مصدر سوري: انطلاق المفاوضات المباشرة ينتظر وصول واشنطن إلى طاولة المفاوضات

> القاهرة «الأيام» د.ب.أ :

> قال مصدر سوري مطلع على سير المفاوضات السورية الإسرائيلية غير المباشرة، إن انتقالها إلى المرحلة المباشرة لا يزال وقفا على دخول واشنطن إلى طاولة المفاوضات، وهو أمر لا تزال تتمنع عنه.

واعتبر أن إثارة قضية إعادة مزارع شبعا اللبنانية في الوقت الراهن ودعوة إسرائيل للبنان إلى الدخول في مفاوضات سلام مباشرة هو من باب الكيل بمكيالين، ومن منطلق "استعداء الأطراف على بعضها البعض".

واعتبر المصدر في تصريحات لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية نشرت أمس الجمعة أن أي تسوية لوضع مزارع شبعا يجب أن يتم في إطار أسس عملية مدريد، أي الأرض مقابل السلام، متسائلا "أحل مشكلة الإسرائيلي مع لبنان وأقوم بترسيم الحدود مقابل ماذا؟".

ورأى المصدر الذي لم تسمه الصحيفة أن أي لقاء بين الرئيس السوري بشار الأسد والمسئولين الإسرائيليين هو أمر "مبكر جدا"، وسيفسر في حال حصوله على انه تخل من جانب سوريا عن ورقة الاعتراف بدولة إسرائيل، متحدثا عن محاولات من أطراف دولية "وضع يدها في طبخة" المفاوضات، في حين أن سوريا ترفض قطعيا الخروج عن وساطة الطرف التركي أو إدخال أطراف أخرى في العملية.

واعتبر أن العملية دخلت مرحلة "شد الحبال"، وسوف تستغرق وقتا طويلا، مشيرا إلى أن العملية لا تزال في مرحلة التحضير للدخول في التفاصيل، وهو أمر لن يتحقق إلا في إطار مفاوضات مباشرة.

وبحسب المصدر فإن الأجواء الحالية في سوريا تعتبر أن "إرضاء الولايات المتحدة أصعب بكثير من إغضابها"، مضيفا أن سوريا "تطبخ على نار هادئة".

وشرح المصدر السوري أن "الانطباع الأساسي هو أن أي تفاوض مباشر لن يحصل إلا بعد حسم واضح تماما لقضية الأرض مقابل السلام، والتزام إسرائيل ووضوح موقفها من الآليات، وكما سبق أن قال الرئيس الأسد فإن الانتقال إلى العملية الكاملة والمفتوحة مع الإسرائيليين يجب ألا يحصل إلا عندما يدخل الأمريكيون في العملية".

وردا على سؤال حول الدور الأمريكي الراهن في عملية التفاوض غير المباشرة، قال انه "حتى الآن لا وضوح ولا مسعى أمريكي واصفا تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس بالنسبة إلى إعادة مزارع شبعا بأنها "تطوع" من جانبها.

وقال معلقا: "المهم بالنسبة للأمريكيين استعداء الأطراف على بعضها البعض، هل الذي يسعى إلى السلام يقبل عليه مع طرف ويرفضه مع طرف آخر؟"، معتبرا أن العرض الأمريكي حول مزارع شبعا "يطرح تساؤلات لأن الموقف الأمريكي غير واضح بما يتعلق بالمسار السوري وهو يطلب بالوقت نفسه من لبنان أن يسير بعملية غير واضحة المعالم ولا ضمانات فيها".

وأضاف أن "التفاوض بين لبنان وإسرائيل يجب أن يرتبط بمفهوم مشترك سوري لبناني، هل يعقل أن يطلب من السوريين أن يقبلوا على ترسيم الحدود، ليكون لبنان من جهة، ومن الجهة الأخرى من؟ إسرائيل أم سوريا؟ إذا كانت الأرض سورية فعلى إسرائيل إذن أن تعيدها، يريدني الإسرائيلي أن أكون لطيفا وان أحل له مشكلته مع لبنان مقابل ماذا؟ مقابل أن تظل ارضي محتلة؟".

وفسر دعوة الرئيس السوري للبنان بالدخول في مفاوضات مع إسرائيل بأنها "تأتي في سياق التأكيد على التصور المشترك للحل النهائي في إطار مفهوم الأمن الإقليمي كدولتين مستقلتين وسياديتين تواجهان طرفا خصما مشتركا".

واعتبر أن البحث في إعادة مزارع شبعا "إذا تبين انه جدي فيجب أن يتم في إطار عملية مدريد، وهذا أمر للبنانيين جميعا مصلحة فيه فكيف يفاوض لبنان على مزارع شبعا وهو لا يملك أي اوراق على الإطلاق؟".

وأكد أن "وجود المسار السوري الإسرائيلي مهم لأنه يفتح الأفق، إذ أن أمن المنطقة مترابط أولا وأخيرا حتى من ناحية المياه ولا ننسى أن عددا من الأنهار الموجودة في المنطقة ومنها اللبنانية جزء منها حوضه في الجولان السوري المحتل والجزء الآخر حوضه في لبنان".

وبحسب المصدر نفسه، فإن المرحلة دخلت في عملية "شد حبال" في عملية تفاوض "سوف تستغرق وقتا طويلا ولن تحسب على زعيم إسرائيلي بعينه، (رئيس الوزراء إيهود) اولمرت او غيره".

وردا على سؤال حول المسعى الإسرائيلي لتنظيم لقاء بين الأسد واولمرت في باريس، في إطار القمة المتوسطية المرتقبة، أكد أن "الأمر لا يزال مبكرا جدا، إذ حتى الآن لا مقومات جدية لأي لقاء رسمي مباشر بين مسئولين سوريين وإسرائيليين".

وشدد على أن سوريا "لن تقدم على التخلي عن ورقة عدم الاعتراف بإسرائيل قبل أن تكون القضية (المفاوضات) صارت واضحة المعالم وتسير على السكة"، معتبرا أن أي مصافحة بين الأسد ومسئول إسرائيلي "سوف تفهم على أنها تفتح الأفق أمام الاعتراف بإسرائيل وهذا ما لا يمكن أن يتم إلا بعد أن تظهر إسرائيل على الأقل استعدادها بشكل واضح جدا للوفاء بالتزاماتها في عملية السلام".

وبحسب المصدر نفسه، فان فرنسا لا تبذل "ضغوطا" في صدد جمع الأسد والمسئولين الإسرائيليين، بل ثمة "محاولات من جهات مختلفة" ، شارحا الأمر بالقول: "كل الأطراف تريد أن تسجل نقاطا، لكن السوريين يحترمون إلى ابعد الحدود الخصوصية الدقيقة جدا التي يتعامل بها الأتراك مع العملية، وهم حريصون على ألا يدخل أحد على الخط على الإطلاق، لان الأتراك يديرون العملية بنجاح كبير وحصافة دبلوماسية وتفهم لكل الاعتبارات عند أي طرف".

ويضيف: "الكثيرون يريدون أن يمدوا يدهم إلى الطبخة ولا أحد الآن مؤهل أن يدخل عليها، الجهتان المؤهلتان وحدهما هما الولايات المتحدة وروسيا بحسب اتفاقية مدريد ونحن ننتظر دخولهما".

وبشأن المطلوب من سوريا من وجهة النظر الأمريكية، قال المصدر: "في سوريا نعتبر أن إرضاء الولايات المتحدة أحيانا يكون أصعب بكثير من إغضابها، بحسب التنازلات المطلوبة، من الأفضل أن نغضب أمريكا على أن نرضيها".

وأشار المصدر إلى أن الشق الإقليمي لم يدخل بعد في عملية التفاوض، باعتبار أن "الأمريكيين ليسوا موجودين حول الطاولة لا يمكن أن نتفاوض معهم من وراء ميكرفونات وزارة الإعلام، أو الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نحن لا نشتغل على هذا الشكل".

وشدد على أن العملية التفاوضية لم تدخل الأمور التفصيلية بعد قائلا: "طالما لم ندخل مرحلة المفاوضات المباشرة وطالما أن السوريين يطرحون تساؤلات يعني ذلك أن الأمور لم تسر بعد على السكة".

ووصف المرحلة الراهنة بأنها "مرحلة التحضير للدخول في مفاوضات مباشرة وجدية وعملية"، باعتبار أن "السوريين يطبخون عادة على نار هادئة".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى