انسحاب زعيم المعارضة في زيمبابوي من الانتخابات ولجوئه إلى السفارة الهولندية

> هاراري «الأيام» رويترز:

>
مبنى السفارة الهولندية في هراري التي لجأ إليها زعيم المعارضة في زيمبابوي
مبنى السفارة الهولندية في هراري التي لجأ إليها زعيم المعارضة في زيمبابوي
اكد المتحدث باسم وزير الخارجية الهولندية ماكسيم فرهاغن لوكالة فرانس برس ان زعيم المعارضة في زيمبابوي مورغان تسفانجيراي لجأ الى سفارة هولندا في هراري.

وقال المتحدث بارت رييس «انه موجود في سفارة هولندا في هراري بصورة موقتة.

فقد تقدم حزبه، حركة التغيير الديمقراطي، أمس (الأول) بهذا الطلب وقرر الوزير (الخارجية) ماكسيم فرهاغن انه ان كان يبحث عن الامان فسيمنح له».ورفض المتحدث التكهن بالوقت الذي سيمضيه زعيم المعارضة الزيمبابوية في السفارة.وقال «انه يفكر في الخطوات التي سيتخذها».

وكانت شرطة زيمبابوي قامت ظهر أمس بمداهمة مقر حزب تسفانجيراي في هراري حيث تم اقتياد العديد من اعضائه وانصاره.

وقد اعلن مورغان تسفانجيراي الاحد انسحابه من الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية المقررة الجمعة امام رئيس الدولة روبرت موغابي، موضحا «لا استطيع ان اطلب من الناخبين المخاطرة بحياتهم» بالتصويت في الانتخابات في ظل دوامة العنف القائمة.

صرح مورجان تسفانجيراي زعيم حركة التغيير الديمقراطي المعارض في زيمبابوي أمس الاثنين بانه مستعد للتفاوض مع الحزب الحاكم للرئيس روبرت موجابي بعد ان اعلن انسحابه من انتخابات الاعادة الرئاسية شريطة توقف العنف السياسي أولا.

وتزايد القلق داخل افريقيا وخارجها بشأن العنف الذي قال تسفانجيراي انه أودى بحياة 90 من مؤيديه.

وقال زعيم حركة التغيير الديمقراطي لراديو جنوب افريقيا 702 «مستعدون للتفاوض مع الاتحاد الوطني الافريقي الزيمبابوي/الجبهة الوطنية (زانو) لكن بالقطع من المهم القبول ببعض المبادئ قبل بدء المفاوضات.

ومن الشروط المسبقة ضرورة وقف العنف ضد الناس». وانسحب تسفانجيراي أمس الأول من انتخابات الإعادة قائلا ان مؤيدي حركته التغيير الديمقراطي سيخاطرون بحياتهم إذا ما اقترعوا ضد موجابي الذي يحكم البلاد منذ استقلالها عن بريطانيا عام 1980 بسبب الهجمات الوحشية التي يشنها انصار زانو.

وفي واشنطن قالت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس أمس الاثنين إن اجراء انتخابات اعادة حرة ونزيهة في زيمبابوي يوم الجمعة سيكون امرا مستحيلا في ظل الهجمات العنيفة التي تتعرض لها المعارضة وان مثل هذه الانتخابات لن تضفي شرعية على حكومة الرئيس روبرت موجابي.

وقالت رايس في بيان «الهجمات العنيفة على المعارضة ومؤيديها لممارستهم حقهم المشروع في التجمع وحقهم في حرية التعبير اكدت انه من المستحيل اجراء انتخابات حرة ونزيهة وسلمية في زيمبابوي يوم 27 يونيو».

وتابع البيان «لا يمكن اعتبار نظام موجابي شرعيا في غياب انتخابات اعادة» مضيفا انه ينبغي تحميل حكومة موجابي المسؤولية عن الهجمات التي دفعت زعيم المعارضة في زيمبابوي مورجان تسفانجيراي الى الانسحاب من انتخابات الرئاسة يوم السبت.

وقالت حكومة زيمبابوي ان انتخبات الاعادة ستجري على اية حال مع ضمان فوز موجابي في الجولة.

وعند ذلك سيؤدي زعيم زيمبابوي (84 عاما) اليمين لتولى الحكم فترة اخرى مدتها خمس سنوات. ودعت رايس تجمع التنمية الجنوب افريقي ومجلس الامن والسلام للاتحاد الافريقي ومجلس الامن الدولي الى بحث قضية زيمبابوي على الفور.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية توم كيسي الذي ذكر ان الولايات المتحدة تتطلع الى مجلس الامن والى جيران زيمبابوي لكنها لم تستنفد بعد وسائلها لتشديد الضغط من جانب واحد على موجابي «ما نريد ان نراه هو وقف أعمال العنف وقرار سياسي يعالج هذه الازمة». وقال السفير الامريكي زالماي خليل زاد في الامم المتحدة ان زيمبابوي لا تواجه فقط ازمة سياسية وانما انسانية ايضا.

وقال للصحفيين «الحكومة المجرمة في نظري تعرقل وصول المساعدة للمحتاجين. لذا فإن لدينا موقفا خطيرا ينبغي التعامل معه».

وتعهد موجابي (84 عاما) بعدم تسليم السلطة للمعارضة أبدا واتهمها بالعمالة للغرب.

وينفي مسؤولية انصاره عن العنف الانتخابي وحمل المعارضة المسؤولية.

وناشدت حركة التغيير الديمقراطي المعارضة المجتمع الدولي خاصة الاتحاد الافريقي ومجموعة تنمية الجنوب الافريقي (سادك) الضغط على موجابي لحسم الازمة الاقتصادية والسياسية التي دفعت ملايين السكان الى اللجوء الى الدول المجاورة.

وجاء رد الفعل سريعا من جان بينج رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي الذي قال أمس ان اعمال العنف التي صاحبت الانتخابات في زيمبابوي مثار قلق بالغ وان الاتحاد بدأ مشاورات بشأن الخطوات التي سيتخذها.

وذكر بينج في بيان انه يتابع عن كثب تطورات الاحداث في زيمبابوي بما في ذلك قرار الانسحاب من جولة الاعادة في الانتخابات الرئاسية المقرر ان تجري يوم الجمعة المقبل.

وتابع البيان «هذا التطور واعمال العنف المتصاعدة قبل الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة مثار قلق بالغ من جانب مفوضية الاتحاد الافريقي». وذكر البيان ان بينج بدأ مشاورات مع رئيس الاتحاد وهو الرئيس التنزاني جاكايا كيكويتي ورئيس مجموعة تنمية دول الجنوب الافريقي (سادك) ثابو مبيكي رئيس جنوب افريقيا لتحديد الوسيلة المثلى لمساعدة الاتحاد الافريقي في الامر.

وتابع «يؤكد رئيس المفوضية على الحاجة لممارسة جميع الاطراف المعنية في زيمبابوي ضبط النفس وأكد دعوته لانهاء جميع اعمال العنف على الفور». وأضاف البيان «يدعو رئيس المفوضية الاحزاب في زيمبابوي للعمل معا للتغلب على التحديات التي تواجه بلادهم في هذه المرحلة الحرجة من تاريخها». وأعلنت وزارة الخارجية الانجولية أمس ان وزراء خارجية دول سادك مجتمعون في لواندا لمناقشة الازمة في زيمبابوي وقد يصدرون بيانا في وقت لاحق .

وكان رئيس زامبيا ليفي مواناواس الذي يرأس حاليا سادك قد طالب أمس الأول بإرجاء انتخابات الاعادة الرئاسية «لتفادي كارثة في المنطقة». وقال ان الموقف في زيمبابوي يشكل «حرجا كبيرا لنا كلنا». لكن وزير العدل في زيمبابوي باتريك تشيناماسا أعلن أمس ان انتخابات الاعادة الرئاسية ستجرى في موعدها يوم الجمعة رغم انسحاب زعيم المعارضة.

وقال لتلفزيون الدولة ان تسفانجيراي انسحب «متأخرا جدا. العملية الآن لا رجعة فيها وتمضي نحو جولة اعادة في 27 يونيو وسواء شارك أم لا ستجري انتخابات الاعادة بالقطع يوم الجمعة».

ومن جانبها حثت بريطانيا المجتمع الدولي أمس على اقرار اجراءات صارمة ضد حكومة موجابي لإنهاء «المأساة» التي تعيشها زيمبابوي.

وقال مارك مالوك براون وزير الشؤون الافريقية ان ممارسة الزعماء الافارقة الضغط على موجابي أمر حيوي الآن بعدما انسحب المرشح الرئيسي للمعارضة من انتخابات الاعادة الرئاسية.

وقال لهيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي سي) «ينبغي ان يتخذوا موقفا حاسما الآن واعتقد ان هناك أملا ان يفعلوا. في الاتحاد الافريقي وفي الاتحاد الاوروبي وفي الامم المتحدة ..

ينبغي ان يتفق العالم على اجراءات صارمة لانهاء هذه المأساة في اسرع وقت ممكن».

واشار مالوك براون لتنامي الادانة من الدول الافريقية للازمة السياسية في زيمبابوي والعنف.

وقال لتلفزيون سكاي نيوز «اعلنت دولة تلو الاخرى ان هذا الوضع يجب ان يتوقف». واضاف ان هناك الكثير من العقوبات التي يمكن ان يفرضها المجتمع الدولي لتكثيف الضغط على زيمبابوي.

وسئل عما إذا كان مبيكي رئيس جنوب افريقيا الذي يرأس جهود التفاوض لحل الازمة بين موجابي وزعيم المعارضة يبذل جهدا كافيا فأجاب «لا اعتقد ان جميع القادة الافارقة يشاركون الرئيس ثابو مبيكي توجهه في الوقت الحالي». كما اعلنت الحكومة الاسترالية أمس انها تتطلع الى رفع مستوى العقوبات ضد زيمبابوي ودعت الدول الافريقية الى بذل المزيد ضد النظام «الوحشي» لموجابي.

وقال وزير الخارجية الاسترالي ستيفن سميث انه متعاطف مع تسفانجيراي بشأن قراره الانسحاب بسبب مخاوف العنف والترهيب وتزوير الانتخابات. واردف سميث قائلا للاذاعة الاسترالية «لا اعتقد ان أي تحليل هنا يمكن ان يستنتج أي شيء آخر سوى ان نظاما وحشيا سعى في الجولة الاولى لسرقة الانتخابات باعادة فرز الاصوات وسرقتها في الجولة الثانية من خلال اعمال العنف».

وقال سميث ان استراليا تدرس الآن اضافة عقوبات على القيود المالية الحالية وحظر التأشيرات الذي فرض على انصار واصدقاء نظام موجابي في عام 2006 بالاضافة الى حظر على بيع اسلحة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى