«الأيام الرياضي» ترصد آراء الشارع الرياضي حول إرجاء قرار إلغاء استضافة خليجي20:عدن والاكتـــواء بنـــار الإيــــواء واحتمالية نقل خليجي 20 من عدن تصيب الجمهور الرياضي بالصدمـة

> «الأيام الرياضي» آزال مجاهد:

> ستستضيف خليجي 20، وفي نفس التوقيت عدن غير قادرة على الإستضافة، عدن ذاتها بمقدورها أن تحتضن الحدث الكبير بنجاح رغم أنها المكان غير المناسب لإقامة هذه التظاهرة..عدن قادرة.. عدن غير قادرة، عدن مشكلتها الظاهرة الإيواء والخفية (الاكتواء) بنيران إزدواجية القرارات والأوجة والأنفس والنيات وكلها وعلى حد سواء تُعبر عن واقع فُرض عليها حتى قبل أن تُسمى بالمدينة المستضيفة لخليجي20.

الغريب في الأمر أن جهات (الاختصاص)المسئولة عن تجهيز هذه المدينة لاستضافة النسخة العشرين من كأس الخليج هي بنفسها من تقوم بتجهيز (القصاص) الذي بدوره سيحرم هذه المدينة من احتضان هذا العرس الرياضي المنتظر بحجج واهية، أبرزها القدرة الإيوائية ومشاكلها المترتبة.

عدن ذاتها من تستقبل في الأعياد مئات الآلاف من الأنفس لاتستطيع إيواء بضعة آلاف من الأشقاء الخليجيين!.

استمر الحديث الخالي من الشجون حول الاستضافة، وخرج لنا من (ينظر)ويقول إن عدن ليست الأنسب، لأنها غير مستوفية لشروط استقبال الحدث، متناسين أن هذه المدينة الخالدة تُعتبر مهد الرياضة ونبراسها الأول، صحيح أنها وللأسف فقدت الكثير من مقوماتها إلا أنها وبكل تأكيد قادرة وعلى استعداد كامل لتجديد جلدها وحلتها إذا ماتوفرت عزيمة وإصرار ممن هم قائمون على أمور رياضتنا اليمنية، وإذا ماصدقت النوايا وجادت الألسن بترجمة أقوالها إلى فعل ملموس!!. عدن انتظرت ولازالت وتترقب بعيون ملؤها الحنين أن تعود إلى واجهة الحدث الرياضي كمدينة رائدة رغم محاولات الإجهاض المستمرة لحلمها الوليد الذي كان ولايزال يمني النفس بأن يتحقق. رأيت في عدن الرغبة الجامحة باستضافة الحدث الخليجي، لمست ذلك في جبالها التي تحرسها آناء الليل وأطراف النهار، في شوارعها التي لاتنام، في حواريها التي تعانق الأزقة بعشق وهيام، في وجوه المارة التي لاتزال بانتظار البشرى السارة.. فلايمكنني أن أصف ببضعة أسطر حالة الشارع العدني الرياضي بالفطرة، المتطلع للطفرة المترتبة على استضافة دورة كأس الخليج وبدء مراحل العمل الفعلية على مشاريعها.

اللوحات الإعلانية المرحبة بالحدث سابقت الزمن وأفردت لنفسها المساحات قبل غيرها في مختلف مديريات المحافظة الفاتنة، وكأنها تتطلع بهامةٍ مرفوعة للقادم الأجمل بشوق منذ غروب شمس النهار إلى الشروق.

«الأيام الرياضي» بدورها رصدت ردود أفعال الشارع الرياضي في محافظة عدن بعد الأخبار التي أفادت بإلغاء استضافتها لخليجي20، وخرجنا بالآتي:

> عمرو جمال المخرج المسرحي الشاب قال لنا: «بكل صراحة الخبر شكل لي صدمة ومفاجأة غير سارة وغير منتظرة بالمرة بحكم الفترة الطويلة التي قضيناها منذ إعلان عدن مدينة مستضيفة للحدث الخليجي، ويأتي من يأتي بعد ذلك وبدون مقدمات ليعلن لنا أن عدن غير قادرة على استقبال الحدث، ولا أدري على أي أساس بنوا وجهة نظرهم أن عدن غير قادرة على الاستضافة، عدن ياأخي الكريم تستقبل كل عام في فترة الأعياد مايزيد عن مئات آلاف الزائرين من كل مناطق الجمهورية، فهل يُعقل أن تشكل استضافتها لآلاف الأشقاء الخليجيين مشكلة تسبب سحب الاستضافة منها، فطالما أن عدن أُعلنت المدينة المستضيفة منذ سنتين تقريبا وبقرار مركزي فلماذا كل هذ التأخير في إنجاز المشاريع المتعلقة بالاستضافة، ومنها مشاريع الإيواء، هناك أسئلة كثيرة تنتظر الإجابة وتثير علامات الاستفهام فما هو ذنب الشارع الذي انتظر هذا الحدث بفارغ الصبر، وبالإضافة إلى أن الجميع يتأمل عودة هذه المدينة إلى واجهة الأحداث من جديد، فعدن نجحت في احتضان العديد من الفعاليات الرياضية الفنية والثقافية، وإن كان الضوء قد خفت عن هذه المدينة فإن هذا الحدث هو الموعد المناسب لعودة عدن كواجهة رياضية في هذا الوطن».

> عبدالله عبيد باسليم موظف قطاع خاص قال لنا: «في البداية لايخفى على الجميع بأن مدينة عدن هي ثغر اليمن الباسم، وأن جمهور هذه المدينة يُعد رياضياً من الطراز الرفيع، ويمتاز سكان هذه المدينة بالثقافة العالية على جميع الأصعدة، وبالإضافة إلى ذلك فإن عدن تمتاز بمناخها المناسب جدا مقارنة بالأجواء في دول مجلس التعاون الخليجي، وهذا سبب إضافي لنجاح هذه البطولة، ميزة عدن أنها تجمع العديد من المزايا لضمان استضافة مشرفة باسم اليمن، وأنا أرى بأن الأعذار التي خرجت بها اللجنة المكلفة بالتحضير لخليجي عشرين الخاصة بالقدرة الإيوائية في هذه المحافظة لا أساس لها من الصحة، وتبقى أعذار واهية لسحب الاستضافة من عدن، وإلا لماذا خرجوا لنا بمثل هكذا أعذار، وفي هذا التوقيت بالذات، لماذا لم يعملوا على تلافي النواقص منذ البداية. صدقني لانجد تبريرا إطلاقا لسحب الثقة من هذه المدينة، وأي قرار كهذا نعتبره تجنيا واضحا وصارخا على ثغر اليمن الباسم عدن».

> محضار سالم السعدي طالب في كلية العلوم الإدارية: «تاريخ عدن واسمها ومكانتها جدير بإنجاح هذه البطولة، ومن وجهة نظري الخاصة أرى أن عدن تتعرض لحملة تهدف إلى سحب الاستضافة منها، وللأسف هذه الحملة من داخل اللجنة التحضيرية نفسها، وهناك أطراف ليس من مصلحتها أن تقام هذه البطولة في عدن لارتباط المشاركة بفوائد مالية مرتبطة ببعض العناصر التي تمتلك المصالح والمنشآت في العاصمة صنعاء ويهدفون إلى إبطاء العمل في تحضير عدن لاحتضان الحدث ليتم نقل البطولة إلى صنعاء.. نتمنى من فخامة رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح ومن الأخ د.عدنان الجفري محافظ عدن أن يتدخلا بقوة لإعداد عدن بصورة تتناسب مع مكانتها، وأن يؤكدا للجميع أن هذه المدينة هي المستضيفة لهذا الحدث، وأن يفوتوا الفرصة على اصحاب المصالح الخاصة، فعدن ستكون واجهة اليمن المناسبة لاستضافة بطولة كأس الخليج في دورتها العشرين».

> عمرو ذيبان طالب في كلية الهندسة: «عندما أقرت القيادة السياسية عدن هي المستضيفة لعرس خليجي عشرين، فرح الجميع بشدة فهذه البطولة ستفيد عدن بشكل كبير وسترد لها الاعتبار والهيبة التي فُقدت في السنوات الماضية، وستمثل دفعة قوية لاقتصادها كعاصمة اقتصادية للوطن.. فعدن قادرة على استضافة الحدث حالها حال بقية المدن التي استضافت البطولة، شريطة أن يتم تأمين وتأهيل البنية التحتية الرياضية، فعندما نتحدث عنها نتحدث عن إنشاء الاستاد الدولي في محافظة أبين، وإعادة تأهيل الملاعب في عدن، لأنها أصبحت نتيجة للإهمال الذي أصابها في حالة يرثى لها.

عدن تمتلك العديد من الكوادر الفنية والإدارية من ذوي الخبرة الرياضية الواسعة، وتمتلك الشواطئ الجميلة والخلابة والمعالم الأثرية القادرة على الجذب السياحي التي تضفي على الاستضافة المزيد من مسببات النجاح، بالإضافة إلى أننا وبعد البطولة سنكون قد استفدنا من التغطية الإعلامية الكبيرة التي سترافق الحدث في الترويج لليمن، وسنستفيد من وجود الجماهير الخليجية المرافقة لمنتخباتها للترويج السياحي.. كل ذلك سيعود بالنفع الكبير لعدن واليمن سواء نجاحنا بالاستضافة أم بعد نهاية هذه البطولة التي ستمنح الأجيال القادمة الحافز لتقديم الأفضل للرياضة، عدن تستحق أن تستضيف الحدث الخليجي لأنها خير مستضيف، ولازلنا ننتظر أن تصدق النوايا وأملنا بالله وبالقيادة السياسية ممثلةً بفخامة الأخ رئيس الجمهورية علي عبداللة صالح وبالدكتور عدنان الجفري محافظ عدن كبير وكبير للغاية».

> خالد محمود (الأوبلي) مشجع رياضي: «من الظلم القول بأن عدن غير قادرة على استضافة خليجي عشرين، ومتأكد أن عدن بإمكانها أن تستضيف الحدث إذا كانت هناك نوايا صادقة منذ البداية لدى القيادات التي تبنت هذا القرار، ولكن وللأسف ومنذ حوالي سنتين مضت على هذا القرار لم نسمع إلا اجتماعات ووضع تصورات وبحث عن أماكن لإقامة الاستاد الرياضي الذي تقرر إقامته في منطقة أبوحربة الزراعية في بادئ الأمر، ولكننا تفاجأنا بنقل الاستاد إلى محافظة أبين.

وكانت بمثابة الصدمة الأولى، وكأن عدن لاتمتلك المكان المناسب لإقامة الاستاد الرياضي وعلى الرغم من هذه الاجتماعات المتواصلة لم نشهد ترجمة للأقوال على أرض الواقع، المفاجأة الأشد وقعا على مسامعنا في مدينة عدن تمثلت بالحديث حول إلغاء البطولة ونقلها من هذه المدينة المغلوبة على أمرها، والذي أوضح أن النوايا مبيتة وليست وليدة اللحظة.

ونحن بدورنا كمتابعين رياضيين نتمنى أن يكون المسؤلون الذين تبنوا القرار عند الثقة التي منحناها لهم، وأن يغلبوا المصلحة العامة على المصالح الشخصية الضيقة، فعدن وبكل ما تحتوية وبكل ما تمتلكة من تاريخ رياضي حافل وزاخر بالأحداث، والجماهير الرياضية الشغوفة بامتياز، لذلك فهي لاتستحق هذا الإجحاف والظلم بحرمانها من استضافة الحدث الخليجي الذي تنتظره بلهفة».

بعد أن أنهى المتحدثون كلامهم طلب مني أحدهم أن أنقل للجميع أمنياته بأن يقوم فخامة الأخ رئيس الجمهورية علي عبداللة صالح الذي سبق أن قام بتسليم كأس البطولة في نهائي النسخة الثامنة عشرة بمعية أخيه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في دولة الإمارات العربية المتحدة وشاهد بأم عينيه الفرحة الغامرة في أعين لاعبي المنتخب الإماراتي أن يقوم بتسليمها من يديه في مدينة عدن، وفي اليوم الذي سيشهد ختام فعاليات خليجي20 للمنتخب الفائز بها.

ونحن بدورنا نفي بوعدنا وننقل الرسالة كما تلقيناها، ولعلها تحمل الكثير من المعاني المعبرة التي اختزلتها في بضعة كلمات بسيطة خالية من أي تعقيد، وواضحة أشد الوضوح.

ونتمنى نحن كذلك أن تنام عدن مطمئنة البال وهي تستعد لاستقبال الحدث الكروي الأبرز في الخليج العربي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى