الحراك لم يتراجع

> مقبل محمد القميشي:

> المسيرة بدأت وبدأت أصوات الجماهير معها تعلو في كل مكان وكل يوم تقريبا، إما مطالبة بحقوقها المسلوبة وإما منددة بسياسات السلطة التي طبقتها على الجنوب من نهب للأراضي والممتلكات العامة إلى الإقصاء والإلغاء والضم والإلحاق ثم التهميش والتعالي والغطرسة.

بدأت.. ولم يكن في توقع أو تصور السلطة أن ذلك سيحدث وسيعمل على اهتزاز وزعزعة أركان (بيت) السلطة.

وأمام مواجهة ذلك لم تجد رموز السلطة وموالوها غير أساليب القمع والقتل والاعتقال للضغط على قيادات المسيرة (الحراك السلمي)، وإلزام من أطلقتهم من معتقلاتها بكتابة تعهدات يتعمد كل (مفرج) عنه بعدم المشاركة مستقبلا في أي احتجاج بشتى صور الاحتجاج.. وذلك كان شرط السلطة أمام أي راغب للخروج من سجونها، وكلها أعمال مشينة ومسيئة تهدف إلى لجم حرية المواطن في ظل وحدة وديمقراطية تدعيها رموز السلطة ووسائل إعلامها المختلفة.

لا أعتقد أن المسيرة، وقد بدأت، ستتوقف قبل أن تتحقق المطالب التي طالبت بها أصوات وحناجر الجماهير التي سارت في ركاب البداية.. وواهم من يعتقد غير ذلك.

بالمقابل فإن الأعمال المشينة ستعمل على ازدياد التذمر عند الناس.. وقد سمعنا وقرأنا عن انضمام الكثير من كوادر هذا الوطن إلى صفوف الحراك الشعبي السلمي، ومن ضمنهم كوادر في المؤتمر الشعبي العام الحاكم.

ما سبق ذكره أعتقد أنه كافٍ للرد على من كتب في بعض الصحف معبرا عن (تراجع الحراك الجنوبي).. وهو ما يمكن اعتباره (استراحة محارب) ليس إلا.

ولكن في الحقيقة أن الحراك لم يتراجع، ولم يتوقف ولم يشتل ولو ليوم واحد، فخلال الأشهر الثلاثة الماضية تم إحصاء أكثر من ثمانين حراكا احتجاجيا في المحافظات الجنوبية.

وما كتب عن تراجع الحراك ما هو إلا دعاية بثتها السلطة بواسطة إعلامها المعروف لكافة شعب الجنوب لاستهداف نفسيات الجماهير وإحباطها عن نضالها السلمي ضد طغاة 7/7.

ومهما يكن فإنه على السلطة أن تعي تماما أن خروج الجماهير إلى الشوارع بذلك الحماس وتلك العزيمة والزخم لايمكن إيقافه ولجمه إلا بإيجاد الحلول والمخارج وتنفيذها.

أما القتل والاعتقالات والمحاكمات فإنها أمور ملموسة وواضحة للشعوب المضطهدة من قبل الحكومات الظالمة.

وهي أساليب يدركها الناس قبل أن يبدأوا المسيرة.. ويدركون عواقبها، ومع ذلك بدأت المسيرة وستستمر ولن تنتهي إلا بالنجاح.. فهي لم تبدأ لتتوقف أو تتراجع، كما يتوهم الواهمون، ومهما أنكرت السلطة الواقع من موقع القوة، فالشعب يعرف كيف يتعامل مع قضاياه، وله تجارب في ذلك، وعلى يقين بأن النصر له في النهاية.

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى