مقتل 11 شرطيا في تفجير انتحاري عند المسجد الاحمر في اسلام اباد

> إسلام أباد «الأيام» رنا جواد :

>
قتل 11 شرطيا باكستانيا على الاقل أمس الأحد في تفجير انتحاري في تجمع لمتشددين اسلاميين قرب المسجد الاحمر في اسلام اباد لاحياء الذكرى الاولى للهجوم الدامي على المسجد، في احدث هجوم انتقامي على تلك العملية.

ووقع الانفجار القوي بعد انتهاء التجمع الذي شارك فيه الاف المتشددين الاسلاميين ودعوا خلاله الى اعدام الرئيس الباكستاني برويز مشرف شنقا لعلاقته بالتفجير الدامي.

وقال مصور وكالة فرانس برس من موقع التفجير ان عشرات رجال الشرطة الجرحى كانوا على الارض وسط برك من الدماء عقب التفجير، وتمزقت بزاتهم الرسمية بفعل قوة الانفجار.

وصرح وزير الداخلية رحمن مالك للصحافيين من موقع التفجير ان "التجمع باكمله عند المسجد سار بشكل سلس ولكن بعد ذلك استهدف انتحاري رجال الامن".

وقال مسعود احمد المسؤول البارز في الشرطة انه تاكد مقتل 11 شرطيا واصابة اكثر من 30 في التفجير الذي استهدف اكثر من 50 شرطيا من قوات اسلام اباد واقليم البنجاب.

وصرح مسؤول امني بارز طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس ان "شابا سار باتجاه فرقة من الشرطة وفجر نفسه. لدينا 11 شرطيا قتيلا".

وقال المسؤول "وقع التفجير بعد 15 دقيقة من انتهاء التجمع. وكانت مجموعة كبيرة من رجال الشرطة يتجمعون عند تقاطع طرق رئيسي على بعد مئات الامتار من المسجد عندما استهدفهم التفجير".

وتناثرت هراوات وخوذ ودروع رجال الشرطة في مكان التفجير. وعرض التلفزيون مشاهد لطلاب ملتحين يركضون مسرعين الى موقع الانفجار وموظفي الاسعاف ينقلون الجرحى الى المستشفيات.

وذكر شاهد العيان شاقيل احمد لوالة فرانس برس "كنا نلعب الكريكت في منتزه مجاور عندما سمعنا صوت تفجير قوي. ورأينا العديد من رجال الشرطة على الارض،ونقلتهم مع رفاقي الى المستشفى، الا انهم كانوا قد فارقوا الحياة".

ودان رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني التفجير وامر بفتح تحقيق، حسب وسائل الاعلام التي نقلت عنه قوله ان "هذه الحوادث تتعارض مع تعاليم الاسلام ولا تخدم اي هدف".

وكان اكثر من مئة شخص قتلوا في حصار ومداهمة المسجد الاحمر المرتبط بتنظيم القاعدة في عملية قامت بها القوات الحكومية في تموز/يوليو 2007 واثارت موجة من التفجيرات الانتحارية في انحاء البلاد القيت مسؤوليتها على القاعدة وطالبان وادت الى مقتل اكثر من الف شخص.

وحاصرت القوات الحكومية المسجد في الثالث من تموز/يوليو 2007 بعد ان شن المسجد حملة لفرض الشريعة الاسلامية في العاصمة واقدمت طالبات من المسجد على خطف مواطنات صينيات بدعوى انهن يعملن في الدعارة.

وأمس الأحد، تجمع الاف الطلاب الاسلاميين المتشددين من كافة انحاء البلاد امام المسجد الاحمر وسط اجراءات امنية مشددة حيث انتشر الاف رجال الشرطة ونصبوا الاسلاك الشائكة لمنع العربات من دخول المنطقة.

كما اقامت الشرطة حواجز وقامت بتفتيش الناس بحثا عن سلاح.

وذكر عضو في اللجنة التي نظمت التجمع انه لم يصب اي من الزعماء الاسلاميين الذين شاركوا في التجمع بجروح كما لم يقتل اي منهم في التفجير.

وفي خطابات نارية، دان الاسلاميون العملية العسكرية التي استهدفت المسجد. والقى الخطباء باللوم على مشرف في العملية الدموية التي قالوا انها تمت بطلب من الولايات المتحدة.

وقال الزعيم الاسلامي ادريس حقاني ان "مشرف ووزير الداخلية في ذلك الوقت افتاب شيرباو وغيرهما هم المسؤولون عن سفك الدماء ويجب محاكمتهم وشنقهم علنا".

كما دعا الخطباء الى الجهاد ضد ما اسموه القوى الكافرة بما فيها القوات الاميركية وقوات الحلف الاطلسي التي تقاتل ضد المسلحين في افغانستان.

وتعالت صيحات الحشود ب"الانتقام، الانتقام" فيما القى الخطباء باللوم على مشرف على المداهمة التي قالوا انها جزء من "الحملة الصليبية الاميركية" ضد المسلمين.

ودعا حنيف جلالندري المسؤول من منظمة المدارس انه يجب توجيه تهمة القتل الى مشرف وجميع من شاركوا في العملية.

واضاف "يجب رفع دعوى بالقتل الجماعي ضد مشرف وغيره من المسؤولين عن عمليات القتل".

كما هدد الخطباء بالقيام بعمل لم يحددوه اذا لم يتم الافراج عن زعيم المسجد السجين عبد العزيز الذي اعتقل اثناء فراره في ملابس امرأة في اليوم الثاني من حصار المسجد.

ودعا النائب الاسلامي السابق شاه عبد العزيز الى الجهاد ضد القوات الاجنبية في افغانستان ومن يدعمهم في باكستان.

وقال مخاطبا الحشود "يجب ان نعلن الجهاد على القوات الاميركية وقوات الحلف الاطلسي (في افغانستان) والمتعاملين معهم في باكستان الذين هم جزء من المؤامرة ضد المسلمين وضد بلادنا".

وكانت الحكومة الباكستانية الجديدة ابرمت اتفاق سلام مع مسلحي طالبان قرب الحدود الافغانية بعد فوزها في انتخابات شباط/فبراير، الا انها شنت الاسبوع الماضي عملية ضد المتشددين بالقرب من مدينة بيشاور الشمالية الغربية.

وتتعرض اسلام اباد لضغوط متزايدة من واشنطن للوفاء بالتزاماتها بموجب "الحرب على الارهاب" والقضاء على المسلحين المتطرفين المتمركزين في مناطق القبائل المضطربة في باكستان. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى