الباهيصمي.. وتزوير التاريخ!

> «الأيام» أحمد المهندس :

> وما كنت أود العودة للكتابة مجددا عن وأد جمعية الموروث الشعبي، التي أسسها الراحل المقيم الشاعر الفنان أحمد بومهدي مع رفاق دربه.. فقد قلت كل ما عندي عبر «الأيام» الجريدة وصفحتها الفنية الناجحة عن الفن والفنانين.

ولكن رد الأخ محمد سالم باهيصمي رئيس مبرز (عفوا) المنتدى الثقافي الفني، كما يحلو له أن يطلق عليه.. بعد أن انتسب إلى ديوان الشعر وأهله بالمصاهرة مع أحد رواده على ما كتبنا، ونصيحته لنا جزاه الله خيرا على أن نرجع إلى الوثائق لا الاستماع إلى الهاتف.. رغم أن ظاهرها اتهام مبطن وظن وإثم لانرضاه لمن في عمره وصحته.. حتى لاتزيد ذنوبه، غفر الله له ولنا، دفعني لذلك.

وقد سعدت وزعلت بالرد.. سعدت لأنني استطعت أن أدخل أبا علي إلى عالم الكتابة الصحفية لعله يجد فيها نفسه، وتكون بديلا لهواية الشعر التي لم يحقق من خلالها ذاته.. ولم ينفذ ويسمع نصيحة صهره (ويسكه له منها)، وإن كنت أشك بأنه كتب رده دون اللجوء إلى صديق كلفه زربة قات معتبر غير البارد وشتني المخبازة.

أما زعلي الذي كاد أن يرفع الحلو المر في الدم.. فقد كان بسبب ما حواه رده من مغالطات واتهامات.. وكلام غير منطقي ولايصح ولايسمح أن يصدر من رئيس منتدى ثقافي فني كما يزعم ويدعي.. فقد تجاوزت الصحافة الحديثة بتكنولوجيا العصر وتطوره.. عبارات وادعاءات الحقد والأغراض المبيتة والتدمير والخطأ في المعلومات وأسلوب كيل الاتهامات المرفوضة.

فوسائل الاتصالات والإنترنت تجعلك بكبسة زر تعرف ما في الكرة الأرضية وتاريخ قابيل ونوح، فما بالكم بتاريخ وطن قريب إلى قلوبنا لاتفصلنا عنه جغرافية بحر وأرض، ويفخر العرب بالانتساب إليه.. وعرفنا مبدعيه وتاريخه في الحياة الإنسانية وريادته الثقافية والفنية.

ومن منا لايستقي معلوماته وأخباره من هذا الجهاز العجيب المسمى (الإنترنت) الذي دخل حياتنا وبيوتنا بلا استئذان، وقدم لنا المعرفة والتطور.

لقد تلقيت عشرات الاتصالات من المثقفين والفنانين في عدن وصنعاء وحضرموت ومدن عديدة في اليمن والمملكة العربية السعودية، بل دول ومجلس التعاون عقب نشر مقالي عن وأد جمعية الموروث الشعبي، وكلها تؤيد ما كتبته وأسعدوني بالمزيد من المعلومات عن الجمعية وأسماء المؤسسين الذين لم أذكرهم في سياق المقال، كما تلقيت اتصال الأخ محمد باهيصمي الذي طلب من الأصدقاء في عدن رقم جوالي ووافقت على أن يعطوه له، فليس بيني وبينه أي خلاف شخصي، وأكن له الاحترام والتقدير.. وهاتفني مشكورا ونقل لي وجهة نظره في المقال.. وأوضحت له رأيي بصراحة ودعوت له بأن يعطيه الله بيتا في الجنة بدورين بعد أن أزعجته كما يبدو هذه المعلومة خوفا من عودة فلول وبقايا قانون الإسكان والتأميم أيام الاشتراكية البائدة.

وأفادني الباهيصمي بأنه اقتنع بوجهة نظري ونقدي ولن يرد.. إلى أن فوجئت برده (النصيحة) المنشور.

إنني- ياصاح- لم أتناول أهل بيتك الأكارم، بل قلت بأنك تعرف نفسك كصهر للشاعر أحمد بومهدي وليس في ذلك عيب.. فهو نسب مفخرة وأسرة أدبية وفنية رائعة.

والمجاهد الرائد المحامي محمد علي لقمان رائد حركة التنوير في اليمن الذي تشرفت بحضور ندوة جامعة عدن التكريمية له في نوفمبر 2006 بدعوة كريمة من الصديق الدكتور عبد الوهاب راوح رئيس الجامعة حينها.. وتربطني بأسرته الكريمة علاقة صداقة ومودة وزمالة متاعب لم يؤسس داره الصحفية ومنتداه وناديه كمبرز قات له وللمثقفين في تلك الحقبة التاريخية الزاخرة بالعطاء.. فلم يكونوا يتعاطونه.. بل إنهم كانوا رياضيين يمارسون رياضة التنس الأرضي والسباحة ونواديهم ثقافية وفنية بحتة، وملاذ للأحرار والثوار.

أما ما يطلق عليه البعض في هذه الأيام من أجل حب الظهور والشهرة والتسلق على أكتاف المشاهير من الفنانين والأدباء.. منتدى ثقافي وفني وبالذات في محافظة عدن وضواحيها.. فهي أبعد من ذلك، والتسمية الصحيحه له مبرز أو مقيل، لا فرق طالما أنها لمضغ آفة اليمن الأولى.

فلا تحاول أن تلصق مقيلك بمنتديات الكبار والرواد.. أما جمعية الموروث الشعبي فلم أكن متجنيا عندما كتبت بأنه تم وأدها أو إغلاقها (سيان) بعد وفاة مؤسسها احتراما لأهل بيته من قبل المؤسسين، وليس لأن أسرته احتاجت إلى غرفة إضافية لتوسع (الدارة).

والفنان الراحل محمد بن شامخ كان أحد مؤسسي الجمعية، ولم يطلب تأسيس مقيلك، وإن لم يرفض كعادة الكبار في قبول الدعوات والمجاملة حضورا وغناء.وغريب أن يحقق منتداك المزعوم المؤسس في العام 2000 على أنقاض جمعية الموروث الشعبي العديد من الإنجازات.. ولاتقر بإنجازات جمعية الموروث الشعبي التي سبقته بسنوات طويلة.إن قلمي لم يزل.. ولازلت عند رأيي بأن منتداك (الملاكي) لاستقبال الأصدقاء ومن يبحثون عن مقيل لقضاء بعض الوقت و(الهدرة) البلاش.. وما توزعه من شهادات لايرتقي حتى إلى مستوى الشهادات المدرسية التي تشكل حياة الناس وفكرهم.. والمبدعون في اليمن تم تكريمهم من قبل رأس الدولة ووزارة الثقافة والجامعات واتحاد الأدباء والمنظمات الثقافية الدولية.. ولايحتاجون إلى شهادات مكتوبة من (بقالة) لأنهم أرفع من ذلك قدرا ومكانة ومستوى.

وصحيح أن المنتديات في عدن لاتورث.. ولكنك تعتقد أنك بمنتداك وبحكم المصاهرة تستطيع أن ترث مكانة الشاعر بومهدي وجمعيته ومنتداه.

وصحيفة «الأيام» أطالعها يوميا عبر الإنترنت واشتريها قبل أن تنفذ من أسواق المملكة لانتشارها ومكانتها، وأتشرف بالكتابة فيها.. وبعلاقتي الصحفية والأدبية الوطيدة مع رموزها من زملاء الحرف فيها، وفي المقدمة رئيسها وكل الأعزاء فيها حتى عامل البدالة الراقي التعامل والتواصل.

وأتابع ما تنشره عن الفعاليات الأدبية والفنية.. وإن كنت أختلف معها بإتاحتها الفرصة لأصحاب منتديات المقايل بالانتساب إلى الأدب وأهله، وفرد مساحات النشر لهم بلا مقابل، ويسعدني أن أحضر فعاليات المنتديات والجمعيات الثقافية (الحقيقية) عند زيارتي القادمة لبلدي الأول مكرر عدن.

ألم يقل المسرحي والشاعر البريطاني شكسبير لأحد المدعين: «تكلم بما تؤمن، وليكن كلامك مطابقا لما في نفسك..». فلماذا لاتتكلم بما في نفسك بصدق أو تصمت. أم نختم ردنا ومقالتنا ببعض أبيات تلك القصيدة الرائعة لابن حنبلة (إدريس) حين قال مخاطبا أصحاب القيل والقال:

وصفوني بأمور ليس لي فيها مجال

قاتل الله نفوسا همها قيل وقالوا

أنا مشغول بحالي فعلى ماذا الجدال

أنا والله عظيم وكذا الحق يقال

والسلام أمانة..

صحفي وأديب سعودي

عضو هيئة الصحفيين السعوديين - جدة

المحرر: بهذا الرد للأستاذ أحمد المهندس تغلق «الأيام» الحديث في هذا الموضوع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى