الاعتقالات.. إلى متى؟!

> عبدالرحمن خبارة:

> يمر اليوم الشهر الثالث على اعتقالات زعماء الحراك السياسي الجنوبي، وكنا نعتقد أن المسألة متعلقة بأيام معدودات ويتم الإفراج عنهم أو تقديمهم للمحاكمة، رغم أن الضرورة تتطلب إطلاق سراحهم، فليس هناك معنى لمحاكمات بدون حيثيات سوى وجهات نظر تتعلق برفع الظلم، والمساواة وإعادة الحقوق المنهوبة للناس.

> وكنا نعتقد أن العقلاء في الحزب الحاكم ستتغلب إرادتهم، ويقنعون من لمن يقتنع بأن أي محاكمات صورية وشكلية في بلد ينتفي فيه القضاء المستقل لاتقدم ولاتؤخر، بل إنها يمكن أن تكون الشرارة لإحراق السهل كله، كما يقول المثل الصيني، وتزيد الأمور تفاقما أكثر.

> ومنذ أول يوم للاعتقال أدان الرأي العام المحلي والعربي والدولي هذه الاعتقالات العشوائية، لكن كما يلاحظ أن السلطات في بلادنا لاتصيخ السمع، بل إنها تملك أذنا من عجين وأخرى من طين، وذكرتنا مواقفها بمواقف النظم الشمولية الدكتاتورية في السبعينات والثمانيات من القرن الماضي في بلادنا وفي البلاد العربية الأخرى، التي لاتحترم إرادة الرأي العام، ولاتعير أي اهتمام لاحتجاجاته وإداناته.

> وإذا كانت السلطات تعتقد أن الاعتقالات لقادة الاحتجاج السلمي ستؤدي إلى وقف الاحتجاجات، وتنشر الخوف عند المواطنين للكف عن التظاهر والاحتجاج، فهذا الاعتقاد خاطئ، فقد شملت الاحتجاجات المحافظات الجنوبية، وأصبحت ظاهرة يومية، وستستمر وستتواصل حتى تلبي السلطات مطالبها المشروعة والعادلة.

> وقد قلناها أكثر من مرة وقالها غيرنا للسلطات إن استخدام العصي الغليظة وإطلاق الرصاص وممارسة القوة كلها لاتجدي شيئا، ولن توصل إلى وقف الحراك السلمي الشعبي، بل الخوف أن تتصاعد وتتخذ أشكالا أخرى ليس من سبيل لها في بلادنا.

> دعوا الحكمة اليمانية في إطار التنفيذ، بدلا من ترديدها كشعار أجوف، ولا من سبيل إلى الاستقرار الحقيقي إلا بالعودة للعقل والمنطق والسياسة الواقعية، فيكفي البلاد ما تواجه من أزمات في كل الصعد..!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى