علي الأشول الأب الروحي للكرة اليمنية في موكب الخالدين

> «الأيام الرياضي» متابعات:

> مساء الإثنين الماضي 22مايو 2008م لفظ الأستاذ علي أحمد الأشول أنفاسه الأخيرة في مطار صنعاء الدولي، بينما كان في طريقه للسفر إلى ألمانيا للعلاج، بعدما تعرض لأزمة قلبية وجلطة دماغية معا في شهر إبريل الماضي.

بدأ صراع علي الأشول مع الأزمات قبل حوالي ثلاث سنوات عندما تعرض لأزمة قلبية لكنه سرعان ما تجاوزها وعاد لممارسة حياته اليومية المعتادة، لكن في شهر إبريل الماضي كانت الضربة أقوى وأخطر، فقد أصيب بأزمة قلبية وجلطة دماغية في آن، نقل على إثرها إلى قسم العناية المركزة بالمستشفى الألماني بصنعاء ليتم نقله بعدها إلى جمهورية مصر، حيث تحسنت حالته وظن الأطباء أنه قد تجاوز المرحلة الحرجة، ليعود إلى وطنه ويمكث في منزله لفترة راحة على أمل أن يسافر مرة أخرى لمواصلة العلاج.

كان مقررا السفر به إلى جمهورية التشيك لكن لأسباب لا يعلمها إلا الله تأخر موعد السفر..وحينما تقرر السفر إلى ألمانيا، لم يسعفه القدر للوصول إليها..وربما كان رحيما به حين وافاه الأجل في المطار، ليظل في وطنه ويلقي عليه أهله ومحبوه وأصدقاؤه النظرة الأخيرة قبل أن يوارى جثمانه الطاهر الثرى، ظهر يوم الثلاثاء الماضي في مقبرة (ماجل الدمة) وسط العاصمة صنعاء في موكب جنائزي مهيب، وحضور غفير تقاطر من كل المحافظات حرصا على وداع الراحل الكبير وتعبيرا عن مدى الحب والمكانة التي يحظى بها، ومازال يتمتع بها بين أوساط الناس الرياضيين وغير الرياضيين، رغم ابتعاده عن العمل الرياضي منذ حوالي 8 سنوات.

الفقيد في إحدى رحلاته الخارجية
الفقيد في إحدى رحلاته الخارجية
غابوا في مرضه وحضروا دفنه

> حضر في موكب تشييع علي الأشول بعض مسؤولي الدولة والشخصيات النافذة فيها، وهي لفتة طيبة منهم، لكن بعض المشاركين في التشييع كان لهم رأي آخر، حيث علق بعضهم بالقول: «الموت علينا حق».. لكن ليتهم حضروا واهتموا به في مرضه كما حرصوا اليوم على حضور دفنه.

الملاحظ أن قيادة وزارة الشباب والرياضة كانت غائبة في محنة علي الأشول منذ مرضه إلى موته ولحظة دفنه!!

اهتمام الخارج وجحود الداخل

> تميز الراحل علي الأشول خلال رئاسته الاتحاد اليمني لكرة القدم اليمني بنسج علاقات طيبة مع العديد من الرؤساء والشخصيات الرياضية في الاتحادات العربية والقارية والدولية، وممن كانت تربطه علاقات صداقة بهم: السيد محمد بن همام، رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، والشيخ أحمد الفهد، رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي، والسيد يوسف السركال، رئيس اتحاد الكرة الإماراتي السابق، والفقيد الراحل سمو الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز، الرئيس السابق للرئاسة العامة لرعاية الشباب في المملكة العربية السعودية.

في كأس العالم بفرنسا 1998م
في كأس العالم بفرنسا 1998م
وعلى الرغم من ابتعاده عن رئاسة الاتحاد اليمني لكرة القدم منذ عام 2000م إلا أن علاقته الطيبة بالشخصيات الرياضية خارج الوطن ظلت مستمرة، وظل اسمه حاضرا في المشاركات الخارجية للكرة اليمنية، حيث تجد الكثير من القيادات الخليجية والعربية تسأل عنه وعن أخباره.

وقد اتضح ما يحظى به علي الأشول من تقدير واحترام لدى الأوساط الرياضية العربية والقيادات الخليجية من خلال حرص تلك الشخصيات أثناء أزمته المرضية على التواصل مع المقربين منه، وأبدوا استعدادهم واستعداد دولهم للقيام بما يلزم للمساعدة في علاجه، بل إن القطري محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي سارع فور علمه بتعرض الأشول لأزمة قلبية وجلطة دماغية إلى إرسال إعانة مالية محترمة، وحرص على متابعة حالته وهو يتلقى العلاج في القاهرة، ثم بعد عودته إلى صنعاء، وأبدى استعداده بالتكفل بعلاجه في أي مستشفى في العالم.

وفي الوقت ذاته غاب الاهتمام المناسب والمطلوب من قبل الدولة اليمنية تجاه شخص مثل علي الأشول..كما لم يقم اتحاد الكرة بما يجب وما يتناسب مع إسم وحجم وثقل علي الأشول ومكانته على خارطة الكرة اليمنية وسنوات قيادته وخدمته لها.. حتى في موكب تشييعه لم تحضر رئاسة اتحاد الكرة، وإنما حضره فقط الأمين العام وبعض أعضاء الاتحاد.

الفقيد مع الشيخ أحمد فهد الصباح
الفقيد مع الشيخ أحمد فهد الصباح
العالم الكروي كله ينعي الأشول

> الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) نعى الفقيد علي الأشول في بيان نعي أصدره يوم الثلاثاء الماضي ووزعه على جميع الاتحادات القارية والوطنية في أنحاء العالم، وتضمن نبذة عن حياة الفقيد، ووصفه بأنه قدم خدمات كبيرة للكرة اليمنية.

وعزى الاتحادان الدولي(الفيفا) والآسيوي لكرة القدم اتحاد الكرة اليمني ومنتسبي الكرة اليمنية كافة بوفاة الفقيد الراحل، حيث تلقى اتحاد الكرة برقيتي تعزية من السيدين جوزيف بلاتر، رئيس الاتحاد الدولي، ومحمد بن همام العبدالله، رئيس الاتحاد الآسيوي، وعضو المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي، عبرا فيهما عن حزنهما البالغ لوفاة الأستاذ علي الأشول الذي كان عضو لجنتي اللعب النظيف بالاتحادين الدولي والآسيوي، وقدم الكثير من العطاءات للعبة كرة القدم أثناء توليه مهام رئاسة الاتحاد اليمني لكرة القدم للفترة من -1987 2000م، حيث شهدت كرة القدم اليمنية في عهده حراكا كرويا وتطورا ملحوظا على المستويين الداخلي والخارجي.

الفقيد في إحدى المباريات الخارجية لمنتخبنا
الفقيد في إحدى المباريات الخارجية لمنتخبنا
كما حرص السيد يوسف السركال، رئيس اتحاد الكرة الإماراتي السابق، ونائب رئيس الاتحاد الآسيوي على تعزية أسرة علي الأشول من خلال اتصال هاتفي مع بعض أصدقاء الفقيد..وتلقى اتحاد الكرة اليمني أيضا على مدى الأربعة الأيام الماضية سيلا من برقيات التعازي من اتحادات الكرة الخليجية والعربية والآسيوية والأفريقية والأوروبية..وعديد من الشخصيات الرياضية والعربية والقارية ممن عرفوا الفقيد، كلها عددت مناقبه ومميزاته وأخلاقه وتواضعه الجم، واعتبرت رحيله خسارة للكرة اليمنية بشكل خاص والعربية والآسيوية بشكل عام.

الاتحاد اليمني لكرة القدم لم يصدر بيان نعي واكتفى بتعميم عن وفاته أرسله إلى الاتحاد الدولي (الفيفا) والاتحاد الآسيوي لكرة القدم.. جاء فيه:«بحزن عميق نود إبلاغكم وفاة السيد علي الأشول الرئيس السابق للاتحاد اليمني لكرة القدم خلال الفترة من -1987 2000م الذي مثلت وفاته خسارة كبيرة للكرة اليمنية».

الفقيد يجمع الأصدقاء دائما حوله
الفقيد يجمع الأصدقاء دائما حوله
> رحم الله الفقيد علي الأشول الذي طالما حمل إسم اليمن عاليا في المحافل الدولية، حيث تجده في الاجتماعات والمشاركات الخارجية بين نظرائه من رؤساء الاتحادات، معتدا بنفسه ومعتزا بوطنه، دون تزلف أو تملق أو تنازل أو إذلال..لقد رحل عن عمر ناهز الـ (53عاما) قضى منها أكثر من ثلاثين عاما في ميادين كرة القدم لاعبا وقائدا ورئيسا للاتحاد، حيث بدأ عام 1972م لاعبا لكرة القدم وكرة السلة في نادي وحدة صنعاء، ثم لاعبا وقائدا للمنتخب الوطني لكرة القدم، وبعدها رئيسا للاتحاد لأطول فترة حوالي 15 سنة من -1987 2000م، وكان بحق إمام الكرة اليمنية التي أمها باقتدار وقادها بحنكة في أحلك فتراتها، وكان المعين لها في أسوأ ظروفها، والصديق المقرب لمنتسبيها والأب الروحي لأنديتها ومنتخباتها الوطنية، قبل الإطاحة به عام 2000م في انتخابات عاصفة اختلطت فيها الرياضة بالسياسة والحزبية والقبيلة، وتكالبت فيها الدولة كلها تقريبا ضده.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى