> من الظواهر التي لفتت الانتباه في بطولة كأس أوروبا الأخيرة(يورو2008) ظاهرة اختفاء صور الزعماء ورؤساء الدول المشاركة في هذه البطولة من المدرجات وبين الجماهير المشجعة، فقد لاحظنا جميعاً كيف اختفت صور الزعماء الأوروبيين جميعهم دون استثناء، حيث لم نر حتى مشجعاً واحدا يرفع صورة زعيم الدولة (رئيس أو رئيس وزراء) أو حتى صورة الملك ، وإنما كان كل مشجعي الفرق يرفعون بدلا من ذلك أعلام فرقهم وشعارات بلدانهم وألوان فانلات لاعبيهم.

لقد علمنا الأوروبيون درساً بليغاً في هذه الكأس الكبيرة والمسابقة الشهيرة التي تأتي في الأهمية بعد مسابقة كأس العالم مباشرة، وقدموا لنا رسالة واضحة المعالم مفادها أن الوطن هو الأهم والأغلى، وأن الوطن عندهم فوق الزعيم.

فالزعيم عند الغرب (الأوروبيين) مجرد موظف يؤدي واجبه تجاه وطنه وشعبه في فترة زمنية محددة ومعينة، ثم يذهب ويجيء غيره، فالكل يتنافس في خدمة الوطن ورفاهية الشعب..لذلك كله غابت الصور وظهر حب الوطن في أبهى صوره .

نعم وجدنا ذلك واضحا في (يورو 2008) الذي استضافته كل من النمسا وسويسرا مؤخراً ، وذلك الوضوح الذي وجدناه كان من خلال المشجعين لكل الفرق الأوروبية التي شاهدناها تتنافس بندية وشرف وحماس منقطع النظير، فما إن يسمع صوت النشيد الوطني لهذه الدولة أو تلك ، حتى يقف كل المشجعين وبصوت واحد وبحماس منقطع النظير يرددون نشيد وطنهم الذي يحفظونه عن ظهر قلب جيداً .

مشكلتنا نحن العرب أننا عاطفيون جداً، إلى درجة تبعث على السخرية من قبل العالم الغربي .. لذلك توالت علينا النكبات والنكسات وأصبحنا نمضي إلى الخلف.