على خلفية سيل وادي بن علي.. في أغسطس القادم سيتم استبدال وحدة الاحتراق بأخرى تنتج لهبا نقيا

> «الأيام» علوي بن سميط:

> إثر سيول الأسبوع الأول من شهر يونيو الماضي المختلطة ببقع نفطية، والواصلة إلى وادي بن علي جنوب شبام 15كم، وعلى إثر شكوى المواطنين واللجنة الأهلية بوادي بن علي الشيخ بشر الجابري، وإشارة «الأيام» في عددها رقم 5420 الصادر في 4 يونيو 2008 ص 4 حول ذلك، وقلق سكان الوادي من تلوث السيول الذي ربما يخلف نتائج سيئة على التربة أو التسرب وتلوث المياه الجوفية سارعت اللجنة الأهلية بوادي بن علي ببادرة ذاتية بأخذ عينات من ماء السيل لتحليلها بمحطة البحوث الزراعية بسيئون.

وجاء التقرير الأولي لدى «الأيام» نسخة منه بأنه «لوحظ احتواء الماء على شوائب يعتقد بأن هذه يمكن مخلفات بيولوجية اختطلت بمياه السيول، ولايمكن تحديد نوعيتها، حيث يمكن أن تكون نفايات نفطية».

المرة الأولى التي لاحظ فيها الأهالي تغير ماء السيول (راجع «الأيام» العدد السابق ذكره)، ولكن كيف جاء السيل مصاحبا للنفط أو مخلفاته؟!

المعروف أن السيول تأتي من المرتفعات أو الهضبة الجنوبية الواقع بأسفلها وادي بن علي، وعلى الهضبة تعمل إحدى شركات النفط وقد اتضح في تقرير صادر من لجنة من محلي حضرموت أن «هناك على الهضبة وحيث عمليات نفط الشركة يوجد مستنقع لمخلفات النفط جرفته السيول وهبط معها إلى الوادي، وكان هذا القلق الذي حصل.. إضافة إلى أن الأهالي ومنذ سنوات يشكون الدخان الأسود القادم من الهضبة والذي تدفعه الرياح».

عقب شكاوى الأهالي وما تطرقنا إليه في الصحيفة يوم 4 يونيو الماضي أصدر الأخ سالم الخنبشي محافظ حضرموت قرارا في 7 يونيو، شكل بموجبه لجنة برئاسة أ.د. محمد سعيد المشجري عضو المجلس عميد كلية العلوم والبيئة البحرية بجامعة حضرموت، وعضوية ممثلين للسلطة المحلية بشبام وم. مروان الحبشي خبير بيئة، وممثل من مكتب النفط بوادي حضرموت.

وجاء في مواد القرار بأن «تتولى اللجنة القيام بدراسة الأضرار النفطية بمنطقة وادي بن علي».

باشرت اللجنة عملها على الواقع، وزارت عددا من قرى الوادي والوقوف على الضرر، وجاء في تقرير اللجنة: «معظم القرى في وادي بن علي تعاني منذ سنوات من الدخان الأسود الناتج عن عملية احتراق الغاز في شركة توتال، والذي ينقل بفعل الرياح إلى القرى، أما السيل الأخير في الأول من يونيو فإنه نازل من الجبال في منطقة خرير، التي توجد بها المياه المصاحبة بالنفط المعامل بمواد كيماوية لتخفيف الضرر، والمطلة على وادي دنعة مرتبط مع شرج القفل، الذي يبعد عن المصدرالرئيس للتلوث خرير 127 بحوالي 9.5كم».

أخذت اللجنة عينات من التربة والمياه، وكذا جلست مع عدد من مواطني وادي بن علي، الذين طرحوا عددا من مطالبهم أيضا، كما جلست اللجنة مع عدد من مسئولي الشركة.

وبذل أعضاء اللجنة جهودا بزيارات مكوكية من وادي بن علي إلى الهضبة إلى جروب الوادي إلى تحليل العينات علميا.. وجاءت النتائج وخلاصة تحركات اللجنة إيجابية مطمئنة للناس، الذين يحتاجون أن يطلعوا على هذه النتائج.

الشركة النفطية تعد بتغيير وحدة الاحتراق

وعدت شركة توتال بأنها سوف تستبدل وحدة الاحتراق في شهر أغسطس القادم، ويقول التقرير: «إن الوحدة الحالية تقوم بحرق غير كامل للنفط الخام، فلذلك يعطي الدخان الأسود، أما في الوحدة الجديدة المزودة بتقنية خاصة ومعالجة بالأكسجين ستعطي احتراقا كاملا للغاز، مما ينتج عن ذلك لهب نقي بدون دخان وأضرار أقل مما هو عليه الآن».

وجاء في سياق التقرير بن «الشركة أقامت هذا المستنقع بشكل مؤقت، ومحتوياته غير ضارة، حيث تم عزله بالمشمعات الخاصة لعدم السماح لاختراق هذه المواد للتربة، وكانت كمية النفط الموجود أقل من 1 متر مكعب- حسب إفادة خبير الشركة- وأن الشركة أبدت أسفها لعدم إدراكها بمجرى السيل وبناء المستنقع المؤقت فيه».

«الأيام» حصلت على نسخة من تقرير اللجنة المشكلة من محافظة حضرموت على خلفية السيول المصاحبة ببقايا نفطية.

وأوصت اللجنة بأن «تقوم الشركة بتنظيف المنطقة المتضررة وتعويضات المواطنين بحسب الضرورة بالتنسيق مع السلطة المحلية والشركة ووزارة النفط، ودعم بعض المشاريع والبنى التحتية، وتأهيل وتوظيف أبناء وادي بن علي، وأن تضاف منطقة وادي بن علي ضمن المناطق التي تحصل على الدعم والمساعدة التي تقدمها شركة توتال في مناطق الامتياز، وتنظيف وإزالة كل الأحواض النفطية والمياه المصاحبة في الأماكن التي تمر بها السيول الموسمية والمتجهة إلى وادي بن علي».

ماذا بعد؟

التقرير الحكومي وضع النقاط- مثلما يقولون- على الحروف، وعمل بشكل منهاجي في تقصي الحقائق، ويمكن لنا القول بأن الشركة أثبتت حسن النيات، والاهتمام بالبدء بأعمال التنظيف عقب السيل مباشرة بدءا من منطقة (خرير 127) على الهضبة، حيث بدأت القضية أو مصدر التلوث الأولي نـزولا إلـى المناطق المتضررة بوادي بن علي.

لذلك فمن الأهمية إطلاع الأهالي عبر اللجنة الأهلية على ما تم من معالجات ونتائج، التي أوردنا بعضا منها في هذه السطور، فالقضية تهم الجميع سكان وادي بن علي وسكان حضرموت عموما.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى