مفتشو الوكالة الذرية تمكنوا من زيارة الموقع المشبوه في سوريا بحسب دبلوماسي

> فيينا «الأيام» ا.ف.ب :

> تمكن مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية من تفتيش موقع الكبر في الصحراء السورية الذي تشتبه واشنطن بانه كان يضم منشأة نووية قيد الانشاء، كما افاد دبلوماسي لوكالة فرانس برس أمس الثلاثاء في فيينا.

وردا على سؤال عما اذا تمكن المفتشون من زيارة موقع الكبر في الصحراء السورية، قال الدبلوماسي المقرب من الوكالة "نعم".

ولم يعط الدبلوماسي الذي طلب عدم الكشف عن هويته اي تفاصيل اخرى.

لكن خبراء شككوا في امكانية اعلان براءة سوريا من هذه الاتهامات حتى وان لم يعثر مفتشو الوكالة الذرية على اي شيء مثير للريبة في الموقع.

وقال مارك فيتزباتريك الخبير في منع الانتشار النووي في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية الذي يوجد مقره في لندن "حتى وان لم يعثر المفتشون على شيء، فهذا بالتأكيد لن يثبت براءة سوريا".

وكان اولي هاينونن نائب مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية وصل الى سوريا الاحد في زيارة تستمر ثلاثة ايام تهدف الى التحقق من المزاعم الاميركية التي تقول ان الموقع الذي قصفته اسرائيل العام الماضي كان يضم مفاعلا نوويا على وشك اكتمال بنائه.

واضاف الدبلوماسي نفسه ان هاينونن وخبيرين اخرين وصلوا الى الموقع في قرية الكبر في منطقة صحراوية شمال شرق سوريا وقاموا بتفتيشه.

وتقول الولايات المتحدة استنادا الى معلومات استخباراتية وصور، ان الموقع الذي هاجمته اسرائيل في ايلول/سبتمبر الماضي كان منشأة نووية تبنى بمساعدة كوريا الشمالية وان الاعمال كانت على وشك الانتهاء فيها.

لكن سوريا نفت هذه المعلومات وقالت ان الموقع كان مبنى عسكريا قديما. وقام السوريون بتنظيف موقع الكبر اثر الغارة الاسرائيلية، ما يجعل عمليات التفتيش اكثر صعوبة.

ومن المقرر ان يعود فريق الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى فيينا مساء اليوم الأربعاء ومن غير المتوقع ان يكون تسنى له الوقت او الامكانات اللازمة لوضع اي استنتاجات نهائية.

ويتوقع مراقبون ان تكون الزيارة بمثابة بداية عملية تحقق طويلة مماثلة لتلك التي تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في ايران منذ خمس سنوات للتحقق من انشطتها النووية المثيرة للجدل.

وكانت معلومات صحافية اميركية اوردت ان مفتشي الوكالة الذرية يرغبون في تفقد موقعين او ثلاثة اضافية، الامر الذي ترفضه دمشق. وقال الرئيس السوري بشار الاسد "لدينا اتفاقية مع الوكالة الدولية (...) والحديث عن مواقع اخرى ليس ضمن مدى هذه الاتفاقية".

الى ذلك، قال الخبير فيتزباتريك "حتى وان لم يعثر المفتشون على اي دليل، فان ذلك لن يثبت براءة دمشق". واضاف ان "المفتشين لن يتمكنوا من رؤية الكثير او القيام بعمليات تنقيب لكشف اساسات المفاعل المدمر".

واوضح ان "افضل وسيلة هي اخذ عينات من البيئة يمكن ان تكشف وجود جزيئات يورانيوم، لكن بما ان المفاعل لم يكن قد زود بعد باليورانيوم على الارجح فلن يعثر على اي آثار لهذه المادة".

وقال الخبير ان العينات التي ستؤخذ خارج المنطقة التي نظفت قد تكشف آثار غرافيت وهي مادة تستخدم ايضا في المفاعلات النووية، مضيفا "لكنني اعتقد ان السوريين سيسمحون للمفتشين بتفتيش المواقع التي نظفت فقط".

وكان هاينونن متكتما ازاء ما يتوقع ان يجده في الموقع وصرح للصحافيين قبل توجهه الاحد الى سوريا "سنرى حين نصل الى هناك ما سنعثر عليه".

وقال هاينونن انه سيرفع تقريره حول عمليات التفتيش الى مجلس الحكام في الوكالة الدولية في ايلول/سبتمبر.

من جهتهم يلزم المسؤولون السوريون ووسائل الاعلام الرسمية الصمت بشأن زيارة المفتشين.

وذكرت مجلة "دير شبيغل" الالمانية في عددها الاخير ان دمشق وبيونغ يانغ كانتا تحاولان مساعدة ايران على تطوير برنامجها النووي عبر بناء الموقع النووي المفترض في سوريا.

وتضيف المجلة انه كان يفترض ان يستخدم موقع الكبر في مشروع عسكري مشترك بين سوريا وكوريا الشمالية وايران، موضحة انه كان مفاعلا نوويا لغايات عسكرية.

وتتابع المجلة نقلا عن مصادر في الاستخبارات الالمانية انه كان من المقرر ان تكون المنشأة موقعا موقتا لايران تطور فيه قنبلتها النووية بانتظار تمكنها من القيام بذلك على اراضيها.

وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي صرح ان "الوكالة لا تملك ادلة على ان سوريا تملك الدراية الفنية او الوقود الذي يمكنها من تشغيل منشأة نووية على نطاق كبير".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى