> «الأيام» عبدالعزيز صالح محمد:

إن الشعر الوجداني- كما قيل- يتناول الواقع الخاص بالشاعر، ويصور آهاته ولواعجه، وما قد يعتريه من حوادث الدهر ونوائبه.

حيث ينظمه الشاعر بصدق فني خال من التكلف والتصنع، ليزيح عن نفسه ملمات الدهر وأوصابه.

بل إن الشعر الوجداني إذا خرج من القلب نفذ إلى القلب، فإنك- مثلا- إذا سمعت زفرات أبي فراس الحمداني وهو بالسجن مأسور، التي بثها في قصائد عديدة سميت بالروميات، لايسعك إلا أن تذرف الدموع الغزار وكأنك أسير مثله.. ومثلها أيضا أنات المعتمد بن عباد ملك إشبيلية الأندلسية وهو يبكي ملكه الضائع في قصائد تقطر حسرة وألما، لايسعك إلا أن تخر باكيا كالثكلى بدون توقف شاعرا بذات الأسى والمرارة!!.