في ذكرى مرور عام على رحيل الفقيد اللواء الشاجري.. رجل القرارات في اللحظات الحاسمة

> محمد صالـح هـدران:

> في هذا الزمن الصعب ، الذي تتحد فيه المصائب والهموم لمهاجمة ما تبقى في صدر الإنسان من فسحة صغيرة وضيقة للفرح والأمل والتفاؤل .. نجد أن القادم من الأيام في غالب الأحيان يأتي بما لا نرجوه ولا نتمناه من الكوارث والآلام التي تخيم بظلالها الأسود على مساحة الفرح الإنساني وتفقد الحياة معناها وقيمتها .

إنها سنة من سنن الحياة ، وحكمة إلهية لصهر قوة الإيمان والإرادة لدى الإنسان ، ومتى ما كان الإيمان قوياً والإرادة صلبة لا تلين ، فإن الصدمات التي يتعرض لها الإنسان في حياته إذا لم تقضِ عليه فإنها قطعاً تقويه وتجعله أكثر قدرة على المواجهة ..

أمس الأربعاء 23 يوليو انقضى عام على رحيل عزيزنا وأخينا المناضل الوطني الفذ اللواء ركن حيدرة محمد الشاجري مدير أمن محافظة المحويت الذي نتذكر قبل عام كيف تلقينا نبأ رحيله وكيف كان لهذا النبأ وقعه الكارثي علينا، حيث خيمت المأساة على رؤوسنا ونفوسنا وأنستنا همومنا ومعاناتنا التي لم تكن شيئا يذكر أمام هول فاجعة فقدان عزيز بحجم ومكانة الفقيد حيدرة محمد الشاجري وما زلنا بعد مرور عام على هذا الحدث نشعر بمرارة وحزن عميقين لهذه الخسارة التي حلت بنا سواء على الصعيد الوطني أو الصعيد الشخصي ... وأمام هذا المصاب الجلل لم يكن أمامنا سوى الامتثال لإرادة المولى عز وجل والتسلح بيقين الإيمان، كون الموت علينا حقا ، وكل نفس ذائقة الموت.. والابتهال بالدعاء ليتغمده الرحمن بواسع رحمته ويلحقه إلى جواره مع الصديقين.. وأن يلهمنا وأهله وذويه وأصدقاءه ومحبيه الصبر والسلوان.

لقد عرفت الفقيد حيدرة محمد الشاجري رجلاً وطنياً ، جاداً ومثابراً ومتفانياً في حياته العملية ، وتأدية واجبه وخدمة وطنه .

وعرفته أخاً عزيزاً ، ودوداً ، ومتطلعاً وطموحاً، يتمتع بقوة الإرادة والعزيمة في التصميم على المضي قدماً ، مهما كانت الصعوبات والعراقيل ..

عرفت رجل أمن من الطراز الأول، الذي يدرك معنى القيادة ويجمع ما بين المعرفة والخبرة ، حيث كان من الرعيل الأول للثورة الذين أرسلوا للدراسة خارج الوطن ، ودرس في ألمانيا الديمقراطية - سابقاً - ليعود لأداء مهامه بالتخصص الأمني ، الذي تميز به وكسب ثقة واحترام رؤسائه ومرؤوسيه.

فمن خلال تأديته لواجبه الوطني بتحمل مسؤولية مدير الأمن لأكثر من محافظة ، حيث كان مديراً لأمن محافظة حجة ، وبعدها محافظة شبوه ثم محافظات ذمار ولحج والمحويت ، وتوفاه الأجل وهو مديراً لأمن محافظة المحويت ... يمكن أن نستشف مساحة ذلك الحيز الكبير الذي أصبح يتبوؤه من التقدير والاحترام في قلوب الكثيرين من أبناء تلك المحافظات ، الذين ما إن ينتقل من محافظة إلى أخرى يفتقدونه ، ويشيدون بكفاءته وعلاقاته الاجتماعية ... وهذا ما سمعناه مراراً وتكراراً ونعتز بسماعه ،ولقد ترك الفقيد ورائه رصيد إنساني حافل بالعلاقات الاجتماعية الطيبة ، وتاريخ عمل مشرف في سلك الخدمة العسكرية الأمنية ، فمن صفاته القيادية والإنسانية وسجاياه الشخصية في التعاطي العقلاني والجاد من مختلف القضايا ، والقدرة الفائقة على اتخاذ القرار في اللحظات الحاسمة ، فسوف يخلد ذكراه مرؤوسيه من رجال الأمن الذين عملوا معه وتعلموا على يده وتأثروا به ...

ألف رحمة ونور على روح فقيد الوطن ، الذي لاشك في أن رحيله قد ترك فراغاً كبير في الحياة الأمنية ، مثلما ترك فراغاً كبيراً في حياة أسرته وذويه ومحبيه وأصدقائه .

* وكيل أول محافظة أبين

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى