وللفن أسراره.. يهاجمون الفن من قاموس جهلهم

> «الأيام» فاروق الجفري:

> بعض الناس إلى يومنا هذا للأسف الشديد يهاجمون الفن من قاموس جهلهم به، والسبب حسب مفهومهم الخاطئ للفن بأنه الرقص الخليع المبتذل والموسيقى والأغاني الهابطة الرخيصة والأفلام السينمائية المنحلة المثيرة للغرائز، ومما دفع هؤلاء الناس إلى الشتم والهجوم على الفن هو ظهور بعض تجار الفن في السينما والمسرح والموسيقى والغناء والفنون الأخرى. وتاجر الفن يستغل حاجات الناس النفسية ومشاكلهم تحت مسمى المتعة الفنية، ويبث سمومه ودسائسه داخل الأعمال الفنية، فيؤدي إلى تشويه وجهات النظر الصحيحة عند المشاهد، كما يغرس بذورا فاسدة داخل قيم المجتمع، ويوجه الشباب إلى طريق الخطأ، وإلغاء الوعي والمدارك الحسية عند المواطن.

إن هدف تجار الفن هو الاستغلال في سبيل الحصول على مكاسب مادية خاصة في السينما، فهم يستخدمون أسلوبين اثنين لا ثالث لهما، هما العنف والجنس، فعن طريقهما ينجح تجار الفن في استنفار الغرائز المكبوتة عن طريق الإثارة الجنسية والعنف وسفك الدماء، مما يدفع الشباب إلى تبني الأفكار الشاذه والضارة والتعامل غير السوي مع الآخرين. لهذا نقول لهؤلاء البشر إن عليهم تغيير مفهومهم الخاطئ للفن، فالفن ليس الرقص الخليع ولا الأغاني الهابطة ولا الأفلام السينمائية المنحلة، ولكن المفهوم الصحيح للفن الذي ننشده ونهدف إليه ونتحدث عنه دائما هو الفن الذي يطهر الذات الإنسانية ويسمو بالروح ويرتقي بالذهن ويشبع الحاجات الملحة والخاصة بالتنوير الثقافي الهادف إلى المتعة الفنية والجمالية بما في الكون من طبيعة جذابة، وعلينا أن ننوه هنا إلى أن الفن الصادق الهادف لعب دورا فعالا في تطوير الشخصية الإنسانية وعمارة الأرض وملئها بالقيم المضيئة التي أثرت الحياة بأنوار النظام والجمال في سلسلة طويلة من السلف السابق والخلف اللاحق.

إن الفن الهادف من أهم العوامل التي تؤثر في حياة الإنسان، مما يؤدي إلى شعوره بالارتياح والسعادة، وإلى حبه للجمال والحفاظ عليه في سائر نواحي الحياة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى