حملة مصرية على المهاجرين الأفارقة تستهدف الاريتريين

> القاهرة «الأيام» سينثيا جونستون :

>
عندما هبط 17 مهاجرا إريتريا من جانب تل إلى طريق سريع بوسط مصر متسللين إلى أكبر دولة عربية سكانا تحركت قوات الأمن بسرعة للقبض عليهم.

ووقع الإريتريون ومن بينهم رضيع توفيت أمه أثناء رحلتها لمصر في شباك حملة أمنية مصرية متصاعدة ضد المهاجرين الأفارقة شهدت ترحيل ما يصل إلى ألف إريتري من طالبي اللجوء منذ 11 يونيو حزيران رغم اعتراضات الأمم المتحدة.

وقالت مصادر أمنية إن القادمين الجدد سيئو الحظ وانهم كانوا يختبئون في مصر طوال شهر قبل أن يتم اكتشافهم أخيرا هذا الأسبوع.

وانضم هؤلاء إلى مئات آخرين من مواطنيهم يعتقد أنهم محتجزون في أرجاء البلاد.

وتسامحت مصر لسنوات مع عشرات الالاف من المهاجرين الأفارقة الذين سعوا للعمل أو اللجوء. لكن الاعتقالات ومن ثم الترحيلات المفاجئة هذا الشهر قد تشكل تحولا عن سياسة الباب المفتوح أمام اللاجئين التي تتبعها القاهرة منذ فترة طويلة.

وقال جو ستورك من منظمة مراقبة حقوق الإنسان (هيومان رايتس ووتش) معلقا على الترحيلات الأخيرة وهي أكبر ترحيلات للاجئين محتملين من مصر منذ عقود "هذا نمط يثير القلق."

وتوتر موقف مصر من المهاجرين في الأشهر الأخيرة بعد أن تعرضت لضغوط كي تضع حدا لتدفق متزايد من الأفارقة على حدودها الحساسة في سيناء مع اسرائيل,وقتلت الشرطة بالرصاص 14 مهاجرا أفريقيا عند الحدود هذا العام.

وتقول منظمة العفو الدولية إنه لا يزال مئات آخرون من الإريتريين المحتجزين في مصر يواجهون احتمال ترحيلهم وقد يتعرضون للتعذيب في بلدهم,ووصفت المنظمة إعادة اللاجئين بأنه "رحلات إلى الموت".

وقالت متحدثة باسم منظمة العفو الدولية "هناك خطر كبير في أن تستمر مصر في التراجع عن التزاماتها إزاء اللاجئين...إنه اتجاه مؤسف حقا."

ويقول نشطاء إن مصر تتصدى على ما يبدو لنمط جديد من الهجرة يأتي خلاله المهاجرون الأفارقة إلى مصر عن طريق البحر الأحمر أو برا عبر السودان كمعبر يتسللون من خلاله إلى إسرائيل عبر الحدود الصحراوية.

وكانت الموجات السابقة من المهاجرين تبقى ببساطة في مصر ويعيشون لسنوات من خلال اقتصادها العشوائي. لكن المهاجرين الجدد يتخطون في كثير من الاحيان نقاط المراقبة الحدودية وهو أمر مكروه لمصر المعروفة بحسها الأمني ويتجهون مباشرة إلى سيناء.

وقال حسام بهجت رئيس مركز المبادرة المصرية للحقوق الشخصية "هذه حكومة تقول فعليا إن الخيار الوحيد هو إما أن يقتل المهاجرون الأفارقة على الحدود مع إسرائيل أو يعادوا ليعذبوا ويقتلوا في بلدانهم."

وأضاف "أكثر ما يخيفنا أن يتوسع هذا ليشمل كل المهاجرين الأفارقة."

ويقول نشطاء إن الإريتريين ربما استهدفوا بسبب أعدادهم المتزايدة. وتقول انات بن دور رئيسة برنامج تدريب للقانونيين معني بحقوق اللاجئين في جامعة تل أبيب الإسرائيلية إن أعداد الإريتريين فاقت في الآونة الأخيرة السودانيين كأكبر جماعة من المهاجرين الأفارقة في إسرائيل. وكلهم تقريبا جاءوا عن طريق مصر.

ومن بين الإريتريين من ينتمون لطائفة المسيحيين الخمسينيين الذين يفرون من اضطهاد ديني في بلادهم والذين يقول نشطاؤهم أنهم ربما يقصدون إسرائيل لاعتبارات دينية بينما يسعى آخرون للفرار من الخدمة العسكرية.

ويقول نشطاء حقوقيون إن الكثيرين لا يحرصون على البقاء في مصر حيث يعانون من العنصرية والتهميش الاقتصادي.

وتقول الأمم المتحدة إن الإريتريين الذين يتم ترحيلهم مهددون بالتعرض للتعذيب في أسمرة وطالبت السلطات المصرية بتقديم معلومات عن مكان ومصير 1400 إريتري محتجزين في مصر لكن جماعات حقوق الإنسان تقول إنهم رحلوا بالفعل على الأرجح.

وفي الأسبوع الماضي وافقت مصر التي تتعرض لضغوط دولية بسبب الترحيل على السماح للوكالة المعنية بشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة بزيارة المحتجزين الإريتريين لأول مرة منذ فبراير شباط عندما منعت الاتصال بهم,وشاهد فريق الأمم المتحدة 140 إريتريا لكن رفض طلبهم الاتصال بمئات آخرين.

وانتقدت وزارة الخارجية المصرية ما اسمته "العويل الغربي" على اللاجئين وتقول إن القاهرة ببساطة تحاول أن توازن بين متطلباتها الأمنية واحترام التزاماتها الدولية.

لكن كانت هناك تلميحات منذ فترة طويلة بأن ترحيب مصر بالمهاجرين الأفارقة عفا عليه الزمن. وقتلت الشرطة ما يزيد على 20 سودانيا عام 2005 عندما فضت اعتصاما نظمه طالبو اللجوء بالقرب من مكاتب الأمم المتحدة في القاهرة للمطالبة بإعادة توطينهم في دول غربية.

لكن النشطاء يقولون إنه من غير المحتمل أن تشهد مصر رغم حملتها الأمنية تراجعا كبيرا في أعداد المهاجرين الأفارقة الذين يحاولون المرور عبرها كما يشيرون إلى رد فعل عالمي ضعيف للترحيلات التي تمت في الآونة الأخيرة.

ويقول نشطاء إن الإريتريين واجهوا بالفعل مخاطر كبيرة ليغادروا بلادهم ولا يرون أي دولة قريبة كالسودان أو ليبيا كبديل آمن أو جذاب.

وقال بيل فان ازفلد وهو باحث في منظمة مراقبة حقوق الإنسان " إنهم يخاطرون بالفعل بالتعرض لإطلاق النار على الحدود للتسلل للسودان ... لا اعتقد أن هذا سيمنعهم عن القدوم... ليس أمامهم مكان آخر يذهبون إليه."

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى