كأس أوروبا 2008..إطلالة فنية وتحليلية على منتخبي ألمانيا وإسبانيا قبل نهائي يورو 2008 ومجد القارة العجوز بين ألمانيا وإسبانيا

> عواصم «الأيام الرياضي» وكالات:

>
توريس و بودولسكي
توريس و بودولسكي
ستتجه الأنظار اليوم لمنتخبي ألمانيا وإسبانيا اللذين يلعبان المباراة النهائية لكأس الأمم الأوروبية 2008 باستاد «أرنست هابل» في فيينا في العاشرة إلا ربعا من مساء اليوم الأحد.

وفيما يلي نظرة على الأداء الخططي ونقاط القوة والضعف في الفريقين .. والتي من المتوقع أن تكون هي نقاط الفصل في هذا النهائي :

خطط اللعب

سيتعين على يواكيم لوف مدرب ألمانيا اتخاذ قرار بشأن التمسك بطريقة اللعب 4- 5-1 التي حقق بها الفريق الفوز 3-2 على البرتغال لكنها لم تنفع كثيرا أمام تركيا أو العودة لطريقته المفضلة 4-4-2.

ولم يغير لويس أراجونيس مدرب إسبانيا طريقة اللعب 4-4-2 طوال البطولة لكنه اعترف بالتحول للعب بطريقة 4-5-1 بعد إصابة المهاجم ديفيد بيا المفاجئة في الدور قبل النهائي.

ويبدو أنه سيستمر في اللعب بها لمنح لاعب الوسط سيسك فابريجاس فرصة نادرة للعب من بداية هذه المباراة الحاسمة.

نقاط الضعف

اهتزت ألمانيا على غير العادة وظهر دفاعها ضعيفا لفترات طويلة ضد تركيا.. كما تبدو على الحارس ينس ليمان (38 عاما) أعراض التقدم في السن..فيما تعاني إسبانيا بعض الشيء في الكرات العالية سواء في الهجوم أو الدفاع رغم أن هذا الأمر لم يسبب لهم أي مشاكل حتى الآن.

الدفاع يملك

ليمان والدفاع الألماني خبرة هائلة لكنهم رغم ذلك أثاروا القلق وهم يعانون لسد الثغرات في مباراة تركيا..وسوف يواجه قلبا الدفاع بير ميرتساكر وكريستوف ميتسلدر صعوبات في التعامل مع سيسك فابريجاس واندريس انيستا لاعبي الوسط الاسبانيين دائمي التقدم من الخلف..ولم يحصل الدفاع الاسباني على نصيبه من الشهرة لكنه أظهر صلابة ولعب بأسلوب جيد..ولم يرتكب الحارس ايكر كاسياس والمدافع كارليس بويول أخطاء تذكر، بينما يملك الظهير الأيمن سيرجيو راموس شهية كبيرة في الاندفاع للأمام.

الوسط

سيفضل مايكل بالاك قائد ألمانيا نسيان أدائه أمام تركيا لكن رجل المواقف الصعبة سيعتبر المباراة بمثابة تحد شخصي لفرض هيمنته على منطقة العمليات في معركة اليوم الأحد..ولعب باستيان شفاينشتايجر في الجانب الأيمن ولوكاس بودولسكي في الجانب الأيسر مباريات رائعة خلال البطولة وهما يمثلان تهديدا دائما على أي فريق بينما سيضيف وجود تورستن فرينجز مزيدا من القوة إن عاد كما هو متوقع للتشكيلة الأساسية..وتفوق خط الوسط الإسباني كليا على روسيا بفضل دقة التمريرات والجهد الكبير وستضيف مشاركة فابريجاس مهارة إضافية وستمنح تشابي الحرية لشن الغزوات للأمام..ولعبت المجموعة بأكملها بسرعة أكبر أمام روسيا عما كانت عليه أمام إيطاليا حين تعادلت سلبيا في دور الثمانية.

الهجوم

أحرز ميروسلاف كلوسه هدفا في كل من مباراتي دور الثمانية وقبل النهائي بكأس أوروبا ويبدو أنه في طريقه لاستعادة الثقة التي جعلت منه هدافا لكأس العالم 2006 وستمثل ضربات الرأس القوية التي يتمتع بها نقطة قوة سيسعى فريقه للاستفادة منها.

وعلى الجانب الإسباني سيقضي المهاجم الوحيد فرناندو توريس وقته في إفساح المجال لتقدم لاعبي الوسط عوضا عن المشاغبة داخل منطقة الجزاء..وكما حدث في مباراة الدور قبل النهائي يحتمل أن يتم سحبه في الشوط الثاني والدفع بدانييل جويزا هداف الدوري الاسباني.

هذا ويسدل الستار اليوم الاحد على نهائيات كأس أوروبا 2008 في النهائي المنتظر بين ألمانيا وإسبانيا على ملعب «ارنست هابل» في العاصمة النمساوية فيينا حيث تسعى ألمانيا لإحراز لقبها القاري الرابع وتعزيز رقمها القياسي في وقت ستحاول فيه إسبانيا إحراز لقبها الثاني بعد 1964.

وكانت ألمانيا قد أحرزت اللقب 3 مرات أعوام 1972 و1980 و1996 ووصلت إلى نهائي 1976 و1992، في حين أحرزت إسبانيا لقب النسخة الثانية عام 1964 ووصلت إلى نهائي 1984.

طريق المجد

لم يكن طريق المنتخب الألماني إلى النهائي سهلا، فرغم وقوعه في المجموعة الثانية السهلة نسبيا، انتظر حتى الجولة الثالثة الأخيرة من الدور الاول كي يحجز بطاقة التأهل بعد فوزه على بولندا 2-صفر وخسارته أمام كرواتيا 1-2 وفوزه على النمسا 1-صفر.

وفي ربع النهائي، قدم الألمان أجمل عروضهم وتخلصوا من البرتغال المرشحة 3-2، قبل أن يقدموا أسوأ عروضهم أمام تركيا في نصف النهائي ويحجزون بطاقة النهائي في الدقيقة الاخيرة 3-2 بهدف المدافع فيليب لام.

من ناحيتها، كانت مسيرة إسبانيا نحو النهائي أكثر ثباتا، فهي تصدرت المجموعة الرابعة بسهولة من ثلاثة انتصارات على روسيا 4-1 والسويد واليونان 2-1، وواجهت الأخيرة بتشكيلة احتياطية.

مواجهة إيطاليا في ربع النهائي كانت الأكثر دقة للإسبان، إذ لم يتخلصوا فيها من بطلة العالم سوى بركلات الترجيح حيث تألق الحارس ايكر كاسياس وصد ركلتين، في حين كانت مواجهة روسيا (3-صفر) في نصف النهائي سهلة للغاية خصوصا في الشوط الثاني عندما سجل الإسبان أهدافهم الثلاثة، لم يكن أي منها لمتصدر ترتيب الهدافين دافيد فيا الذي سيغيب عن النهائي كما أكد الاتحاد الاسباني لإصابة تعرض لها في الشوط الاول من المباراة.

التاريخ مع ألمانيا

تاريخيا، تقابل الطرفان 30 مرة، ففازت ألمانيا في 19 مباراة مقابل 5 انتصارات لإسبانيا و6 تعادلات، وكانت آخر مواجهة بينهما في فبراير 2003 عندما فازت إسبانيا وديا 3-1 في مايوركا، في حين انتهت مواجهتهما الأخيرة في كأس أوروبا عام 1988 لمصلحة ألمانيا (2-صفر) في الدور الأول في مدينة ميونيخ.

المكافآت

سينال المنتخب المتوج باللقب مبلغ 5ر7 مليون يورو من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «ويفا» في حين سينال الخاسر 5ر4 مليون يورو، وكانت إسبانيا قد حصدت بعد مباريات الدور الاول وربع النهائي ونصف النهائي 5ر15 مليون يورو مقابل 5ر14 مليون لألمانيا.

من جهة أخرى سيحظى كل لاعب ألماني بمبلغ 250 ألف يورو بحال الفوز على إسبانيا، في حين سينال لاعبو الأخيرة 214 ألف يورو بحال أحرزوا اللقب من قبل الاتحادين المحليين.

مصادر القوة الألمانية

تعتمد ألمانيا بشكل رئيس على قائدها ميكايل بالاك، لاعب الوسط والعقل المفكر، لكن الرقابة اللصيقة التي واجهها لاعب تشلسي الانجليزي في نصف النهائي من التركي البرازيلي الأصل مهمت أوريليو من الممكن أن تتكرر في النهائي من الاسباني البرازيلي الأصل ماركوس سينا الذي كبل الروسي اندريه آرشافين في نصف النهائي، يعاون بالاك في خط الوسط تورستن فرينغز الذي استهل المسابقة بأداء رائع، لكن تفانيه في خدمة بلاده عرضه لكسر في أحد أضلاعه غاب بسببه عن مباراة البرتغال لكنه شارك في نصف النهائي أمام تركيا..ويعتبر المنتخب الألماني أحد أخطر المنتخبات في العالم في تنفيذ الركلات الثابتة، وهو ما طبقه بإتقان لاعب الوسط باستيان شفاينشتايغر المسؤول الاول عن إخراج البرتغال من ربع النهائي، نظرا لطول لاعبي الـ «مانشافت» الفارع، وتميزهم بتسديد الكرات الرأسية والتمركز داخل منطقة العمليات.

ستكون الفرصة متاحة للمهاجم لوكاس بودولسكي لكي ينال لقب الهداف نظرا لإصابة فيا متصدر الترتيب (4)، إذ يتخلف عنه بفارق هدف واحد، وهو سيعاون ميروسلاف كلوزه الذي سيخوض اللقاء أساسيا على حساب ماريو غوميز المخيب للآمال في المباريات الثلاث الاولى في الدور الاول، فكان من الطبيعي أن يخرجه المدرب يواكيم لوف من التشكيلة الاساسية.

مصادر القوة الإسبانية

يعتمد المدرب المخضرم لويس أراغونيس على خط دفاعي صلب بقيادة كارليس بويول وكارلوس مارشينا، لكن قوته الضاربة تتركز في خط الوسط بوجود شافي هرنانديز وزميله في برشلونة اندريس انييستا ولولب الحركة دافيد سيلفا إضافة إلى سينا قوي البنية..وسيدفع غياب فيا مهاجم فالنسيا المدرب أراغونيس ربما إلى تغيير تشكيلته من 4-4-2 إلى 4-5-1 إذا أراد مواجهة الألمان بنفس الطريقة التي خاض بها الشوط الثاني أمام روسيا، حيث عزف لاعب الوسط فرانسيسك فابريغاس معزوفات أطربت جماهير ال«فوريا روخا».. وفي حال مشاركة فابريغاس من البداية سيبقى المهاجم دانيال غويزا، هداف الدوري الاسباني، الورقة الرابحة في الشوط الثاني.

وستكون الأنظار موجهة مرة أخرى لعملاق إسبانيا النائم فرناندو توريس، أحد أخطر مهاجمي العالم، ففي ظل بروز فيا منذ بداية الدورة، لم يسجل «ال نينيو» سوى هدف واحد، لكنه يعرف جيدا أن المعركة الأخيرة أمام الألمان ستكون تاريخية، ويتعين عليه ترك بصمة تهديفية فيها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى