الإعلامية نبيلة حمود التي يعتبرها مستمعو إذاعة عدن أفضل مذيعة يمنية على الإطلاق.. تقول لـ «الأيام»:لايستطيع أن يكون إعلاميا إلا من عشق الإعلام

> «الأيام» لبنى الخطيب:

> الإعلامية نبيلة حمود أستاذة ومعلمة أمام الميكرفون بصوتها الممميز وأسلوبها في التقديم يجذب المستمع لإذاعة عدن، وهي تعتز بالصداقات مع المستمعين التي تعتبرها وساما على صدرها وتحتل دائما المركز الأول في فن الإلقاء بين كبار المذيعين بإذاعة عدن. قال عنها أ.د. محمد ناصر حُميد: إن التحصيل الأكاديمي ليس نهاية كل شيء بدليل أن لدينا المذيعة نبيلة حمود تمتلك خبرة وحسا إذاعيا كبيرا واعتبرها أفضل مذيعة في اليمن على الإطلاق. كما يشهد لها مرات كثيرة أ.د. مبارك حسن الخليفة على إمكاناتها.

دخلت العمل الإعلامي عام 67م وتحظى بتقدير رفيع من المستمع الذي يعرف أنها مقدمة ومحاورة جيدة، وهنا نص الحوار مع الإعلامية الفذة:

< ما هي أقرب البرامج إلى قلبك؟

- كل البرامج التي أعددتها وقدمتها لا أميز بين برنامج وآخر كوني أحب عملي وأقرب البرامج التي أتذكرها بكل فخر واعتزاز هو برنامج (مجلة الأسرة) اشتركت في إعداده مع الأخت العزيزة رضية شمشير ولمدة ثماني سنوات ، وبرنامج (صباح الخير)مع الأستاذ إحمد محفوظ عمر، وبرامج كثيرة أفخر بها بالإضافة إلى البث المباشر الذي بدأ بثه في سنة 1989م على الرغم أنه لم يعد بمفهومه كما كان في بدايته، اختلف عن مرحلة الوسط ، وعن الحالية الموسمية مرتبط برمضان والمناسبات فقط .

< ماذا يعني لك تقييم أ. د، محمد ناصر حُميد أنك أفضل مذيعة في اليمن على الإطلاق ؟

- بقدر ما هذا التقييم يثلج صدري يفرحني ويثبت خطاي على الطريق القويم بإذن الله تعالى وعلى طريق النجاحات إلا أنة أخجلني كثيراً وأثلج كل بدني للحقيقة لحظتها طبعا لم أشك برأي أساتذتي ولكن أنا فخورة بذلك ، وهذا يدفعني لطلب مزيد من العلم مما افتقدته في سنوات مضت، أ. د، محمد ناصر حُميد لم يكن يعلم أنني لم أكمل حتى الثانوية العامة ، أ. د. مبارك حسن الخليفة نوه بتميزي الدائم في دورات سابقة أمام الأساتذة والحاضرين وجاءت هذه على تلك وأشعرتني بالخجل فكنت بالورشة أشبه بالمجمدة، وهذا التقييم سيدفعني بأذن الله تعالى لبذل المزيد والمزيد من الجهد والعطاء .

< العمل كمذيعة هل جاء عن رغبة في هذا المجال ؟

- عملي كمذيعة ليس عن رغبة فقط وإنما كانت أمنية كنت شغوفة بالقراءة والاطلاع و الاستماع للإذاعة وتحديدا إذاعة عدن ، كنت دائما أقرأ بصوت مسموع وأتخيل نفسي مذيعة ، والدتي كانت تعلق على تصرفي آنذاك وتقول الآن جالسة تقرئي لنا الصحافة ولم تفكر قط أن يوما سوف يأتي وفعلا أقرأ الصحافة كمذيعة، ونما معي هذا العشق وجرى مجرى الدم في بدني الحمد الله أنه وفقني في هذا المجال وأعطيته كل ماعندي من صحة ومن عشق ومن حب وإيثار ومن كل شيء.

< ظروف التحاقك في العمل الإعلامي؟

- قبل 18 سبتمبر 1976م. عملت موظفة في المكتب البلدي بعدن، لمساعدة الأسرة ماديا و لم أكمل الدراسة الثانوية، ذات يوم علق زميل على صوتي قائلا إنه جميل تنفعي مذيعة، ورددت عليه معلقة (على يدك) قال اذهبي بكرة إلى الإذاعة فهم يطلبون مذيعين وبالفعل ذهبت في اليوم التالي إلى الإذاعة لتقديم اختبار القبول وللعلم كنت آخر المتقدمين إذ كان ذلك اليوم الأخير للاختبار الذي احتوى على قراءة نص مكتوب لمعرفة مستواي في اللغة العربية وتقييم للصوت، كنت أقرأ في تلك اللحظات باعتبار أنني عاشقة للقراءة ولكتاب الله ، ولا يعني هذا أن لغتي كانت مستقيمة مائة في المائة، وأسئلة ثقافية أخرى وما أن عدت إلى البيت حتى رن جرس الهاتف والمتحدث يهنئني بالنجاح كمذيعة في إذاعة عدن وتملكتني فرحة لا حدود لها، قابلت زملائي في المكتب البلدي ثاني يوم وأنا مبتسمة.

< ماهية ذكرياتك الأولى في العمل الإعلامي ؟

- هناك ذكريات عديدة لا يستطيع الإنسان أن ينساها لأنها محفورة في الذاكرة ومنها على سبيل المثال كنت مذيعة ربط وتحت التدريب ففي إحدى المرات بنوبة الليل استأذن لبعض الوقت الزميل المذيع المناوب لقراءة العرض الختامي لأهم الأنباء لزيارة والدته والعودة ، إلا أنه تأخر وجاء الوقت المقرر لتقديم عرض الأنباء وصرت أمام الأمر الواقع واتخذت القرار بالقراءة ونجحت في اجتياز الصعاب وكانت الصدفة في تأخر زميلي هي الانطلاقة الكبيرة من مذيعة ربط بين الفقرات إلى مذيعة ففي أحايين كثيرة ممكن تخدمك الظروف وأحايين أخرى ممكن أن تخذلك، كانت فرصة أن جعلت أستاذي عبد الرحمن بلجون يقيم مستواي في العمل وانتقلت إلى قراءة موجز الأنباء والنشرات المحلية وكنا حينها نقرأ نشرة الأخبار مذيعين اثنين ومرات كثيرة قرأت مع الأستاذ الشهيد يرحمه الله أيضا جمال الدين الخطيب ومرات مع الأستاذ عبد القادر سعيد هادي وآخرين من الزملاء ، ذكريات لا يمكن أن ينساها المرء تلاحظي الآن العبرات تخنق صوتي وأنا أتكلم والدموع يمكن أن تسيل عن هؤلاء الزملاء ولكن الذاكرة لايمكن أن تستفرغ من مواقف كهذه ، لست أبكي على أيام مضت ولكن أتمنى نقل هذه الذكريات لأبنائنا وأجيالنا ، حتى اللحظة أشعر أننا لم نتمكن من تقديم كل مايجب تقديمه خدمة للإعلام مهما عملنا ومهما قدمنا ، لقد مررت بمنعطفات مع مرور الوطن بهذه المنعطفات، ومازلت أشعر أني مقصرة وبحاجة إلى أن أتعلم من محيط هذا الإعلام لأن الغوص فيه صعب للغاية ولا يستطيع أحد أن يستهين بهذا الميكرفون هذه القطعة الخردة كما تسمى أو الحديد ، إنها أستاذ يجب أن نبجله حتى لا يخدلنا.

< ما هي الظروف التي رافقتك حين التحاقك بالعمل الإذاعي ؟

- على كل حال وإذا ما خُيرت بين شيء أكبر من أن أكون مذيعة لاخترت أن أكون مذيعة ، العشق والعشق فعلا معنى وفن، إن لم أكن عاشقة لهذا المجال ما ضحيت وما تحملت وما تحديت، لأنني دخلت العمل وأنا عاشقة له ، كانت هناك صعاب ولم أعتبرها صعاباً لأنني أحب هذا العمل .

< من يقف خلف نجاحك ؟

- زوجي وهو الدافع الرئيس لخطواتي إلى الأمام والداعم والسند القوي لكل خطوة نجاح أحققها.

< ماذا تنصحين الإعلاميين الجدد من معدين ومقدمين؟

- الواقع جميل الآن كليات للإعلام في كل من صنعاء وعدن ، هناك اهتمام بالكادر الإعلامي ، مع توفر الأجهزة الحديثة للعمل الإعلامي رقمية (ديجتال) إلا أن نصيحتي للشباب الإعلاميين الجدد ألا يدخل هذا المجال إلا من كان عاشقا، هذا مجال إبداع لايستطيع أن يكتب الشعر إلا من كان شاعرا و لا يستطيع أن يكتب القصة إلا قاص ولا يستطيع أن يكون إعلاميا إلا من كان عاشقا للإعلام .

< واكن من الممكن أن ينمي قدراته في هذا المجال ؟

- لن يكون إعلاميا إن لم يشعر ما بداخله أنه إعلامي ، يجب أن يعشق القراءة ومتابعة وسائل الإعلام بحب ، من أحب عمله أبدع فيه .

< ابن الوز عوام (ابنك أيمن أمين) يخطو الخطوات نفسها إلى العمل الإعلامي، مارأيك؟

- أترك الرأي للآخرين، الحمد لله مؤخرا توظف في قناة يمانية بعدن وأتمنى له كل التوفيق والنجاح هو شاب طموح يعشق الإعلام منذ صغره ربما الجينات الوراثية وربما الوسط الذي نشأ وترعرع فيه وذلك باصطحابي له وهو صغير لمبنى الإذاعة والتلفزيون، وكانت له مساهمات في التقديم وهو صغير في برامج الإذاعة والتلفزيون حتى وصل للدراما مؤديا أدوارا تمثيلية بمسلسلات محلية مع الأستاذ الفقيد عبدالله صالح مسيبلي وباللهجة البدوية وكان مثار إعجاب، ومَثّل وهو صغير في طاهش الحوبان هذا عمل غير بسيط مع الأستاذ علي يافعي ، أيمن نمت عنده الفكرة هو الآن ممثل ولكن بشيء من الانتقاص لأنه ابن نبيلة حمود، وبأمانة ختاما أقول لا تُقدف إلا الأشجار المثمرة ومن يرجو سقوط ثمرة فليقذف الشجرة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى