توزيع ثلاث جوائز في حضرموت تلامس التعليم ورواده.. السعادة ترتسم على محيا المكرمين ولسان حالهم يقول: «سنواصل المسير»

> «الأيام» صلاح العماري:

>
محافظ حضرموت وكبار الضيوف في حفل توزيع الجوائز
محافظ حضرموت وكبار الضيوف في حفل توزيع الجوائز
كم هي جميلة لحظات الوفاء حتى وإن جاءت متأخرة، لكن أن تأتي متأخرة خير من أن لاتأتي، هكذا عايشنا المكرمين من رواد التعليم في حضرموت مساء أمس الأول السبت لدى تكريمهم بجائزة الشيخ سالم سعيد باحمدان لرواد المجتمع لعام 2008.

لقد كانت لحظات وفاء تستحق الإشادة تجاه أولئك الأساتذة الذين قدموا الغالي والنفيس، وخدموا مجتمعهم، وأناروا مشاعل النور للأجيال المتعاقبة، وكذلك تجاه الطلاب الأوائل والمثاليين.

الحفل التكريمي جرى بقاعة مركز بلفقيه الثقافي بالمكلا، ونظمته مؤسسة الصندوق الخيري للطلاب المتفوقين، وتم فيه تكريم رواد المجتمع، ووقع الاختيار هذا العام على رواد التعليم، حيث كرموا بجائزة الشيخ سالم سعيد باحمدان لرواد المجتمع لعام 2008، كما تم توزيع جائزة الشيخ سليمان سعيد بقشان للطالب المثالي لعام 2006-2007، وجائزة الشيخ سعيد بن صالح بن محفوظ لأوائل خريجي جامعتي حضرموت والأحقاف لعام 2006-2007.

لقد كانت أمسية جميلة أحاطت بها عبارات الوفاء، فارتسمت البهجة على محيا المكرمين وأقاربهم، وهذا بدون شك سيسهم في مزيد من العطاء للمكرمين، ومزيد من التنافس في مجال التحصيل العلمي، وهو ما أكده رعاة الجوائز، واعتبروه الهدف الأساس من إشهار هذه الجوائز.

الرواد: إنه يوم الوفاء من رجال أوفياء في زمن عز فيه الوفاء

حضر مراسم التكريم الإخوة سالم الخنبشي محافظ حضرموت ود.محمد سالم الجوهي عضو مجلس النواب وم. فهد سعيد المنهالي وكيل حضرموت للشؤون الفنية وسالم صالح عبدالحق المدير العام لمديرية المكلا وممثلون عن أسر داعمي الجوائز قدموا من المملكة العربية السعودية، وهم م. وليد أحمد باحمدان والشيخ ياسر محمد بقشان ود. عبدالله سالمين بن محفوظ وعدد من الأكاديميين من الوطن والمملكة والمهتمين وأقارب المحتفى بهم.

العلم والثقافة أولا

> بدأت فعاليات الحفل التكريمي بعد تلاوة عطرة من كتاب الله بكلمة ترحيبية لمؤسسة الصندوق الخيري للطلاب، مما جاء فيها: «إن التاريخ الناصع للأمم هو تاريخ العلم والمعرفة والثقافة، والمهم أن ينتج هذا التكريم نشاطا متميزا، ولاننظر للتكريم بوصفه احتفاء، وإنما بوصفه صناعة علمية، يمكن أن تسهم في التطور العلمي الذي نعول عليه في تقدمنا وازدهارنا، وستظل هذه الجوائز محدودة الأثر ما لم تدفع إلى تطور علمي واضح على طلابنا، يسهم في النهضة العلمية للبلد».

الأوطان لا تبنى بالشعارات

>ونيابة عن راعي جائزة الشيخ سليمان بن سعيد بقشان للطالب المثالي ألقى د. سعيد سالم الجريري رئيس اتحاد الأدباء بحضرموت الرئيس التنفيذي للجائزة، كلمة جاء فيها:«هذا مساء من مساءات النور، نكرم فيه من جد واجتهد، فاستحق أن يشاد به، وتفرد عن أقرانه، فالأوطان لاتبنى بالشعارات البراقة ولكن بالإرادة الحرة والفكر النير، ونحن نشعر بسعادة إذ نلمح ما تبثه هذه الجوائز من شعور يدفع لتحقيق مستويات عالية في التحصيل العلمي.

وقد تقدم لهذه الجائزة 248 متفوقا ومتفوقة من مدارس مديريات حضرموت الأساسية والثانوية وجامعتي حضرموت والأحقاف، وفاز بها 15 طالبا وطالبة، منهم 4 فقط من الذكور، وهو ما يدعو إلى التفاتة صادقة من الجهات ذات الصلة، لما لوحظ من قصور في الأنشطة المدرسية أحوج إلى تنشئة الشخصية السليمة للطلاب وصقل مواهبهم».

ذكاء أجدادنا وسلوكهم القويم

>أما كلمة راعي جائزة الشيخ سالم بن سعيد باحمدان لرواد المجتمع فقد ألقاها م.وليد أحمد باحمدان، تطرق خلالها إلى مميزات الحضارم التي جعلت منهم مساهمين في نشرالدعوة، ورجالا مؤثرين في مجتمعهم ومواطن اغترابهم.

وقال: «إن الإبداع والابتكار والاتقان والفطنة والذكاء صفات لازمت مجتمعنا، واشتهر بها الرواد الأوائل ممن هاجروا إلى خارج الحدود، فلعبوا في تلك المجتمعات بالحكمة وحسن المعشر والسلوك القويم.

وإننا اليوم نكرم روادا كانت لهم إسهامات جليلة، وتحققت على أيديهم إنجازات تحكي قصة عطاء في خدمة المجتمع فخلدت أسماؤهم في ذاكرة التاريخ، وقد اخترنا في السنة الأولى للجائزة مجال التربية والتعليم لأنه حيوي ومهم، ويمثل اللبنة الأساسية لأي مجتمع».

لا رقي لمجتمع جاهل

>والتذكير بأهمية العلم والتأكيد عليه شدد عليه د. عبدالله سالمين بن محفوظ في كلمته التي ألقاها نيابة عن راعي جائزة الشيخ سعيد بن صالح بن محفوظ لأوائل خريجي جامعتي حضرموت والأحقاف للعام 2006-2007، ومما قاله:

«نحن نكرم اليوم ذوي الهمم العالية والعمل الجاد المثمر الذي نالوا به المراتب الأولى، ونتمنى أن يشعل التكريم روح التنافس، ويعود بمردود إيجابي لرفع التعليم وخدمة المجتمع وتطوره، فمما لاريب فيه أن العلم والمعرفة من الاحتياجات الرئيسة للأمم التي تنشد التطور، فلا رقي لمجتمع جاهل، وستظل أمته معزولة وضعيفة وبعيدة عن سباق الحضارات».

التكريم ودلالاته المعنوية

>محافظ حضرموت أثنى على هذه اللفتة الكريمة بتكريم الرواد والمتفوقين، وقال: «هذا فعل يجسد حب الآباء لأبنائهم، والتقدير لنخبة حملت مشاعل النور للأجيال، ودفعت من صحتها دون ملل أو كلل، وكابدت من أجل وضع اللبنات الأولى للتعليم الحديث وتعليم الفتاة لتنفيذ قوله تعالى:(قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون).

إن هذا التكريم يحمل معنى قيميا ومعنويا عالي المستوى، ويترك أثرا طيبا في نفوس المكرمين ويحفزهم لتقديم المزيد».

وشكر محافظ حضرموت في كلمته الرعاة ومؤسسة الصندوق الخيري للطلاب المتفوقين، مؤكدا أن قيادة المحافظة راعية لنشاطهم في هذا المجال.

الوفاء في زمن عز فيه

>أما كلمة رواد التعليم، فلم تخل من عبارات الشكر والثناء، كتبها نيابة عنهم الأستاذ أحمد عوض القحوم، وألقاها نجله الأكبر خالد، جاء فيها:«إنها لفتة كريمة، وهو يوم الوفاء من رجال أوفياء في زمن عز فيه الوفاء، وهذا التكريم نعده وساما نضعه على صدورنا نعتز به ونفتخر به أيما افتخار، إنه حافز أكبر للمعلمين جميعا نحو عطاء أكبر.

لقد بدأ التعليم الحكومي والمنظم في حضرموت منذ وقت مبكر قبل ما يقرب من 68 عاما في العام 1940 من القرن الميلادي الماضي من عمر السلطنة القعيطية، وتحديدا في عهد السلطان العالم والعلامة صالح بن غالب القعيطي، فكانت أول مدرسة في حصن الشيبة (موقع إذاعة المكلا حاليا)، وكانت تدار من قبل ثلاثة رواد تربويين، وفي مقدمتهم المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ عبدالله أحمد الناخبي الذي شاءت الأقدار أن يتم هذا التكريم وقد فارقنا إلى الدار الآخرة، وهو يعد بحق مؤسس تعليم الفتاة في هذه المحافظة، وتأتي الرائدة التربوية الفاضلة (فطوم شيخ العزاني) في مقدمة الرائدات اللاتي كان لهن دور كبير في تأسيس ودعم حق الفتاة في الحصول على حقها في التعليم، وكان الأستاذ أحمد عوض القحوم أحد ثلاثة مبعوثين للخارج في أول بعثة تعليمية حكومية في العام 1943م إلى السودان الشقيق، وأحد الأوائل الذين فتحوا المدارس الابتدائية مشيا على الأقدام.

وأما اليوم فقد توسع التعليم كثيرا وتعددت الجامعات، ولكن هذا التوسع الكمي كان على حساب الكيف في مستوى المتعلم والمعلم على حد سواء».

من جانبه شكر الطالب عمر سعيد باصريح في الكلمة التي ألقاها نيابة عن الطلاب المكرمين كل من رعى وأسهم في هذا التكريم، وقال: «إنه يبعث فينا رغبة في التنافس الشريف، وهي لفتة صادقة لن يغفلها التاريخ، تزيدنا همة ونشاطا ورغبة في التفوق العلمي».

وجرى في الختام توزيع الجوائز الثلاث على المكرمين، وبدأت الفعاليات بإهداء درع من الشيخ ياسر محمد بقشان للمحافظ، ثم توزيع الجوائز على النحو التالي:

- المكرمون بجائزة الشيخ سالم سعيد باحمدان لرواد المجتمع هم: الشيخ عبدالله أحمد الناخبي- رحمه الله- وتسلمها نيابة عنه نجله الأكبر أحمد، والأستاذ أحمد عوض القحوم، والأستاذة فطوم شيخ العزاني وتسلمتها نيابة عنها ابنتها.

- الطلاب المثاليون الحائزون على جائزة الشيخ سليمان سعيد بقشان:

التعليم الجامعي: عمر سعيد باصريح، سميحة أحمد سالم سلمان، كرامة محمد التميمي.

التعليم الثانوي: سمر عمر صالح الناخبي، سالم أنيس عبدالعزيز، أحمد سعيد المعاري، سارة عبدالرحمن بازنبور، بشرى عبدالرحمن باعباد، سهى سالم الكزاب، شافية أحمد باشعيب، نوال عيضة بن قحمان.

التعليم الأساسي: سارة علوي الشرفي، آمنة ناصر سرور.

- المكرمون بجائزة الشيخ سعيد بن صالح بن محفوظ لخريجي جامعتي حضرموت والأحقاف للعام الدراسي 2006-2007:

جامعة حضرموت: صالح أحمد العوشي، أساور علوي مكنون، فدوى فرج باسعد، عمر سعيد باصريح، نائف خالد بن همام، نوال عوض الحامدي، ياسر سعيد سالم، وفاء حكيم المطري.

جامعة الأحقاف: عيسى سبيت لحمدي، سميرة الجويد باقديم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى