جيبوتى-إريتريا تعبئة واستنفار

> جيبوتي «الأيام» بي.بي.سي:

> يزداد التوتر حدة على طول الحدود المشتركة بين دولتي جيبوتي واريتريا عند مضيق باب المندب قبالة المدخل الجنوبي للبحر الأحمر عقب الأشتباكات التى دارت بين قوات البلدين فى التاسع والعاشر من الشهر الجارى واسفرت عن سقوط قتلى وجرحى فى صفوف الجانبين وذلك عقب فرار نحو ثلاثين من العسكريين الاريتريين الى جيبوتي ورفض الأخيرة إعادتهم الى بلادهم وفقا لرواية الحكومة الجيبوتية. وبينما تلتزم اريتريا الصمت حيال الادعاءات الجيبوتية اعتبر محمود على يوسف وزير الخارجية والتعاون الدولي فى جيبوتي ان ما وصفها بالاعتداءات الأريترية على بلاده لاتقف عند تهديد مصالح جيبوتي وحدها بل تهدف كذلك الى زعزعة استقرار منطقة القرن الإفريقى وتهديد سلامة الملاحة الدولية عند مضيق باب المندب. وأضاف الوزير الجيبوتي فى تصريحات للبي بي سي إن بلاده تتخذ ماتراه مناسبا من التدابير العسكرية والأمنية الواسعة داخل أراضيها وعلى طول حدودها مع إريتريا تحسبا كما يقول لأى هجوم شامل محتمل على بلاده من قبل أسمرة.

وأشار الوزير الجيبوتي الى أن حكومته كانت سعت لدى الأمم المتحدة والجامعة العربية وعدد من الدول فى المنطقة لإقناعها بالتوسط لدى الرئيس الإريتري أسياس أفورقي لوقف ما وصفه المسؤول الجيبوتى بزحف اريتريا على حدود بلاده غير أن مساعي تلك الجهات اصطدمت وفقا للوزير الجيبوتي بتعنت الجانب الإريترى ورفض أفورقي استقبال مبعوثي تلك الجهات والهيئات الدولية اليه.

ظلال الصراع الإثيو-إريتري

يتهم الجيبوتيون أسمرة باقتطاع أجزاء من أراضيهم قريبة من خطوط التجارة التي تربط إثيوبيا بميناء جيبوتي بهدف تهديد إمدادات أديس أبابا من الوقود والغذاء ووارداتها التجارية الأخرى عبر هذا الميناء الذي يعد بمثابة شريان حياة لإثيوبيا بعد حرمانها من استغلال ميناء عصب الإريتري عقب حرب البلدين عامي 98و2000. وتقول مصادر سياسية فى جيبوتي ان الرئيس أفورقي يعمل على استخدام بعض عناصر المعارضة الإسلامية المقيمة فى اريتريا بهدف إفشال مساعي المصالحة التى قادتها جيبوتي مؤخرا بين الحكومة الانتقالية والمعارضة الإسلامية المسلحة وذلك بغية إطالة أمد بقاء القوات الإثيوبية فى الصومال واستنزافها ماديا وعسكريا. كما يقول الجيبوتيون ايضا ان اريتريا تسعى كذلك الى احتلال مواقع من الأراضي الجيبوتية المطلة على خطوط الملاحة الدولية فى مضيق باب المندب جنوب البحر الأحمر الأمر الذى يعتبر في نظرهم تهديدا مباشرا لمصالحهم الوطنية لايمكن قبوله وينبغى التصدى له بقوة سواء تم هذا بمساعدة من فرنسا التي تربطها اتفاقات دفاع مشترك مع جيبوتى أو بدونها. احتمالات الحرب

ولايعتقد خالد حيدر وهو مسؤول إعلامي حكومي أن بلاده مستعدة تماما لخوض أي حرب مع اريتريا او غيرها خصوصا فى ضوء ما تعانيه من مشكلات اقتصادية وأزمات معيشية وبالنظر كذلك الى الخلل فى ميزان القوة البشرية والعسكرية بين الجانبين. لكن حيدر يرى ان الهجوم الإريتري على حدود جيبوتي يعد بمثابة إعلان حرب من قبل اريتريا على بلاده لايمكن احتماله قائلا إن «جيبوتي ستدخل الحرب اذا ما فرضت عليها مستندة الى دعم فرنسا بموجب اتفاقية الدفاع المشترك بينها وبين جيبوتي». وتقديرات بعض المحللين فى العاصمة الجيبوتية تذهب الى الاعتقاد أن فرنسا، التي يشاع عن تردى علاقتها بالرئيس الجيبوتي بسبب ميله الى واشنطن وفرضه ومطالبته باريس بمزيد من العائدات مقابل أنشطتها التدريبية ووجودها العسكري على الأراضى الجيبوتية، قد لا تتدخل فى وقف أي هجوم محتمل لقوات اريتريا على جيبوتي لكنها ستقدم بعض الإسناد المعلوماتي وربما الأسلحة اذا اقتضى الأمر. غير أن بعض الجيبوتيين رؤوا فى نجاح قواتهم مؤخرا فى صد الهجمات الأريترية كما يقول المواطن الجيبوتى حسن جامع «دليلا على قدرة جيبوتي فى الاعتماد على جيشها لردع الإريتريين وتأديبهم».

ويرى بعض الجيبوتيين أن هجوم اريتريا على حدود بلادهم يثبت مرة أخرى أن اسمرا تشكل بالفعل مصدر قلق وتوتر متنام لكامل منطقة القرن الإفريقى «يتوجب مواجهته ووضع حد نهائي لتغوله واستفحاله».

مع هذا فإن حالة الاستنفار والترقب والتعبئة المستمرة فى كلا البلدين جيبوتي واريتريا لاتعنى أنهما على وشك الانخراط فى حرب شاملة فالجانبان يعانيان مصاعب داخلية جمة تجعل من المواجهة العسكرية أمرا مستبعدا فى الوقت الحاضر لكن تسوية صراعهما تبدو مؤجلة حتى إشعار آخر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى