
رفع ميشيل بلاتيني مرتديا قميص المنتخب الفرنسي لكرة القدم أزرق اللون ، كأس بطولة الأمم الأوروبية عاليا في سماء باريس أمام ستاد «بارك دي برينس».

وفي 29 يونيو المقبل ، عندما يقام نهائي بطولة الأمم الأوروبية يورو 2008 في فيينا ، سيكون بلاتيني من جديد حاضرا في حفل تسليم ميداليات وكأس البطولة ولكنه سيكون واقفا على الطرف الآخر من منصة التتويج ليسلم الكأس بنفسه.

فقد عاد «لو روا» أو الملك من جديد ليكون بطلا للبطولة الأوروبية..ولكن قبل 24 عاما ، تألق بلاتيني على الملعب بسبب رؤيته المميزة في اللعب وتنفيذه الرائع للضربات الحرة المباشرة ، أما الآن فيتألق بلاتيني في منصبه الجديد كرئيس للاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا).

ويبدو بلاتيني ، الحائز على جائزة الكرة الذهبية ثلاث مرات ، في البذلة وربطة العنق بنفس الدهاء والمكر والصفات القيادية التي كانت جلية فيه وهو يرتدي السروال القصير على أرض الملعب..وتحت رعاية السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ، يتولى بلاتيني مسئولية مصير الكرة الأوروبية ، في الوقت الذي يعتقد فيه الكثيرون أن بلاتيني سيكون خليفة بلاتر نفسه المستقبلي كرئيس للفيفا..ويرأس بلاتيني اتحاد الكرة الأوروبي منذ عام ونصف العام ، وهي فترة شهدت العديد من الاصلاحات والعديد من الخطب المناهضة للتسويق والتي تركز على الدفاع عن «القيم التقليدية»..وسيكمل بلاتيني عامه ال53 خلال يورو 2008 التي تستضيفها النمسا وسويسرا الشهر المقبل ، والتي لا يمكن اعتبارها بطولته الخالصة ولكنها ستكون بطولته الكبرى الأولى في منصبه الجديد.

حيث علق على الوجوه الجديدة من الأثرياء الذين باتوا يستثمرون أموالا طائلة في أندية كرة القدم الأوروبية المختلفة لأهداف بعيدة تماما عن الرياضة نفسها قائلا:«لست ضد المال ، فالأمر بعيد تماما عن هذا..فأنا نفسي تقاضيت الكثير على مدار حياتي..ولكنني أعتقد أن المال لا يجب أن يحكم في عالم الرياضة».وأوضح بلاتيني في حوار مع صحيفة «شتوتجارتر تسايتونج» الألمانية أنه إذا أراد أحدهم «منح مبلغ من المال من أجل عمل الخير ، فعليه أن يعطي هذا المال للأطفال الذين يتضورون جوعا..لأن كرة القدم مازالت مجرد لعبة»..ولهذا السبب أطلق على بلاتيني لقب «الاشتراكي الرومانسي».

وأضاف النجم الفرنسي:«ربما لا أكون سياسيا جيدا ، ولكنني شخص لديه إيمان راسخ .. ربما أكون رومانسيا إلى حد ما».ومع ذلك مازال بلاتيني قادرا على إظهار جانبه العملي وقدراته الدبلوماسية في الكثير من الأحيان.

وفي تحوله صوب الشرق ، ينوي بلاتيني تضييق الفوارق بين شرق وغرب أوروبا..وفي هذا الاتجاه نفسه نجح بلاتيني في توحيد «أسرة كرة القدم» من جديد من خلال عقد صفقة مع مجموعة ال14 الكبار.. حيث ستحصل الأندية الأوروبية ال14 الكبرى أخيرا على مبالغ مالية مقابل السماح للاعبيها بالانضمام إلى منتخباتهم الوطنية ، فيما يراه بلاتيني أمرا «منطقيا»..ومع ضمان إقامة بطولة يورو المقبلة في شرق أوروبا ، وبعد عقد صفقة مع ال14 الكبار لنشر السلام في عالم كرة القدم ، أصبح بوسع بلاتيني الآن أن يبدأ في التخطيط لتطبيق فكرته الخاصة عن كرة القدم ، وهي العودة إلى «القيم التقليدية» أي الهوية المشتركة بين الأندية وجماهيرها و«الحرب» على تجارة اللاعبين الناشئين.

ولإدراكه لدور كرة القدم في المجتمع ، يسعى بلاتيني لاستغلال الوزن الكبير الذي تتمتع به هذه اللعبة قدر المستطاع مؤكدا على شعوره بالقلق من «الأمراض الاجتماعية مثل العنصرية والعنف والخوف من الأجانب أو الشواذ»..وقال بلاتيني:«إن كرة القدم لعبة رائعة وذكية تعلمنا منها كيف نعيش سويا .. إنها مدرسة فوق العادة للحياة».

ورأى بلاتيني بعينه كارثة ستاد «هيسيل» عام 1985 من مكان قريب. فقد كان النجم الفرنسي هو صاحب الهدف الذي منح فريق يوفنتوس الايطالي لقب بطولة أوروبا للاندية أبطال الدوري على حساب ليفربول الانجليزي ، والذي ربما يعتبر الآن واحدا من أكثر الأهداف المحزنة في تاريخ كرة القدم بسبب ما لحق به من مأساة أزهقت خلالها أرواح 39 مشجعا..وبينما يضع بلاتيني «سياسة كروية» للاعتناء بهذه الرياضة ، سيتم التعرف على اثنتين من أهم خططه الإصلاحية في بطولة النمسا وسويسرا وهما: حملة لنشر الاحترام ، وإجراء تحاليل الدم لدعم الحرب ضد المنشطات..وللمرة الأولى في البطولات الأوروبية ، سيصبح من الممكن اكتشاف تعاطي هرمون النمو «إيه بي أو» أو عمليات نقل الدم من خلال أخذ عينات دم من اللاعبين إلى جانب تحاليل البول المعتادة..ولكن حملة «الاحترام» هي ما يفخر بها بلاتيني حقا ، حيث يسعى لاستغلال قدرات كرة القدم الحقيقية كأداة فعالة في التغيير الاجتماعي..وتدعو الحملة إلى «احترام الخصوم ونشر الاحترام في المدن وفي المدرجات وعلى أرض الملعب»..ومن المنتظر أن تقوى هذه الحملة خلال يورو 2008 من خلال عدة مبادرات مثل «احترام الخصوم واحترام النشيد الوطني للفريق المنافس واحترام الحكام»..وقال بلاتيني:«أريد أن أرد إلى كرة القدم كل ما منحته لي»..وبوصفه رئيسا لاتحاد الكرة الأوروبي ، لا شك في أنه يبذل مجهودا كبيرا لتحقيق ذلك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى