أبو الغيط: التهدئة في وضع "حساس" وفيلم "إعدام الفرعون" الإيراني يعكس "عدم مسئولية"

> القاهرة «الأيام» د.ب.أ :

> أكد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أمس الأربعاء أن التهدئة بين الإسرائيليين والفلسطينيين حاليا "في وضع حساس" فيما وصف فيلما وثائقيا إيرانيا حول حادثة اغتيال الرئيس المصري الراحل أنور السادات بأنه يعكس "عدم مسئولية".

وقال أبو الغيط خلال مؤتمر صحفي مع مؤتمر صحفي مشترك مع مايكل مارتن وزير خارجية ايرلندا عقب مباحثات بينهما بالقاهرة اليوم إن "التهدئة بالفعل حاليا في وضع حساس ونرى بين الحين والآخر قذائف أو صواريخ يتم إطلاقها كما نرى أيضا أن الجانب الإسرائيلي يتخذ الإجراءات لإغلاق المعابر وحرمان الفلسطينيين من الحصول على احتياجاتهم".

وأكد أن إغلاق المعابر يجب أن يتوقف ويستمر الالتزام الحرفي لوقف إطلاق النار ويجب ألا تقوم إسرائيل بأي عمليات يمكن أن تؤدى إلى وضع متوتر فيما بين الفلسطينيين والإسرائيليين في غزة أو حتى بالتداعي ما يحدث في الضفة الغربية.

وأشار إلى أن قيام إسرائيل بعمليات ضد الناشطين الفلسطينيين في الضفة الغربية له تأثيراته ولا شك. ومن هنا يجب أن يلتزم الطرفان حرفيا بفترة التهدئة.

وعن استمرار إسرائيل في بناء الجدار الفاصل والمستوطنات في الضفة الغربية، قال الوزير الأيرلندي إن بلاده "تدعم حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية ونعتقد أن بناء المستوطنات يمثل عائقا أمام تحقيق هذا الحل.

ومن جانبه، قال أبو الغيط إن "إسرائيل تسعى حاليا للحصول على أكثر من ثلاثين في المئة من أراضى الضفة الغربية وهذا أمر نرفضه تماما وقد ساهمت مصر في صياغة مشروع القرار المقدم حاليا إلى مجلس الأمن حيث نطالب المجتمع الدولي وكل هؤلاء الذين يتحدثون عن الحاجة إلى تسوية للنزاع في الشرق الأوسط التصدي وبقوة وبحزم وبكل اعتراف بالمسئولية وأن يتصدوا لهذا الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية".

وأضاف أن "عدم توقف الاستيطان يهدد التسوية السلمية نهائيا ويؤدى إلى فشل بزوغ الدولة الفلسطينية الموحدة القادرة على العيش مما يهدد عملية السلام ويهدد أيضا بامتداد النزاع إلى أجل لا نعرف نهايته".

وحول التحديات التي تواجه استمرار التهدئة وصفقة تبادل السجناء، قال أبو الغيط إن التحديات تدور حول كيفية حماية هذه العملية واستمرارها ولابد من استمرار وقف إطلاق النار ولكي يتم وقف تجدد الأعمال القتالية المتبادلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين فإن ذلك يتم من خلال إنهاء صفقة إطلاق الأسرى.

وأشار إلى أن هناك محادثات تجرى حاليا بين الفلسطينيين والإسرائيليين في محاولة لحل موضوع أشهر جندي إسرائيلي أسير وهو جلعاد شاليط في مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين والذين وللأسف لا يتحدث أحد في الدول الغربية عنهم أو يدرك مشكلتهم حيث يوجد في سجون إسرائيل حوالي 12 ألف أسير وليس فقط جندي واحد.

وحول تزايد المناورات العسكرية من جانب إسرائيل وإيران ما يؤشر على تفضيل الحل العسكري حاليا وتأثير ذلك على دول المنطقة، أعرب أبو الغيط عن أمله في "ألا يتم اللجوء للعمليات العسكرية وألا يكون هناك عدوان ضد إيران ولابد من وجود حل سياسي لهذه المشكلة لأن الحل السياسي سيضمن أن الإيرانيين ملتزمون بمعاهدة حظر الانتشار النووي مع احتفاظهم بحقهم بالاستخدام السلمي للطاقة النووية".

ومن جانبه، قال وزير خارجية ايرلندا إن الاتحاد الأوروبي يرى أهمية الحل الدبلوماسي للمشكلة وأن الحل السلمي هو الحل الأنسب وقد قدم خافيير سولانا المنسق الأعلى للشئون السياسية والأمنية عرضا لإيران في هذا الإطار والاتحاد الأوروبي يرى أنه لابد من اتخاذ كل خطوة ممكنة لتجنب أي وضع للصدام قد يكون له تأثيره الكبير على المنطقة.

وردا على سؤال حول الفيلم الإيراني "إعدام الفرعون" حول حادثة اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات وتأثيره على العلاقات المصرية-الإيرانية قال أبو الغيط إنه فيما يتعلق بالفيلم فحقيقة القول إنه أمر "حزين أن يسمح مجتمع إسلامي أن يتم مهاجمة هذا الزعيم الوطني المصري الكبير الذي حققما لم يحققه أحد ولسنوات طويلة في التاريخ المصري.. فقد قام الزعيم الراحل السادات بحرب (تشرين أول) أكتوبر 1973 وقاد مصر إلى الانتصار والسلام ثم قاد مرة أخرى المنطقة كلها إلى تحقيق السلام بين مصر وإسرائيل وتحقيق الاستقرار في المنطقة والاستمرار في السعي نحو عملية سلمية نشطة في الشرق الأوسط".

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية (أ.ش.أ) عن أبو الغيط القول "إننا ندين هذا الفيلم بأقوى لهجة ممكنة.. وقد قمنا باستدعاء القائم بالأعمال الإيراني وواجهناه بهذا الأمر.. وقمنا بإدانة هذا الإجراء ويجب أن يتوقف هذا الأمر.. ونقول إن الإخوة في إيران يجب أن يتوقفوا عن هذه الأفعال التي تعكس عدم المسئولية ونقول في نفس الوقت أنه لا يجب مهاجمة إيران.. وهذه هي قوة المنطق المصري".

وحول الرؤية المصرية من مبادرة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزى لإنشاء "الاتحاد من أجل المتوسط" وإمكانية فشلها، قال احمد أبو الغيط إن "مصر ترحب بتلك المبادرة وستكون مصر الرئيس المشترك عن دول الجنوب للاتحاد وسنعمل على صياغة وإطلاق هذه المبادرة".

وأضاف: "نأمل في إنجاحها وهناك بالفعل خطر أن يواجه الاتحاد نفس المشاكل التي واجهت عملية برشلونة ولابد من أن نعمل معا ضد هذا الفشل ولهذا لابد من أن تكون العملية ملكية مشتركة وأن نشارك معا في القرارات ولا يمكن أن تأتى القرارات من الاتحاد الأوروبي أو من المفوضية الأوروبية ولابد من وجود سكرتارية للاتحاد لتكون عاملا لنجاحه.

وأعرب عن أمله في أن يتم إطلاق هذه السكرتارية وأن تتفهم وتقدر دول الاتحاد الأوروبي حاجات الدول المتوسطية الجنوبية وأن يتم الالتقاء لتحقيق الحاجات المشتركة لدول الاتحاد والعمل معا في هذا الإطار.

وحول إمكانية نجاح مبادرة ساركوزى في ظل وجود إسرائيل مع الدول العربية في الاتحاد من أجل المتوسط، قال أبو الغيط إن إسرائيل كانت موجودة في إطار عملية برشلونة من عام 1995 ولم يؤد وجود إسرائيل إلى عرقلة عملية برشلونة ولكنه في الحقيقة أضعف الشق السياسي فقط من عملية برشلونة.

وأشار إلى أن المبادرة الجديدة تركز "على إقامة مشروعات لصالح البحر المتوسط بالنسبة لمجالات البيئة والطاقة المتجددة ونظافة البحر ومكافحة الكوارث والطرق الملاحية والتجارية وحركة السكان والأموال وكلها عناصر يجب الحفاظ عليها والسعي لإنجاحها وفى نفس الوقت يجب أن يتفهم الجانب الأوروبي أن هذه المبادرة ونحن نسعى لإنجاحها يجب أن لا يتم استخدامها لتطويع الطرف العربي للدخول في تطبيع للعلاقات مع إسرائيل في غياب التسوية الفلسطينية".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى