ميراث ثقافي وفني عند حامد (ابن الشهيد)

> «الأيام» علي محمد يحيى:

> حامد علي أبوبكر موسى المولود عام 1954 المعروف بين أبناء حوطة لحج المحروسة بـ (ابن الشهيد)، فهو شخصية فريدة من نوعها محببة ووديعة وودودة، يميل صاحبها نحو الثقافة والمعرفة في شؤون الأدب والفن منذ نعومة أظفاره.. قال عنه الأديب الشاعر الأستاذ ناصر مشبح: «إنه قد نشأ وترعرع بين أوساط الشعراء والفنانين وعموم المبدعين، ولذلك فلا عجب أن تراه ناشطا في كل فعاليات النخبة المثقفة والمبدعين عموما».

إرشيف متنقل.. فما من سائل يسأل عن قضية لها صلة بالثقافة والأدب والفن وتاريخ لحج الثقافي والفني خصوصا إلا تجده يسعفه بما يحتاجه من المعلومات.. وإذا أردت الاستزادة فالكيس البلاستيكي الذي لا يفارقه حري بأن يمدّه بالدراسات الموثقة عما يُسأل عنه.. وإن أردت صورا توثق تاريخ مرحلة ما عن الندوات والفرق الموسيقية في الحوطة وماجاورها أو عن فنانيها- كبارهم وصغارهم الأمراء منهم والعامة من القمندان إلى صالح بن أحمد مهدي، محسن بن أحمد مهدي، نصيب، الفقيه، أبو كدرة، السلامي، ابن سبيت...إلخ- وكذلك هو حال المشهد مع الفنانين والمطربين من محمد سعد الصنعاني إلى فضل محمد اللحجي والأخوين الزبيدي والدباشي، فسعودي أحمد صالح، وحسن عطا، وعبدالكريم توفيق، العودي، وابن حمدون.. والقائمة طويلة والصور كثيرة إلى الحد الذي لايستطاع حصرها.

سألته.. كيف هو حال الموثق من الغناء اللحجي؟ قال: «كل فناني لحج جلّ ما غنى كل منهم إن لم تكن كلها»، فإذا به يحصي لي عدد هؤلاء المطربين والملحنين وعدد أغانيهم.. ثمَّ أردف: «حتى من أغاني عدن (القديمة) لها مكان في أرشيفي (المتواضع)»، ولم ينسَ أن يشير إلى خاله الشاعر الراحل عبدالخالق مفتاح بأنه هو من شجعه ودفع به نحو الاهتمام بالتراث الثقافي والفني لحوطة لحج، الأسرة الساحرة بفنونها وآدابها وتاريخها وتراثها، وأنه قد ترك له ميراثا لا يستهان به من مذكراته ومقتنياته من الصور والوثائق وغيرها، مما حفزه نحو مواصلة هذا العمل الوطني الجبار لميراث ثقافي وحضاري، تمثل في عمله المضني والمثابر دون كلل أو وهن لجمع ما يستطيع إليه سبيلا من الصور النادرة التاريخية، ومن الإسطوانات الحجرية لمشاهير الفنانين وأساطينهم، والأشرطة القديمة والحديثة، وما يزال- كما يقول- توثيقه مستمر حتى الساعة، وبمجهوده وبتمويله الشخصي الذي يستقطع له جزءا من معاشه.

سألته أيضا.. عن طبيعة عمله الحالي (الوظيفي) أجابني بكل أريحيه بأنه: «رئيس قسم الإحصاء والتخطيط بدرجة مدير عام، وأنه قد حصل على دورات تأهيلية في كل من المجر ومصر العربية، والعديد من الدورات التأهيلية المحلية»، فأدركت أنه لاعجب بأن جمع بين طبيعة وظيفته الرسمية ونشاطه الإبداعي الخاص، فقد كان للأولى أن ساعدته في تنمية رغباته وميوله في أرشفة تاريخ منطقة الثقافية والفنية، وبدعم كبير غير محدود من مثقفي وأدباء وفناني لحج الخضيرة كافة.

ومن خير ما سمعت منه أنه يبدي استعداده في تقديم خبراته وتجاربه لأي باحث أو دارس.. وأن أرشيفه من الصور والوثائق والأشرطة والإسطوانات هي رهن إشارة من يود الاستفادة..

هذه الشخصية الطيبة الشفافة في التعامل مع الآخرين، خاصة مع ذوي العلاقة بالأدب والفن.. ليس له من طموح سوى خدمة التراث والموروث، وبما يملكه من ذخيرة وكنوز لا تقدر اليوم بمال.

فكيف يمكن لنا أن نوظف جهده وإمكانياته وما يملكه ليستفيد منه المجتمع بعمومه، كما هي حاجة المناشط الثقافية والفنية في محافظة لحج وغيرها من المناطق في عموم البلاد؟

وهل يجدي أن يوضع مقترح نابع من عند أهل الثقافة وذوي الشأن من المعنيين في الحفاظ على هكذا تراث يمكن أن يكون منهلا ودوحة لإبداعات اليوم أو أن يستفاد من تجارب الرجل ووضعه في مكان مناسب يليق بقدراته وطموحاته وأمنياته؟.. الأمل كبير.

em:[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى