في ذكرى تأسيس إذاعة عدن الرابعة والخمسين.. الإعلامي جمال الخطيب.. فخورة جدا بأنك أخي

> «الأيام» لبنى الخطيب:

>
صورة من الارشيف في استوديو اذاعة عدن عند تأسيسها ويظهر من اليسار الاستاذ محمد علي باشراحيل ومنصب عدن العيدروس وتوفيق ايراني (مدير الاذاعة) والشيخ علي محمدباحميش والاستاذ محمد سعيد الحصيني
صورة من الارشيف في استوديو اذاعة عدن عند تأسيسها ويظهر من اليسار الاستاذ محمد علي باشراحيل ومنصب عدن العيدروس وتوفيق ايراني (مدير الاذاعة) والشيخ علي محمدباحميش والاستاذ محمد سعيد الحصيني
أخي وحبيبي وبكر أمي وأبي (جمال الدين الخطيب).. مشتاقة لك وجميع أفراد الأسرة في شوق لك، كلهم والحمد لله ينعمون بالصحة والعافية، عدد أفراد الأسرة توسع بالمصاهرة والأحفاد، لا تغيب ذكراك يوما عنا، الحاضر في وجداننا، سميت ولدي البكر (جمال) وحرص أخونا سعيد وابنك محجوب لحبك و لذكراك الطيبة و محافظة لاستمرارية اسمك فأطلقوا على أولادهم اسم جمال.. (ألف رحمة عليك) ، السياسة حرمتنا منك. كنت في التاسعة والثلاثين استشهدت في (أحداث يناير 1986م) ، كنت مهنيا و إعلاميا من الطراز الأول لم تحمل في يوم ما بندقية وسلاحك الحقيقي هو صوتك و قلمك الذي زين جيب (شميزك).

لم نستلم أي أثر لك وكذا أسر بقية زملائك الرائعين (عبد الرحمن بلجون، زكي بركات، فاروق رفعت، أحمد سالم الحنكي ، أحمد بشر، عبدا لله شرف، إسماعيل شيباني) وكوكبة إعلامية كبيرة (يرحمهم الله جميعا ) فقدها الوطن ومن مختلف التخصصات والشرائح، كنت وزملاءك جنودا للرسالة الإعلامية ، قيادتنا السياسية الحالية اعتبرتكم في عداد الشهداء و ضحايا الصراعات السياسية، تسلمت أسرتك تقديرا لإسهاماتك الإعلامية لهذا الوطن الغالي (وسام الاستقلال 30 نوفمبر من الدرجة الأولى)، إيماني بالله كبير والحمد لله والموت حق والرحمة والمغفرة لكم جميعا.

حبيبي أبا محجوب.. لم تختر اسمه لمجرد التسمية و إنما تيمنا بالسوداني الفذ (عبد الخالق محجوب) ، في بداية شباب تأثرت بعمل الأستاذ عبد الرحمن الحيدري (يرحمه الله) في إذاعة عدن كونه جارا للأسرة في التواهي وتمنيت العمل بالإذاعة، تقدمت حينها لامتحان القبول ونجحت ، كنت قارئا ممتازا ولغتك سليمة، مطلعا ومتابعا جيدا للصحف والمجلات المحلية والعربية، مستمعا بشغف للإذاعات العالمية، وتعلقت أنا بالاستماع للإذاعات متأثرة فيك، صوتك ترك بصمة في تاريخ إذاعة عدن ، كنت حازما ودقيقا في عملك كونك تتلمذت في مدرسة الرعيل الأول المؤسس لإذاعة عدن على سبيل الذكر لا الحصر الأساتذة حسين الصافي، منور الحازمي، عبدالحميد سلام ، خالد محيرز وكوكبة عظيمة أخرى في ذاكرة من عاصرهم وعرف عنهم .

(هنا عدن) بصوتك المميز قدمت في بداية مشوارك العملي برنامج (الموسيقى الغربية) زمن ألفيس بريسلي والبيتلز (الخنافس)، وقراءة نشرات الأخبار ، وبعدها عملت في تقديم وإعداد البرامج الثقافية (مجلة الإذاعة) مع الاحتفاظ بقراءة نشرات الأخبار ، ومن ثم مواصلا للمشوار بعد الأستاذ عبدالحميد سلام لبرنامج (جولة الميكرفون) الذي كان يبث كل يوم جمعة بعد صلاة الجمعة ، لك إسهامات في تلفزيون عدن منذ بداية تأسيسه قارئا لنشرات الأخبار وبرامج مختلفة ، وانقطعت عن العمل فيه مكرسا جهدك للعمل الإذاعي ، مع مساهمتك من فترة إلى أخرى بتقديم اللقاءات والحوارات التلفزيونية مع المسئولين وكبار ضيوف الوطن من الشخصيات السياسية والثقافية، شغلت مديرا عاما لإذاعة عدن للفترة من (1977 - يناير 1986).

في عملك لم تكن تميز إنسانا على آخر، شريكة حياتك موظفة بالإذاعة بالمكتبة الصوتية في الإذاعة لم تميزها يوما عن بقية الموظفين.

جمال الخطيب.. للتصرفات الخاطئة من قبل البعض حينها ولعلاقاتك الشخصية بالعلم البارز الفقيد الأستاذ علي باذيب قُيد نشاطك الإعلامي في تقديمك البرامج المخصصة لك، وكُلفت بتقديم برامج محو الأمية لآلاف من المواطنين الأميين في ربوع الوطن، لمع نجمك وسطع أكثر وظنوا أنهم بهذا يعاقبونك ولم يعرفوا أنه على العكس صقلوك وارتبط اسمك بعدد كبير من المستمعين لتقديمك رسالة إنسانية تنويرية هادفة ، دفعت الكثير ممن ترك مقاعد الدراسة لظروف خاصة أو من لم ينل فرص التعليم أن يسارع للجلوس على مقاعد صفوف محو الأمية والكثير منا يعرف كم شخص تخرج فيها مواصلا الدراسة الجامعية فخورة لهم وفخورة بك أكثر لنجاحك بتقديم الرسالة الإعلامية و ترجمة لهذا النجاح كرمت بـ(ترس) نجاح حملة محو الأمية لمساهمتك الفاعلة بتحرر أعداد كبيرة من الأمية آنذاك .

جوانب كثيرة مضيئة في حياتك، من عايشك لا ينساها ونقلها البعض للأجيال الإذاعية الجديدة، أصادفهم و يعلمون بأني أختك يخبروني: سمعنا عنه الكثير الجميع يذكره بالخير ويشهدون له بتميز فترة عمله تمنينا العمل معه.

ومرات كثيرة ألتقي زملاءك في المهنة أو مستمعين جميعهم ينادوني يا أخت الغالي (الله يرحمه) يذكرونك بحب وببرامجك المميزة فارتبط اسمك بقطاع واسع من الجمهور وتعزز عبر البرنامج الذي أبدعت في تقديمه (آلو الإذاعة معك) نمط جديد لبرنامج إذاعي لتلك الفترة، نجحت في تقديمه وساهمت بحل كثير من المشكلات والظواهر، ربطت المواطن بالمسئولين في عرض قضاياه على الجهات ذات الاختصاص مع وضع الحلول ، مستمعين كثر ساعدتهم في حل مشاكلهم ، و في 1995م الاستيديو رقم( 5) في مبنى إذاعة عدن أطلق عليه (استيديو الشهيد جمال الدين الخطيب) مايعرف الآن باستيديو (البث الفضائي الإذاعي) اسمك محفور في ذاكرة زملائك و من عرفك وبهذا التكريم ترسخت في أذهان الأجيال الجديدة بشهادة من عاصرك .

أخي الحبيب جمال.. بصوتك المميز وأدائك المبدع والمتألق في تقديمك وحواراتك الإذاعية والتلفزيونية حرصت على تطوير ذاتك، التحقت بعدد من الدورات الخارجية وآخرها في إذاعة دولة الكويت الشقيقة، عشت بسيطا كما ربتنا أمنا الفخورون بها (الله يرحمها) واكتفيت بالسكن في منزل صغير بالتواهي حيث عرضت عليك فرص للسكن في منزل أوسع في خور مكسر رفضت العرض لتظل قريبا من مبنى الإذاعة في التواهي من حبك لعملك، أنا عارفة والجميع يشهد يحرصك على العمل و بدء شارة افتتاح الإرسال الإذاعي في وقتها دون تأخير ثانية، مرات لظروف المواصلات أو لأسباب خارجة عن إرادة مذيع نوبة الفجر بكل صدر رحب ومسؤولية تفتتح الإرسال الصباحي بكل تواضع ومسؤولية المدير العام همك الأول والأخير نجاح العمل، ومرات مراقبا لنقل البرامج إلى المستمعين بكل دقة ونجاح للحفلات والخطابات المنقولة على الهواء مباشرة أو المسجلة من المسرح الوطني بالتواهي الذي كان منارة ثقافية في عدن.

فعلى خشبته قدمت العديد من المؤتمرات والندوات، المسرحيات والحفلات الغنائية اليمنية والعربية والأجنبية التي رفدت مكتبتي الإذاعة والتلفزيون وأرشيفهما بالعديد من هذه الإنتاجات الثقافية والفنية، ويحضرني الآن منظرك أمام أعيني وأنت تحمل جهاز المذياع الصغير وتضعه بالقرب من أذنيك متابعا النقل المباشر على الهواء للجمهور المستمع للحفل الفني الساهر الذي أحياه الفنان الكبير أبوبكر سالم بلفقيه في 12 سبتمبر 1982م وهي الزيارة المشهودة له إلى عدن بعد غياب طويل عن الوطن في بلاد المهجر.

الغائب الحاضر جمال الخطيب.. في قلوبنا وقلوب من عرفك.. حرصت على حضور النشاطات المختلفة لمنظمة الصحفيين اليمنيين بعدن في مقرها بالتواهي بسيارتك (المازدا) الزرقاء وبدلتك الرسمية (السفاري) الأنيقة ورائحة عطرك المميزة (اراميس) و مشاهدة عروض الأفلام السينمائية كل (إثنين)، أيام حافلة بالعمل والعطاء والترفيه والالتقاء بالأصدقاء وزملاء المهنة.. كنت لي نعم الأخ والأب والصديق، أشعرتني بقيمتي و منحتني الثقة بنفسي التي ساعدتني في حياتي وتكوين شخصيتي ، أقولها وللمرة الألف أنا فخورة جدا بأنك أخي ، الرحمة والمغفرة لك وليحتسبك الله وزملاءك في منزلة الشهداء والصديقين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى