> «الأيام الرياضي» عبدالقادر العيدروس :

فريق اتفاق الحوطة
فريق اتفاق الحوطة
تحز في نفس كل غيور وعاشق للفانيلة البرتقالية تلكم المشاهد الخاطئة التي تتوالى وتتردد أمام الأعين ولاكتها الألسن في المقهى والشارع الرياضي.. فما كان من محبي وأنصار نادي الاتفاق بالحوطة بوادينا الحبيب إلا التزام الصمت والترحم على الأيام الخوالي علها تعود ويعود ألق ووهج ناديهم الذي كان يشار إليه بالبنان، وعليه فقد شهد النادي ولا يزال تخبطاً إدارياً صريحاً فلم يستقم (شراع) الهيئة الإدارية على حال حينما ظلت الرياح وأمست (تلعب) به يمنة ويسرة ولذا كان التغيير والإحلال هو (الحل) المباشر لرأب الصدع الواضح، ففي غضون أسابيع نرى المسؤول الثقافي أصبح أميناً عاماً والمشرف الرياضي قد صار مدرباً..عجبي!، الأمر الذي كان حجر عثرة أمام فريق كرة القدم في دوري الثالثة، حيث دخل الفريق التصفيات مفككاً مهزوزاً ، وبالتالي خرج يجر أذيال الخيبة بعد عروض ونتائج خجولة.

ولعل هذا كان نتاجاً ومحصلة لما دار في تلك الأمسية التي لن تمحى من ذاكرة كل من حضر اللقاء الذي عقد تحت مسمى (اجتماع انتخابي)، وإنما هو بالأصح(مهزلة) بحضور عدد من الدخلاء وفي غياب الجمعية العمومية وممثل عن مكتب الشباب والرياضة، فلم نشاهد سوى هرج ومرج، ولم نسمع إلا فوضى وصراخ، وبعد استهتار قد لا يحدث في فرق الحواري جرى اختيار عشوائي لمجموعة غير متجانسة لا يمتلك أكثرهم شيئا من الكفاءة لتسيير العمل، لكن سرعان ما تم استبدالها وتغيير صفاتها في اليوم التالي.

إن حرص الرياضيين وإلحاح محبي النادي في الداخل والمهجر للتعرف على خفايا الأمور داخل أروقة النادي والعوامل المؤثرة على عرقلة الفريق الكروي، كل ذلك دفعنا للجلوس مع مجموعة ممن عايشوا هذا الوضع عن قرب وعاينوه عن كثب، فقد التقينا بهم كلا على حدة وسجلنا ما جاء على ألسنتهم في السطور الآتية:

< بداية .. توجهنا إلى الأخ فائق يسلم بن طالب، نائب رئيس النادي والذي تسلم المهمة حديثاً وتحديداً في إبريل الماضي، وقد رحب مشكوراً للرد على أسئلتنا واستفساراتنا مجيباً بالقول:«في الحقيقة لقد اصطدمت بواقع لم يكن على البال والخاطر، الأمر الذي أصابني على التو بالإحباط، فعلى الرغم من أن الوضع المالي ممتاز إلا أنه ليس هناك استقرار إداري فلا وجود للتوثيق والمخاطبات والمحاضر السابقة، فكل مسؤول له أرشيف في منزله، وكنا نود الاستفادة ممن سبقونا في العمل في الإدارة ومن خبراتهم المتراكمة، ولكن الكل بعيد..وإنني أناشد أعيان ورجالات المنطقة بالوقوف الجاد أمام هذا الأمر والمسارعة لمعرفة الداء ثم تحديد الدواء، وأرى من وجهة نظري الشخصية أن هناك فجوة غامضة وحلقة مفقودة بين العمل الإداري والنشاط الرياضي أدت إلى تكرار فشل الفريق الكروي في تحقيق آمال جماهيره.. لذا لا بد من تنظيم لقاء عاجل أو ورشة عمل تقدم فيها عدد من الأوراق وتناقش بجدية علنا لنتوصل إلى مخارج وحلول لإيجاد الخلل الذي لا زال غير معروف ومحاولة إصلاحه قدر المستطاع».

واستطرد يقول:«اللاعبون لا يلامون لوحدهم ولا نحملهم مسؤولية ما حصل، فمرحلة الاستعداد كانت قصيرة وغير كافية، كما أننا بصراحة لم نتوفق في اختيار المدرب الذي لم يرض طموحنا..وقد قمنا بواجبنا معهم في تقديم الحافز والمستلزمات والعلاج وغيره..إذاً ماذا كانوا يقصدون بتقصير الإدارة في المتابعة، فاللاعب تم إبرام عقد معه خلال هذا الموسم فلماذا إذن نتابعه إلى بيته».

وأنهى حديثه بالقول:«أتمنى أن يتقارب المهتمون والغيورون حول ناديهم، لأن هذا كان العامل الرئيس في نجاح من سبقونا في بداية التأسيس، وكفانا التنظير من على المتاكئ ونقد المقاهي وهذا مرفوض ومردود على أصحابه».

اللاعبون تقاعسوا ولعبوا بلا مزاج وروح

< أما الأستاذ عارف رمضان عنبر، الذي كان يشغل منصب المشرف الرياضي ثم عين خلفاً للمدرب السابق التقيناه ذات مساء وكان مما قاله:«تم التفاوض مع الكابتن ياسين عبيد جميع، وهو من شقرة بمحافظة أبين لتدريب فريقنا وذلك عن طريق أحد اللاعبين الموثوق بهم واشترطنا أن يخضع ذلك للتجربة والاختبار، وفي الواقع أن المدرب لا يحمل أية شهادات تدريبية، ولكن لديه دورات محلية وعمل مدرباً لأحد الأندية هناك، وفور وصوله استهل مهمته وقاد الفريق في تدريباته ومبارياته الودية الإعدادية، فحققنا فوزين على الأحقاف وسلام الغرفة وتعادلاً سلبياً مع وحدة تريم..ولظرف طارئ غادر المدرب لزيارة والده المريض في اليوم التالي للخسارة الأولية أمام شباب القطن، على أن يعود لإكمال المشوار، ولكن من هنا بدأت بلبلة وضجة ولاحظنا تقاعس اللاعبين عن حضور التمارين، بحجة أن المدرب لم يكن حسب الطلب فقررت الإدارة إعفاءه قبل عودته، ولأنها كانت قد استغنت من قبل عن خدمات إبن النادي الأخ (أمين فاضل)، الذي اختلف مع المدرب مطالباً بصلاحيات في أخذ القرار، ومن هنا ولقصر الفترة والبحث عن مدرب آخر أجمع مجلس الإدارة على تعييني مدرباً، ولكنني رفضت لأنني لا زلت عضو هيئة إدارية، فقررت الإدارة تعيين الأخ رشيد أحمد بن طالب مسؤولاً رياضياً وقمت بمهمة التدريب».

واسترسل يقول:«اللاعب يعد حجر الزاوية وعليه ترتكز كامل المسؤولية ويؤسفنا ما رأينا من التساهل في أداء الواجب وعدم الانضباط للتمارين ونتيجة لهذا كان هناك اضطراب وعدم استقرار في التشكيلة فكم مرة دخلنا المباراة بثمانية مدافعين ممن هم مواظبين بعد أن ترفع البعض وتقاعس ظناً منهم ضمان مقاعدهم في القائمة الأساسية في ظل غياب وانقطاع البعض لامتحانات الشهادة والدراسة الجامعية، أيضاً هناك لاعبون لم يقدموا المستوى المنتظر منهم حين لعبوا بلا مزاج وبلا روح ومنهم من قاد حملة تمرد ضد النادي خاصة قبل لقائنا أمام فريق (مدودة) وهاهم يدفعون الثمن».

من يحاسب من؟

< الكابتن أمين صالح فاضل اللاعب الذهبي في التسعينات، تم تعيينه مساعداً للمدرب، ولكنه تغيب قرب انطلاقة التصفيات، سألناه عن ذلك فأجاب بالقول:«حباً لنادينا وعشقاً لشعاره قبلت العمل في الجهاز التدريبي لعمل شيء يعيد مكانة البرتقالي بين أندية الوادي على الرغم من أن هناك عرضاً سابقاً من نادٍ آخر، وبنيات صادقة وحماس الشباب بدأت المهمة، ولكن لما لاحظنا أن هناك لا مبالاة من قبل مجلس الإدارة وتدخلاً صريحاً في عملنا من جانب المشرف الرياضي، حاولنا التحدث معهم بالاهتمام باللاعبين والتخصص كل في مجاله، ولكن فجأة تلقيت رسالة مكتوبة مفادها أن النادي يشكر جهودي وخدماتي وما علي إلا استلام باقي مستحقاتي..ولو عدنا وسألنا كيف تم التعاقد مع المدرب (ياسين جميع) دون أية معرفة سابقة عن مشواره وتاريخه الرياضي، ولأن فاقد الشيء لا يعطيه (كما يقولون)، فقد شاهدنا التدريبات وهي نسخة متكررة من بعضها البعض، إذ لم يكن هناك أي تكتيك أو تكنيك..ولهذا تم تسريح المدرب عقب أول مباراة في الدوري دون مراعاة لما تم هدره من وقت ومال، فمن المسؤول؟»..وأضاف:«الإدارة تتحمل الجزء الأكبر في ما يعيشه نادينا هذه الآونة من تخبط واستقلالية الرأي، وإلا كيف السكوت على ما يحدث من تغييرات في قوام الهيئة الإدارية،وإلا كيف يتحول المشرف الرياضي إلى مدرب».

وخاطب في ختام حديثه اللجنة العمومية قائلاً:«إنني أكن للنادي كل الحب والتقدير رغم ما قيل عني كذباً وبهتاناً بأنني أقوم بتحريض اللاعبين وتوجيههم ضد مصلحة النادي، وهذا الكلام لا أساس له، وعارٍ من الصحة والمصداقية».

الولاء للنادي مفقود

< واستمعنا لأقوال الحارس الأمين عبدالله سالم الجابري، الذي تحدث بحرقة وأسف عما حصل لفريقه وانهيار أدائه، وألقى باللوم أولاً على اللاعبين، حيث ذهب يقول:«كان الولاء معدوماً والإخلاص للنادي غائباً تماماً من قبل زملائي اللاعبين، وخاصة بعد أن فزنا على سلام الغرفة ودياً وعرفنا الفرق الموجودة في مجموعتنا، وكأنها سهلة ومضمون النصر عليها، حتى أنهم دخلوا المباريات بمعنويات منخفضة، فتلقينا في البداية هزيمتين متتاليتين أبعدتنا عن المنافسة مبكراً ولم نستطع التعويض.. وبصريح العبارة كان المدرب (ياسين) غير مؤهل على الإطلاق لقيادة فريقنا، ولم نستفد منه في مرحلة التحضير، وخلفه الكابتن(عارف رمضان) الذي تسلم الفريق في حالة يرثى لها وقدم ما بوسعه لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ولم يسانده أحد، بل وقفوا موقف الشامتين والمتفرجين عليه..أما الإدارة ومن وجهة نظري أنها أفضل من السنوات الماضية، من حيث أنها لم تقصر مع اللاعبين وقامت بصرف الحوافز وبدل المواصلات»..واختتم حديثه بالدعاء للفريق بأن يحالفه التوفيق ويحقق ما يصبو إليه في الموسم المقبل.

البرتقالي.. بلا طعم ولا نكهة

< المدافع الشاب جلال سالم بن طالب، أدلى بدلوه في هذه العجالة مستعرضاً عدداً من العوامل والأسباب التي أدت إلى تعثر فريقه، وعدم تجاوزه للمرحلة التمهيدية لدوري الثالثة..وأضاف قائلاً:«التهيئة والتحضير للمنافسة كانت متواضعة، وبالرغم من أن الإدارة هذا العام تميزت بتقديم الحوافز التشجيعية مقارنة بسابقتها، إلا أنها في جوانب أخرى تركت الحبل على الغارب لشخص واحد يدير كل شيء بنفسه دون متابعة أو محاسبة..كما جاء اختيار اللاعبين بطريقة مغلوطة، حيث لم تتضمن القائمة أسماء لنجوم وشباب متميزين في المنطقة، واقتصرت على فئة معينة ذات نفس قصير لم تواصل المشوار إلى آخره، في حين تم إهمال البعض وعدم الإسراع في إكمال إجراءاتهم، وما زاد الطين بلة هو استقدام مدرب لا حول له ولا قوة، لم يضف أي جديد ولم يترك أي أثر خلال فترة الإعداد، وعليه ظهر الفريق البرتقالي بلا روح ولا نكهة وشاهدناه (يتمرمط) أمام فرق حديثة».

وطالب في نهاية كلامه أن يتكاتف الجميع ويتقاربوا من أجل تصحيح الأخطاء داخل النادي من خلال وضع الشخص المناسب في الموقع المناسب من أجل عودة مجد النادي وصورته المشرقة والمعهودة.

إخفاق الاتفاق شاق

< آخر المتحدثين هو المشجع العاشق والحريص المرافق للفريق ماجد أحمد الحدري، الذي عبر عن استيائه وحنقه للوضع المرير، والذي انعكس على مسيرة الفريق الكروي خلال المرحلة الأولى من دوري المحافظات الذي فرط في البطاقة وكان من أقوى المرشحين للتأهل.

واستطرد:«في الحقيقة الاستعداد كان ضعيفاً، والمدرب (جميع) القادم من محافظة أبين لم تكن لديه الكفاءة الكاملة والمواصفات كمدرب، وللأسف إنه تلفظ بذلك وأعلنه لعدد من اللاعبين..المهم بدأت التدريبات بأكثر من (40) لاعباً، وتم تهميش وتحطيم قدرات لاعبين أساسيين والاعتماد على أسماء جديدة في المباريات التجريبية، لكنها لم تستمر في وقت كان الفريق في أمس الحاجة لخدماتهم..ومعروف أن الفريق دخل معسكر الإعداد من دون خط المقدمة، حتى أن مهاجماً أحرز هدفاً واحداً فقط من العشرة أهداف المسجلة.. فكان من الأفضل التعزيز بمحترفين، وعدم ترك فرصة الصعود تضيع من بيننا من عام إلى عام»..وقال في ختام كلامه:«كانت إدارة النادي بعيدة عن كل ما يدور، فلم تتفحص وتتابع بنفسها بعض الأمور بجدية مثل تسجيل اللاعبين في وقت مبكر، بل اعتمدت على آخرين غير أكفاء فكانت هذه النتيجة».

مختتم:

تعيش معظم أندية الوادي ألواناً من المعاناة بعد أن أدمتها مؤخراً وأثخنتها الخلافات والصراعات الداخلية، فانسكبت من عيون محبيها أمر دمعات الحزن والحسرة، وتعطلت على ناصيتها كفاءات جمة من رجالها وشبابها، وهجرتها عقول أبنائها من ذوي العطاء اللا محدود، تلك الصروح الرياضية حولتها التكتلات إلى (مقلاة) تذكي نارها مماحكات الحاسدين ومكايدات الحاقدين فتشتت أجزاؤها وتعمقت جراحها لتزداد بلاءً وتعقيداً..أنديتنا القديمة منها والحديثة تعيش اليوم لحظات حرجة قوبلت بصمت من ولاة الشأن.

فيا ترى متى يتم تحديد مكامن الضعف، والعمل على استئصال الضرر وبأقصى سرعة؟.

فالوقت غير كافٍ للانتظار لأن هناك أندية لم يتبق منها سوى إسمها.