مؤسسة الصندوق الخيري للطلاب المتفوقين تكرمهم في يوليو الحالي.. الشيخ عبدالله الناخبي والأستاذ أحمد القحوم والأستاذة فطوم العزاني أعلام بارزة في تاريخ التعليم الحديث بحضرموت

> «الأيام» صلاح العماري:

> تضع مؤسسة الصندوق الخيري للطلاب المتفوقين بحضرموت حالياً اللمسات الأخيرة لإقامة حفل تكريم جائزة الشيخ سالم سعيد باحمدان رحمه الله لرواد خدمة المجتمع في حضرموت، وجائزة الشيخ سعيد بن صالح بن محفوظ لأوائل خريجي جامعتي حضرموت والأحقاف للعام الدراسي الماضي -2006 2007م.

وذلك خلال شهر يوليو 2008م بمركز بلفقيه الثقافي بالمكلا، وفي هذا الشأن عقد الأحد 29 يونيو لقاء رأسه الأستاذ عبدالله صلاح الذيباني، المدير التنفيذي للمؤسسة، وحضره د. عبدالقادر باعيسى رئيس اللجنة العلمية بالمؤسسة عضو لجنة الجائزة، ود. علي حسين البار، رئيس لجنة الإعلام والعلاقات، وجرى خلاله وضع اللمسات الأخيرة لإقامة حفل التكريم للجائزتين بحضور قيادة محافظة حضرموت والشخصيات التربوية وقيادات التربية والتعليم وجامعتي حضرموت والأحقاف.سيتم في هذا الحفل تكريم رواد التعليم الحديث في حضرموت، وتم اختيار ثلاثة مكرمين لهذا العام سيصدر بحقهم كتيب يتناول سير حياتهم باقتضاب، وهم الشيخ عبدالله الناخبي رحمه الله، والأستاذ أحمد عوض القحوم، والأستاذة فطوم شيخ محمد العزاني.

وقد بذل زميلي العزيز محمد سالم باحمدان جهداً طيباً في البحث والتحري عن سير حياة أولئك الأعلام ودونها في الكتيب الذي سيصدر في أثناء المناسبة، نقتطف سير منه حياة هذا الثلاثي.

1) الشيخ عبدالله أحمد الناخبي:

ولد بين عامي 1317-1312هـ (-1892 1896) في قرية (حمحمة) بيافع، ورحل مع والده إلى حضرموت وبها تلقى تعليمه الأولي في قرية (تبالة)، حيث أخذ علوم الدين واللغة عن أستاذه الشيخ سالم مبارك الكلالي، وكان في الوقت نفسه جندياً في الجيش القعيطي.

مكث في منطقة (تبالة) بمدينة الشحر سبعة أعوام حفظ فيها متن الزبد لابن رسلان وألفية ابن مالك في النحو، والجوهر في التوحيد، ومتن أبي شجاع وعمدة السالك وسفينة النجاة وغيرها.رحل إلى المكلا، حيث عمل إماماً في مسجد الرياض (بايعشوت)، كما كان يقوم بتعليم الأولاد القراءة والكتابة ثم التحق بمدرسة آل الدباغ، ثم تحول عنهم إلى المدرسة الوطنية التي أسسها آل باحاتم، ثم إلى المدرسة السلطانية بطلب من الوزير أبي بكر بن حسين المحضار، ثم أصبح عضواً في هيئة إدارة المدرسة السلطانية إلى جانب الشيخين عبدالله باعنقود وعمر باحشوان، ثم عينه السلطان عمر في 1351هـ (1932م) خطيباً على مسجد عمر (الجامع الرسمي) واستمر حتى عام 1388هـ (1968م).أسس في عام 1936م مدرسة البنات بالمكلا وهو المشروع الذي أحرز فيه الريادة، وقد بدأه بتعليم ابنته وزوجته، وواجه هجوماً عنيفاً من أحد رجال الدين إلا أنه صمد، ونجح في تحقيق هذا المشروع.عين في 1360هـ (1940م) في وظيفة (المساعد الأول) للشيخ القدال- المساعد الثقافي للمستشار- وفي عام 1948م تولى نظارة المعارف بالنيابة، وكان المعتاد إرسال البعثات التعليمية إلى السودان، غير أن الشيخ الناخبي عمل على تغيير تلك الواجهة، بل أرسل الطلاب إلى سوريا الأمر الذي أثار عليه حنق المستشارية التي قررت إبعاده عن ذلك المنصب.

نتيجة للأحداث العاصفة بعد سقوط الدولة القعيطية في 1967/9/17م وعدم قدرة الشيخ على التواكب والتأقلم مع هذا الحدث الجديد، فقد هاجر إلى السعودية في عام 1974م وهناك عمل إماماً في مسجد (بابيضان) كما عقد الدروس للطلاب.

مهام ومناصب:

عضو مجلس الدولة القعيطية - عضو لجنة الشؤون الدينية - مسؤول مكتب شؤون البادية بالدولة القعيطية - ناظر المكتبة السلطانية في الفترة -1944 1974م

- ناظر المعارف بالنيابة ولعدة سنوات.

- ناظر التعليم الأهلي..

- رئيس تحرير صحيفة الأخبار (لسان حال الدولة القعيطية).

- مشرف مدرسة البنات بالمكلا.

- مفتش مدرسة المعلمين بغيل باوزير، وغيرها.

تكريم وتقدير:

-أنعم عليه السلطان صالح بـ(وسام الامتياز).

- كرمته بريطانيا بشهادة تقديرية لدورة في التعليم.

- كرم من قبل مكتب وزارة التربية والتعليم في أكثر من مناسبة تربوية.

مؤلفاته:

-1 رحلة إلى يافع (مطبوع).

-2 حضرموت (مطبوع).

-3 الكوكب اللامع (ملحق رحلة يافع) (مطبوع).

4- ديوان شاعر الدولة (مطبوع)

-5 القول المختار فيما لآل العمودي من الأخبار(مطبوع).

توفي الشيخ عبدالله - عليه رحمات الله الواسعة - في يوم الأحد 2007/6/10م ودفن بالسعودية.

2) الأستاذ أحمد عوض القحوم :

ولد الأستاذ أحمد في عام 1930م في حارة برع السدة - حي السلام حالياً - إحدى حارات مدينة المكلا فيما يعرف في السابق بالدولة القعيطية.تلقى دراسته الأولية بالمدرسة الابتدائية الحكومية، وكانت تقع في حصن الشيبة - إدارة المالية حالياً، وفي عام 1942م التحق بالمدرسة الوسطى بدار المحاضير، وقد انتقلت هذه المدرسة في عام 1945م إلى غيل باوزير.كان اسمه قد أدرج ضمن أول بعثة تعليمية أرسلت في عام 1943م إلى السودان، حيث درس في مدرسة (الدويم) ثم في معهد التربية والتعليم بـ (بخت الرضا)، وفي عام 1949م أنهى دراسته بمعهد التربية بالسودان (بخت الرضا)، وعُين في العام نفسه مدرساً في المدرسة الوسطى بـ(غيل باوزير)، ثم مدرساً بمدرسة المعلمين في العام 1950/ 1951م، ثم مديراً للمدرسة الابتدائية بالغيل في العام 1953/1952م كما عمل مدرساً في المعهد الديني بالغيل، ومنذ ذلك العام - 1953/1952م- انفتح باب الإدارة أمامه، وذلك لكفاءته، إذ انتدب للعمل مديراً لمدرسة سيئون الابتدائية في العام 1953/1952م في السلطنة الكثيرية، فمديرا للمدرسة الغربية بالمكلا في الفترة بين عامي 1955/1953م.

عمل في الفترة مابين -1957 1964م مفتشاً للمدارس (فني وإداري) في المناطق الساحلية، وفي العام 1966م عين رئيساً للتوجيه الفني بإدارة التربية بالمكلا، وفي أواخر عام 1968م وبداية 1969م قام بتنظيم السفارة اليمنية في القاهرة، ولم يدم طويلاً، إذ عاد إلى عدن بعد استقالة الدكتور محمد عبدالقادر بافقيه من وزارة التربية والتعليم - آنذاك.

وفي عام 1972م وأثناء زيارة الأستاذ عبدالله باذيب - وزير التربية والتعليم - والأستاذ سعيد النوبان إلى المكلا، طلبا من القحوم تولي منصب المدير العام للتربية بالمحافظة، غير أنه اعتذر عن قبول ذلك المنصب، بسبب وجود الاختلافات والمماحكات السياسية، وفي عام 1976م عين في وظيفة نائب مدير عام التربية والتعليم للشؤون الفنية، وظل في الوظيفة حتى طلب التقاعد بعد أن قدم كل ما بوسعه، وقد أجيب طلبه في العام 1986م.

نشاطات علمية وثقافية:

- من مؤسسي اتحاد الشباب الحضرمي في عام 1947م.

- من مؤسسي النادي الثقافي في عام 1957م.

- شارك في إعداد دستور النادي الثقافي عند تأسيسه في عام 1957م.

- شارك في الكثير من المهرجانات والندوات التربوية والتعليمية.

- شارك في تدريب وتأهيل عدد من المعلمين القدامى والمحدثين.

مهام ومناصب:

عضو مكتب التفتيش والتكييف، وهو مكتب خاص بوضع المناهج التعليمية والامتحانات في الدولة القعيطية، وقد تأسس هذا المكتب في عام 1953م.

- انتخب سكرتيراً لغرفة المعلمين بالمكلا في عام 1954م.

- سكرتير الوفد الثقافي الحضرمي، الذي طاف بأكثر البلاد العربية في 27 فبراير 1964م، ذلك لجمع المساعدات التربوية والعلمية.

- عرض عليه بعد سقوط الدولة القعيطية في سبتمبر 1967م منصب (المفتش الإقليمي)، وهو منصب كبير يتولى الإشراف على حكام المقاطعات، إلا أنه اعتذر عن قبول هذا المنصب.

- عهد إليه مهمة فتح وتنظيم الملحقية الثقافية في سفارة اليمن الجنوبية في القاهرة بين عامي 1969-1968 كما مر آنفاً.

دورات تدريبية:

تلقى في عام 1955/ 1956م دورة تربوية في السودان الشقيق في مجال التوجيه الفني.

- تلقى في عام 1966/1965م دورة تربوية طويلة في المركز الإقليمي في بيروت، وهي خاصة بكبار رجال التربية.

- تلقى في عام 1975م دورة تربوية في جمهورية ألمانيا (الشرقية).

تكريم وتقدير:

كرمه مكتب وزارة التربية والتعليم في أكثر من مناسبة تربوية.

الأستاذة فطوم شيخ محمد العزاني:

ولدت في مدينة المكلا في عام 1934م، وبها نشأت وترعرعت، وقد تلقت أبجديات الكتابة والقراءة في مدرسة البنات على يد الشيخ عبدالله أحمد الناخبي وابنته - رحمهما الله وزوجته، بتشجيع من والدها، كما تلقت تعليماً خاصاً على يد الشيخ محمد أبوبكر باوزير، نتيجة للعلاقة الحميمة بين والدها والشيخ محمد، بل كانت تتلقى الدروس الدينية على يد والدها الأستاذ شيخ بن محمد العزاني، هذه الشخصية التي يمكن عدها من الشخصيات المثقفة في مجتمع حضرموت، يضاف إلى ذلك فإنها قد قامت بتنمية قدراتها ومهاراتها من خلال الاعتماد على نفسها ذاتياً، وذلك من خلال القراءة في الكتب والمجلات العلمية التي كانت تصل إلى حضرموت، وتحديداً مجلة (العربي)، كما كانت تقرأ الأشعار، وكانت تميل إلى الأشعار الوطنية، والأشعار ذات المضامين الاجتماعية التي تتخللها الحكم والأمثال، بل تحفظ الكثير من القصائد.ليس هذا فحسب، بل كانت تميل إلى الرسم والتطريز والخياطة، الأمر الذي جعلها من المبرزات، وكان هذا البروز والتميز أن جعلها- وأخريات - تحظى بمنحة تعليمية من الدولة القعيطية إلى السودان الشقيق، وكان ذلك في مرحلة متقدمة، وتحديداً بعد إنهائها المرحلة الابتدائية بتفوق، وقد كانت في غاية الفرح والسرور، غير أن للعادات والتقاليد كلمة الفصل، وكانت كلمة الفصل هي حرمان الأستاذة فطوم من تلك المنحة، على الرغم من التشجيع العائلي.

لم يؤثر ذلك في جهودها الذاتية في متابعة العلم، أو عزوفها عن الإقبال على القراءة والمطالعة ، وحتى انكسارها، بل العكس فقد تم توظيفها معلمة في مدرسة البنات في عام 1949م، فانضمت إلى الرائدات الأوائل في تعليم الفتاة من أمثال: فاطمة الناخبي، ونور بن زياد، وعائشة الصومالي، وسلامة بامطرف، ونفيسة العدني، وغيرهن، وفي ذلك العام نفسه تلقت دورة خاصة في (طريقة التدريس) وقد انغمست أكثر في شؤون التدبير المنزلي، دون أن يؤثر ذلك في عطائها العلمي.استمرت في الميدان حتى العام 1962م، عندما تم ترقيتها إلى منصب (مديرة مدرسة)، ولما كانت الأمور على عكس ما تتمنى.. فقد آثرت ترك المنصب، والعودة إلى تدريس الصفوف الإعدادية، وقد كان ذلك في 1970/10/24م، غير أن المقام لم يطب لها.. فطلبت الإحالة إلى التقاعد، وكان ذلك في العام 1972م، وقد أجيب طلبها.

نشاطات ثقافية واجتماعية:

انخرطت الأستاذة فطوم في مجمل الفعاليات والأنشطة والندوات الأدبية وإصدار المجلات الحائطية، وقد كانت في محيط المدرسة، وبحكم أن تلك الفعاليات كانت منحصرة في المحيط النسوي، فلم يكتب لتلك الأعمال الذيوع، لبعدها عن التغطية الإعلامية، ناهيك عن عادات وتقاليد المجتمع.

كما أنها كانت على أتم الاستعداد لتلبية دعوات أي من الأمهات بشأن تدريس أي من الطالبات أو المراجعة معهن، دون ملل أو كلل، أو حتى الشعور بالضجر أو التبرم، على العكس، فقد كان بيتها محط أنظار مثل هؤلاء، وبدون مقابل مادي، كما أن لها الفضل في إقناع بعض الأسر بدفع بناتهن للالتحاق بالتعليم.ومما يحسب للأستاذة فطوم العزاني، إفادتها للكثير من الطالبات بل الكثير من النساء في شؤون التدبير المنزلي.

دورات تدريبية:

إضافة إلى تلك الدورة التي على إثرها عينت مدرسة في عام 1949م، فقد تحصلت في 1965/12/6م على دورة تدريبية للمعلمات، على إثرها حصلت على شهادة (تدريب المعلمات بالمرتبة الثانية).

تكريم وتقدير:

مع كل ذلك لم تحظ الأستاذة فطوم العزاني بتكريم يليق بتاريخها عدا تكريم يتيم حظيت به في عام 1990م، من قبل نقابة المهن التعليمية بمحافظة حضرموت، وهو عبارة عن (شهادة تقديرية ) فقط.

مواقف لا تنسى:

لكل إنسان محطاته المختلفة في هذه الحياة ولبعض هذه المحطات نكهتها الخاصة، ومذاقها، وقد تكون طيبة، وقد يكون العكس. وبالنسبة للأستاذة فطوم، فقد كانت أجمل المواقف التعليمية لها هو أن رأت البعض من تلك المخرجات وقد أحرزت مكانة علمية متقدمة، وتبوأت مراكز مهمة، وأما أقساها فهو خروج بعض الطالبات النابغات من المدارس نتيجة لظروف كانت أقوى من الأستاذة فطوم، وغيرها من المدرسات المخلصات عن الوقوف أمامها.

وماذا بعد؟

لا تزال الأستاذة فطوم على اتصال بالعملية التعليمية وذلك من خلال تدريسها لحفدتها، ولديها الكثير من الملاحظات على المناهج والمقررات، التي ترى أنها بحاجة إلى غربلة وتصحيح، وعندما سألتها عن الفرق في العملية التعليمية، وخصوصاً تعليم الفتاة، كانت الإجابة:(مخرجات الأمس كانت أفضل وأكثر نبوغاً رغم الإمكانات الشحيحة والظروف الصعبة، عكس اليوم الذي فيه الإمكانات متوفرة، ولكن المخرجات أقل جودة ونبوغاً).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى