رجال في ذاكرة التاريخ

> «الأيام» نجيب محمد يابلي:

>
الجالسون: يتوسطهم الحاج محمد حسين السعدي وعن شماله نجله عبدالله السعدي وعن يمينه نجله علي السعدي الواقفون: (من اليمين) حسين محمد السعدي وعلي أحمد محمد السعدي
الجالسون: يتوسطهم الحاج محمد حسين السعدي وعن شماله نجله عبدالله السعدي وعن يمينه نجله علي السعدي الواقفون: (من اليمين) حسين محمد السعدي وعلي أحمد محمد السعدي
الميلاد والنشأة.. لوعدنا إلى الوراء وتحديدا الفترة السابقة على استقلال الجنوب في 30 نوفمبر 1967 لوجدنا أن الوضيع تنتسب إلى جغرافية أرض أهل فضل أو السلطنة الفضلية الطيبة الذكر و(الوضيع) أيضا مسكونة في ذاكرة سكان حافة الأصنج بالشيخ عثمان (عدن) لأن قاضيها عبدالله سعيد الحكيمي(والد الدكتور أحمد عبدالله القاضي والمناضل الوطني محمد شاكر) هو أحد سكان هذه الحافة ومتزوج من ابنة محمد الحاج المحلوي.

الفقيد اللواء/ عبدالله محمد حسين السعدي من مواليد قرية عرمه آل سعد بمنطقة الوضيع بالسلطنة الفضلية عام 1936.

نشأ في أسرة فلاحية لها وزنها في أوساط قبائل آل بليل الفضلية، وكان والده محمد حسين السعدي من وجهاء المنطقة ومن أعيان قبائل آل بليل الفضلية، فهو بتوصيف المناضل الوطني محمد صداعي علي: «أنه ابن أبين التاريخ.. أبين الوضيع.. أبين آل بليل.. أبين آل فضل.. ابن القوات المسلحة اليمنية.. ابن آل سعد.. ابن هذه القبيلة التي أنجب خيرة الرجال وأشرف المناضلين وأبرز الشهداء ومنهم المناضل الوطني الكبير محمد أحمد الهيثمي والمناضل الوطني الكبير الشهيد سالم علي السعدي والمناضل الوطني الكبير الشهيد محمد سعيد السعدي وغيرهم من الشهداء .

ومنهم لازال على قيد الحياة يناضل على نفس الطريق، وفي مقدمتهم المناضل الوطني الكبير الدكتور محمد عوض السعدي والمناضل الوطني الكبير علي عوض مقفع والمناضل الكبير محمد علي هادي والمناضل الوطني الكبير صالح أحمد السعدي والمناضل الوطني الكبير شيخ المناضلين الشيخ حمزة- أطال الله عمره- والمناضل الوطني الكبير علي محمد السعدي وغيرهم من الرجال الأوفياء الشرفاء، ولا ننسى في هذا المقام المناضل الوطني الكبير الشهيد صلاح- رحمة الله عليه وعلى الشهداء- وفي مقدمتهم القائد العظيم الشهيد الرئيس سالم ربيع علي ورفاقه الشهداء منهم رفاق درب عبدالله محمد السعدي..».

من مدرسة الوضيع إلى مدرسة سلاح الإشارة

كان التعليم محدودا آنذاك في منطقة الوضيع، إذ انحصر في التعليم الابتدائي فقط، واستفاد عبدالله محمد السعدي من القدر المتاح من التعليم الابتدائي وفي العام 1958م شمر عبدالله السعدي عن مساعدة وحمل عصا الترحال إلى عدن ليلتحق بجيش محمية عدن (APL) الذي ذاع صديته في أوساط العامة وعرف بجيش الليوي، المنحوتة من كلمة LEVIS ومعناها قوة من الجيش، وتم استيعابه في سلاح الإشارة وتدرب في مدرستها على أيدي عسكريين محترفين بريطانيين واستغرقت الدورة ستة أشهر وحالفه النجاح في الدورة وعمل ضمن قوة ذلك السلاح كجندي إشارة لاسلكي.

اللواء حاجب واللواء السعدي في محطة 1961

ورد في كتاب التأبين المكرس للفقيد اللواء عبدالله السعدي الشهادة التي قدمها اللواء ركن متقاعد أحمد صالح حاجب (ص 58): «عرفت المرحوم عام 1961 عندما جمعتنا أول دورة للضباط في جيش محمية عدن، وكنا مجموعة ممن يجيدون القراءة والكتابة، ومنهم الأخ أحمد صالح عبده وأبوبكر ثينه وعبدالله حسين المسيبلي وآخرون سبقوه إلى الرحيل، والتحق الفقيد السعدي بعدد من الدورات العسكرية التخصصية (سلاح الإشارة) والتأهيلية والترفيعية في الداخل والخارج.

اللواء بن عليو واللواء السعدي في محطة 1966

ورد في إحدى حلقات (رجال في ذاكرة التاريخ) بصحيفة «الأيام» العدد (5333) 24 فبراير 2008، وكانت مكرسة عن اللواء متقاعد محمد قاسم بن عليو: «كما ورد في مذكرات اللواء متقاعد محمد قاسم بن عليو أن اجتماعا لرابطتي الجبهة القومية في الجيش والأمن العام عقد في 21 يناير 1966 رأسه عبدالله الخامري رحمه الله باعتباره المسئول عن تنظيم الجيش والأمن من قبل الجبهة القومية، وأصدر المجتمعون قرارا أدانوا، بل ورفضوا فيه قرار الدمج الذي شمل الجبهة القومية ومنظمة التحرير في 13 يناير 1966، وشارك في الاجتماع من الجيش: المقدم أحمد محمد بلعيد، الرائد محمد أحمد السياري والرائد صالح محمد زنجبيلة والرائد محمد قاسم بن عليو (سكرتير أول لتنظيم الجيش) الرائد عبدالله محمد السعدي».فيما شارك من جانب الأمن العام: العقيد عبدالله صالح سبعة والمقدم سالم أحمد عتيقي والمقدم عبدالله علي مجور والمقدم عبدالله أحمد عتيقي والمقدم محمد صالح مبرقي والعقيد الصديق أحمد.

الرئيس علي ناصر محمد واللواء السعدي في محطات رسمية

كما زين كتاب تأبين اللواء عبدالله السعدي بمداخلة الرئيس الأسبق علي ناصر محمد، متعه الله بالصحة وأطال عمره (ص 36)، أورد فيها أنه تعرف على اللواء السعدي أثناء فترة الكفاح المسلح، وكان كلاهما منتسبين للجبهة القومية.

وأفاد الرئيس علي ناصر بأن الفقيد اختير نائبا لرئيس الأركان بوزارة الدفاع بعد تسلمه (أي الأخ الرئيس) مهام وزير الدفاع في نهاية العام 1969، وأنه كانت للفقيد مساهمات مع زملاء آخرين من أصحاب الثقافة والخبرة العسكرية، وفي مقدمتهم المناضل والقائد العسكري أحمد صالح عبده في تطوير القوات المسلحة، وتحدث الأخ الرئيس عن مناقب الفقيد، ومنها الصدق والأخلاق والتواضع، إضافة إلى قدراته وخبراته العسكرية.

واختتم الأخ الرئيس علي ناصر محمد شهادته قائلا: «وقد رافقني في عدد من الزيارات الخاصة والرسمية داخل اليمن وخارجها، وبوفاته خسر الوطن مناضلا ضحى من أجل الثورة والدولة والوحدة».

اللواءان باراس والسعدي و(صدفة ويا محلى الصدف)

حملت الصفحة (45) من كتاب تأبين الفقيد السعدي إفادة وشهادة اللواء خالد أبوبكر باراس، جاء فيها أنه تعرف على الفقيد عبدالله السعدي للمرة الأولى في بداية العام 1968 في منزل وزير الدفاع (المناضل البارز علي سالم البيض)، وكان خالد باراس أركان الأمن العام في حضرموت في زيارة عمل لعدن.

قدم البيض ضيفه لباراس وطلب منه أن ينتظر في صالة صغيرة. خرج البيض والسعدي إلى الصالة بعد انتهاء الاجتماع وقال البيض لباراس: «الأخ عبدالله محمد السعدي واحد من الضباط الأعضاء في التنظيم السري للجبهة القومية».

أضاف اللواء باراس في سياق الإفادة والشهادة: «إنما الانطباع الذي حملته عن هذا القائد العسكري الموهوب هو أنه كان متزنا في حديثه وليس راضيا عن الأوضاع التي كانت سائدة في المؤسسات العسكرية والأمنية.

اللواء علي مقبل ضالعي واللواء السعدي في لقاء كبير تصدره سالمين

حملت الصفحة (50) من كتاب تأبين الفقيد إفادة وشهادة اللواء متقاعد علي مقبل حسين ضالعي، جاء فيها أن آخر مرة، رأى فيها اللواء السعدي كان في معسكر الشرطة المسلحة (آرم بوليس) (معسكر 20 يونيو حاليا) في كريتر، وكان هناك اجتماع لمجموعة كبيرة يقودها سالمين ومجاميع متتالية من ردفان يقودها مثنى سالم عسكر، ترأس سالمين الاجتماع للنظر في مشروع قرار برفض الدمج القسري للجبهة القومية ومنظمة التحرير في إطار جديد اسمه (جبهة التحرير) في 13 يناير 1966.

كان الحماس متدفقا في اتجاه (رفض الدمج) وكان عبدالله السعدي ساكنا، وورد في شهادة اللواء علي مقبل ضالعي: «وكان السعدي الوحيد الذي هو ساكت، فقام أحد الأخوين (مثنى سالم عسكر أو علي سالم الأعور) يسأله: ليش ساكت؟ فجوب السعدي إذا أعلنت جبهة عدن الرد برفض الدمج قد يؤدي إلى انقسام مثل ما حصل أثناء إعلان الدمج بدون دراسة وقسم قوى الثورة. وسأله سالم ربيع: أيش الحل؟ فأجاب السعدي: ادعوا إلى اجتماع أو مؤتمر، وهنا تتحقق وحدة الجبهة القومية. فأسكت الكل. فقال سالمين: هذا معقول..».

الاستراحة الاختيارية للمقاتل السعدي

قدم القائد العسكري عبدالله محمد السعدي عصارة شبابه في خدمة الثورة والدولة من خلال مواقعه الرسمية أو النضالية، حيث بدأ مشواره الكفاحي في سلاح الإشارة ثم قائدا لنفس السلاح فقائدا للواء السادس فنائبا لرئيس الأركان العامة للقوات المسلحة (1969) فرئيسا لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة (1970 - 1971) فقائدا للواء 14 أكتوبر (نهاية 1972 - 1973) وبناء على طلبه، تم إحالته إلى المعاش التقاعدي في أواخر العام 1974، وصدرت قرارات عليا بعد ذلك بتعيينه مديرا لمصنع الغزل والنسيج ثم مديرا للأسماك فرع حجيف (عدن).

بعد قيام دولة الوحدة، صدر قرار جمهوري بإعادته إلى خدمة القوات المسلحة، وتمت ترقيته إلى رتبة (لواء) وعين مستشارا لوزير الدفاع.

منح الفقيد اللواء عبدالله محمد السعدي عدة أوسمة وميداليات، منها وسام الإخلاص قبل الوحدة، ومنح بعد الوحدة وسام الاستقلال في 30 نوفمبر 1997 وميدالية مناضلي حرب التحرير، وغيرها من الميداليات والشهادات التقديرية.

مشوار كفاحي زاهر بدأه في سلاح الإشارة وأنهاه في مستشفى باصهيب!

تعرض المجاهد الوطني الزاهد اللواء عبدالله محمد السعدي لأزمة قلبية نقل على إثرها إلى مستشفى باصهيب العسكري في عدن، وهناك صعدت روحه إلى خالقها يوم الإثنين 21 أغسطس 2007 عن عمر ناهز الواحدة والسبعين عاما، وخلف وراءه رصيدا وطنيا كبيرا وأرملة مشلولة وثمانية أولاد، الذكور منهم اثنان سالم وعباس، وخلف أيضا منزلا في معسكر جمال بخورمكسر (عدن)، «عاش فيه 45 عاما بعد أن ورثه من بريطانيا، ولم يستطع المرحوم أن يزيد عليه شيئا، بل لم يكن في مقدوره أن يرممه رغم توليه مناصب قيادية هامة». (راجع شهادة اللواء أحمد صالح حاجب في كتاب التأبين ص 58).

توجه آل السعدي بجزيل شكرهم إلى الفريق عبدربه منصور هادي، نائب رئيس الجمهورية على ما بذله مع الفقيد السعدي في علاجه وعلاج أسرته خلال حياته المرضية.(راجع شهادة د.علي أحمد السعدي في كتاب التأبين ص 95).

الرئيس ونائبه في مقدمة المعزين

رفع فخامة رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح ونائبه عبدربه منصور هادي برقيتي مواساة إلى أسرة الفقيد اللواء عبدالله محمد السعدي رئيس الأركان العامة (السابق) وابتهلا إلى المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، حيث تم تشييع جثمان الفقيد يوم الثلاثاء 22 أغسطس 2007 إلى مثواه الأخير من مسجد أبي ذر الغفاري بخورمكسر إلى مقبرة المنصورة، وقد تقدم الموكب الجنائزي المهيب الأستاذ أحمد محمد الكحلاني محافظ عدن السابق والعميد ركن عبدالله قيران مدير أمن عدن والعميد ركن مرشد صلاح العمودي رئيس أركان المنطقة الجنوبية العسكرية وعدد من المسئولين والشخصيات الاجتماعية بمحافظات عدن ولحج وأبين.

«الأيام» تقدم مواساتها

قدمت «الأيام» أحر تعازيها ومواساتها إلى أسرة الفقيد اللواء عبدالله محمد السعدي بوفاة عميدها اللواء السعدي في عددها (5178) الصادر في 22 أغسطس 2007، وضمت قائمة الأسيفين: هشام وتمام باشراحيل ونجيب محمد يابلي ود.هشام محسن السقاف وعلي هيثم الغريب وأحمد عمر بن فريد وحسين أحمد الفقير ومحمد عبدالله زين وعبدالرحمن خبارة ود.عيدروس زين بكير وجميع رواد منتدى «الأيام» في عدن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى