كرة القدم الشاطئية (إبتدأ المشوار).. منتخبنا جاء خجولا وودع البطولة بابتسامة عريضة.. حنش ورفاقه كلمة السر.. قهروا الفوارق ومحاكاة خاصة مع حصى الرمال المصرية

> القاهرة «الأيام الرياضي» خالد هيثم:

>
لم تكن مغادرة منتخبنا الوطني لكرة القدم الشاطئية صوب مرسى علم بجمهورية مصر العربية موضع ترحيب عند الكثيرين الذين راهنوا على الفشل مسبقا انطلاقا من الاختيارات في كل حلقات المنتخب الوليد الجديد على الحدث.

ومع ذلك كان شبابه وحدهم بما لديهم من مقومات بسيطة يمتلكون حق تسجيل الحضور في الحدث الكبير ورغم أن تجمعهم الأول لم يكن سوى قبيل المشاركة بأسبوعين، لتبدأ المغامرة في غياب الكثير مما يحتاجه ويبدأ المشوار ويتهيأ الجميع تحت إمرة جهازهم الفني الذي يقوده الجميل جميل سيف، وتلعب الأدوار بحب لخلق ما يمكن خلقه لهؤلاء الشباب الفاقدين لأبسط خبرات التواجد في مثل تلك الأحداث وأجوائها وطقوسها..ومع ذلك اتجه حنش ورفاقه صوب المكان المجهول لهم وغادروا بأبسط الإمكانيات وقطعوا المسافات برا ثم جوا ثم برا في رحلة التعب والاجهاد لتمر الساعات وينقضي الطريق ويحطون الرحال في منطقة مرسى علم التي خصها المصريون لاستقبال أحداث البطولة.

وتبدأ أولى الجولات وهي قرعة البطولة التي أتت بهم مع الإمارات العربية المتحدة صاحبة الحضور في كأس العالم القادمة في فرنسا وبطلة آسيا التي شاهد لاعبونا لاعبيها والقامات التي يمتلكونها والجهاز الفني المكتمل من البرازيل، حيث هي مهد كرة القدم الشاطئية، بالإضافة إلى الجزائر وليبيا.

زمن تلك اللحظة بدأ المشوار يأخذ منحنى آخر ودخلت مرحلة الجد ويكون منتخب الجزائر أول الجولات..وحين حضر الفريقان إلى الملعب في رابع مباريات يوم الافتتاح المميز تفاجأ الجميع بالمقومات البدنية والجسمانية عند لاعبين مقارنة بالمنتخبات الأخرى، وكان هناك قلقا من منتخبنا في قدرته على تسجيل الحضور في بطولة يريدها الاتحاد العربي خطوة لروزنامة عمل مكتمل لهذه اللعبة ومع صافرة البداية لأول أشواط الجولة الأولى، بدأت الصورة تتغير عند الجميع، حيث لم تكن الدقائق الأولى تمر إلا والانظار تتجه صوب أقدام لاعبينا الذين قهروا كل شيء ليتربصوا بأول خصومهم، فقد عملوا ما لم يكن في الحسبان

وأجادوا اللعب على الرمال المصرية وألهبوا المدرجات ضجيجا وتعالت الأصوات( يمن يمن )..الأداء الجميل للاعبي منتخبنا تواصل في باقي الأشواط وبنسق تصاعدي أسقط من خلاله حنش والطعسلي وباقي الرفاق كل الحواديت التي سبقت اللقاء ليكسبوا وباستحقاق تام ويصبح المنتخب بلاعبيه الصغار عمرا وأجسادا حالة خاصة عند المتابعين والمنظمين.

فوز وأداء لافت لمنتخبنا على الجزائر رغم الأداء العنيف الذي مورس ضد لاعبينا والذي أصيب من خلاله أحد سلاحف النينجا محمد حنش ليأتي بعد ذلك لقاء ليبيا القوية أفريقيا أيضا ويدخل منتخبنا وسط اهتمام من قبل الجميع وتظهر الخشونة في أبشع صورها صوب لاعبينا ورغم ذلك كان الرجال حاضرين وتقدموا بأربعة أهداف لهدف مع نهاية الشوط الأول فيدخل التعب وإجهاد السفر ليخطف الليبيون الفوز دون أحقية وبفارق هدف، ويتضاعف الاحترام من قبل رواد البطولة لفرسان منتخبنا الذي قدم رغم الخسارة التي ساهم فيها الحكم.

بفوز وخسارة دخل منتخبنا لقاءه الثالث والأخير والحاسم أمام الإمارات التي مرت بسهولة من الجزائر وليبيا وينتظر الجميع أن تكون المباراة للإماراتيين المنتشين بالتأهل للمشاركة في كأس العالم مجرد فسحة في ظل الفوارق الكبيرة.

وانطلقت صافرة الحكم المصري (التعبان) وبدأ الإماراتيون بهدف مبكر ظن الجميع أنه تأكيد لتفوقهم إلا أن الحنش القصير وعموري والهدار وجلال الهيثمي ومازن الصوبي ومأمون علي ومروان عبد الملك والطعسلي والأمين مختار وحليم الجبلي كان بداخلهم ما عجز عن قراءته الجميع عاد اليمانيون وأدركوا التعادل، ثم عاد الإماراتيون للتسجيل لتأتي الفاجعة عليهم فقد سجل الحنش وعموري هدفين أثارا الفزع عند مدربهم البرازيلي وباقي جهازه وتهجموا نحو الحكم شتما ليضعفوا من امكانياته ويبدأ (سيناريو جديد) لقراراته التي صبت في معظمها ضد لاعبينا، فتعادلت الإمارات وسجلت هدفا رابعا بكرة لم تصل حتى لخط المرمى وطرد اللاعب عموري ليلعب منتخبنا بنقص لمدة دقيقتين أمام الترسانة الإماراتية التي أوجعها أداء لاعبينا وهز كبرياءها ليستغلوا ضعف الحكم ويحصلوا على فاولات من العدم على بعد أمتار من المرمى ليوسعوا الفارق إلى ثلاثة، ويسجل الطعسلي حتى ونحن ناقصين في العدد بطرد لاعبنا الآخر المقاتل الهدار هدفا رابعا قبل أن يضيفوا هدفا سابعا انتهى به اللقاء.

تلك سطور ملحمة حقيقية خاضها منتخب كرة القدم الشاطئية وهو فاقد ولو لاتصال من القائمين على كرة القدم اليمنية..ملحمة واقعية ليست من صنع السطور التي نكتبها لأن شواهدها نقلت على تلفزيون قناة (النيل) الرياضية.

آخر الكلام..منتخبنا غادر مساء أمس الأول من مرسى علم إلى القاهرة برا خلال عشر ساعات رغم توفير مبلغ التذاكر من قبل المهندس عاتق أحمد علي محسن إلا أن الحجوزات كانت صعبة خصوصا في ظل (الحالة السيئة) التي أبداها الاتحاد المصري لكرة القدم وممثله حازم الهواري الذي طلب من البعثة مغادرة الفندق..ومازال للحكاية بقية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى