دل بيرو ماسة إيطالية ومجد رياضي كبير

> نيقوسيا «الأيام الرياضي» ا.ف.ب:

> يعتبر الايطالي اليساندرو دل بييرو بين أكثر اللاعبين ثباتا في المستوى وأكثرهم تحقيقا للألقاب سواء كان مع ناديه يوفنتوس أو مع المنتخب الإيطالي بطل العالم.

يشغل دل بييرو المركز الوسطي بين المهاجم الحقيقي ولاعب الوسط الذي يعرف في إيطاليا بـ «تريكوارتيستا»، من هنا تصعب مراقبة هذا اللاعب الذي يجيد تمرير الكرات الحاسمة، كما التهديف بغزارة إضافة إلى ركلاته الحرة القاتلة..اكتسب دل بييرو ألقابا عدة خلال مسيرته الطويلة كان أشهرها «أليكس» و«بينتوريكيو» وهو لقب أعطاه إياه رئيس النادي الراحل «جاني انييلي» تشبيها برسام إيطالي شهير.

لقد حطم «بينتوريكيو» أرقاما قياسية عدة، كالتسجيل مع يوفنتوس في ال«سيري أ» وفي دوري أبطال أوروبا ومع المنتخب الإيطالي، كما أنه صنف ضمن لائحة عظماء الكرة ودخل لائحة أكثر اللاعبين دخلا في العالم.

كل هذه الألقاب والميزات لم تجعل من دل بييرو اللاعب المتعالي والمتكبر، فهو توج أكثر من مرة في إيطاليا بلقب اللاعب المثالي وصاحب الروح الرياضية، كما أنه حصل على جائزة «القدم الذهبية» في إيطاليا المقدمة للاعب الأبرز فنيا وصاحب الشخصية المثالية.

يوظف دل بييرو شهرته وثروته لدعم الأبحاث الساعية لإيجاد الأدوية ضد أمراض السرطان، ونال تقديرات عدة ليكون قدوة ناصعة لجميع اللاعبين.

لقد اكتسب دل بييرو نبله وتواضعه بفضل عائلته الفقيرة ماديا، فكان حلمه في صغره إضافة لأن يصبح لاعب كرة، أن يعمل سائق شاحنة لكي يلف العالم.

استمع دل بييرو الطفل إلى نصيحة والدته ولعب حارس مرمى كي لا تتسخ ثيابه كثيرا ويتعرض للإصابة، لكن شقيقه ستيفانو (الذي احترف مع سمبدوريا) اكتشف موهبته في مركز الهجوم وكانت بداية المشوار.

لم يتأخر الكشافون في رصد الموهبة الصاعدة، فجذبه نادي بادوفا قبل انتقاله التاريخي إلى يوفنتوس عام 1993، ومنذاك التصق إسم دل بييرو بإسم اليوفي. لقد تجدد شباب «السيدة العجوز» في عصر دل بييرو فانهالت الألقاب في الدوري (7 مع دل بييرو) .

وأحرز الفريق الشمالي دوري أبطال أوروبا (1996) ووصل إلى النهائي ثلاث مرات (1997 و1998 و2003)، لكن الفتى الخارق لم يحصل يوما على جائزة الكرة الذهبية رغم أنه يستحقها أكثر بمسافات من بعض الذين نالوها، وربما الإصابات التي تعرض لها في فترات تألقه حرمته من الجائزة الأثمن لدى المحترفين في أوروبا.

شكل دل بييرو في تلك الفترة ثلاثيا هجوميا لا ينتسى مع جانلوكا فيالي وفابريتسيو رافانيللي.

ومع انتهاء نجومية الأخيرين جدد دل بييرو شبابه وشكل «تريدنت» آخر مع الفرنسي زين الدين زيدان وفيليبو إينزاغي، كما أنه لمع بجوار التشيكي بافل ندفيد والفرنسي دافيد تريزيغيه.

نجاح منقطع النظير مع يوفنتوس قابلته مسيرة فاترة مع المنتخب الإيطالي، فهو عاش خيبة الخسارة أمام فرنسا في نهائي كأس أوروبا 2000 في الوقت الإضافي الذي حسمه زميله تريزيغيه، ولم يتمكن من تخطي الدور الثاني في المونديال الآسيوي عام 2002، إلى أن حقق حلم طفولته وأحرز مع الـ «سكوادرا اتسورا» كأس العالم الأخيرة في ألمانيا، وفيها سجل هدف التعزيز في مرمى ألمانيا في نصف النهائي، وإحدى ركلات الترجيح في النهائي أمام فرنسا.

لم تحبط فضيحة التلاعب بالنتائج دل بييرو، فرغم إسقاط يوفنتوس إلى الدرجة الثانية وهجرة أبرز نجومه، بقي وحارب وأحرز لقب ال«سيري ب» ليعود منتصرا إلى دوري الأضواء.

أثبت دل بييرو أنه الرقم الصعب في معادلة الكرة الإيطالية، فكلما حاول مدرب إبعاده عن التشكيلة الأساسية كان رده على أرض الملعب بالتسجيل والتمرير والبروز أكثر فأكثر، فكان مصير فابيو كابيللو ومارتشيلو ليبي وكلاوديو رانييري وروبرتو دونادوني مشابها، إبعاد ثم رضوخ وإعادة استدعاء للنجم الذي لا يستسلم، وهو بعمر ال33 يقدم أداء رائعا جعله نجما دائما من عملة نادرة توج مسيرته مؤخرا بلقب هداف الدوري الإيطالي برصيد 21 هدفا.

وها هو ديل بيرو اليوم حاضرا مع الأزوري في الحدث الأوروبي يسجل لنفسه مرحلة أخرى تضاف لما لديه بعد أن تأهل منتخب بلاده إلى الدور الثاني لملاقاة الإسبان في معركة إثبات الوجود بعد خيبة الأمل في الدور الأول.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى