حكايات حضرمية في الفضائية اليمنية

> «الأيام» محمد عمر باجنيد:

> ذاع صيت الغناء الحضرمي بعطاءات فنانين ذوي مكانة ورفعة وشأن في الغناء العربي، أمثال: (شيخ البار، محمد جمعة خان، أبوبكر سالم بلفقيه)، ورافق الغناء في شهرته- وإن كان بدرجة أقل- الشعر الشعبي عن طريق جلسات (الدان)، كما فاز بعض شعراء الأغنية الحضرمية بالانتشار العريض، وكان أكثرهم فوزا شيخ الشعراء والملحنين (حسين المحضار)، إلا أن الدراما في حضرموت لم تجارها في الشهرة، وبقيت محتشمة ومحتجبة عن الأضواء لدرجة أن الحضارمة المهاجرين لايعرفون عن فنون بلدهم غير الغناء و(الشبواني)، لذلك قامت فرق غنائية في المهجر متأثرة بالأغاني في الأرض الأم، وانتشرت الرقصات الشعبية الحضرمية بحركاتها وخطواتها القديمة في مهجرهم أكان في أفريقيا أم شرق أسيا أم دول الخليج، ويحرصون على ممارستها في الأعياد وحفلات الزواج، في وقت افتقر نشاطهم إلى المحاولات الدرامية.

يروي عازف إيقاع شارك في حفل غنائي في جزيرة (سوروبايا) الإندونيسية، حضره جمع كبير من المهاجرين الحضارمة، أن «الحاضرين تفاعلوا مع الأغنيات الحضرمية تفاعلا لم يشهد له مثيلا في كل مشاركاته المماثلة»، وأنه «تأثر وأفراد الفرقة الموسيقية بتجاوب الجمهور معهم».. معترفا بفشله في «إيجاد حيلة يحتال بها على عينيه كي لاتذرف الدمع..». وقال العازف: «لم أعرف أن مكانة حضرموت في قلوب أبنائها تتجاوز الزمن والمسافات، لأن غالبية حاضري الحفل لم يسبق لهم زيارة حضرموت، وإن كانت هي صاحبة المبادرة بزيارتهم كل ليلة قبل منامهم وفي أحلامهم، تذكرهم بشواطئ بحرها العظيم وصيت (سمكها) اللذيذ الطعم، وأكلة (اللخم) الشعبية و(عسلها) المنفرد بمزاياه، ووديانها وجبالها وقصائد شعرائها وموسيقى المبدعين من أبنائها».

ويضيف العازف: «كنت أشعر بكم هائل من الفخر في أن الحضارمة الأوائل وصلوا إلى هذه الديار من مئات السنين بحثا عن الرزق وطلبا للعلم، ولم يكن في جعبتهم سوى سلوكياتهم المثالية من الأمانة والصدق واحترام أهل البلد الأصليين». وأنهى عازف الإيقاع روايته بالقول: «كم بكينا من أجل حضرموت، ونسأل الله أن لانبكي عليها».

إذا كانت تلك ردة فعل الجمهور على سماع قليل من الغناء، فيا ترى ماذا ستكون ردة فعل المشاهدين عامة وأبناء حضرموت على وجه الخصوص حينما تنقل الفضائية اليمنية طيلة ليالي شهر رمضان المبارك القادم (بإذن الله)، وفي ثلاثين حلقة، حكايات حضرمية وقصصا من بيوت الحضارمة، وعاداتهم باللهجة الساحلية (لهجة سكان المكلا)، وفي قالب فكاهي كأول مولود لعمل تلفزيوني تحت عنوان (شعبان في رمضان)، حضرمي المضمون، وبممثلين أكثرهم من حضرموت. وللتذكير فإن العمل الدرامي سبق بثه إذاعيا من إذاعة المكلا المحلية، ووجد قبولا استثنائيا من جمهور المستمعين. الأمل أن ينجح الفنان أحمد عبدالله حسن مؤلف وبطل المسلسل، وفريق العاملين معه، وفي مقدمتهم المخرج الفنان صفوت الغشم في وضع حجر الأساس لطريق الدراما الحضرمية الطويل، وتقديم حكايا من حضرموت لم يقدمها أحد من قبل.

والأمل الأكبر أن تشهد ألوان الفنون والثقافة الأخرى في حضرموت حيوية وانتشارا كالقصص والشعر والرسم والتصوير الفوتوغرافي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى