القتال يستعر بين القوات الجورجية والروسية في منطقة القوقاز

> عواصم «الأيام» د.ب.أ :

>
اشتبكت القوات المسلحة الروسية والجورجية في قتال ضار أمس الجمعة للسيطرة على إقليم أوسيتيا الجنوبية الانفصالي في جورجيا الواقع في منطقة القوقاز حيث ترددت انباء عن مقتل وإصابة المئات من المدنيين جراء هذا القتال .

وأثارت الازمة المتفاقمة دعاوى تطالب الجانبين بضبط النفس من جانب حكومات وهيئات دولية مثل الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي (ناتو) ومنظمة الامن والتعاون في أوروبا.

وقال إدوارد كوكويتي زعيم أوسيتيا الجنوبية إن أكثر من 1400 مدني قتلوا نتيجة القتال الذي بدأ بتبادل متقطع لاطلاق النار فى الاول من آب/أغسطس الحالي وتحول إلى حرب مستعرة في وقت مبكر من أمس الأول.

وأعلن متحدث باسم الجيش الروسي مقتل 10 افراد على الاقل من قوات حفظ السلام الروسية بنيران جورجية بعدما كانوا متمركزين في الاقليم الانفصالي في قتال عنيف تركز في مدينة تسخينفالي عاصمة الاقليم.

وقال الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي في خطاب ألقاه وبثه التليفزيون الوطني إن قوات بلاده سيطرت على "جزء كبير من أوسيتيا الجنوبية" و"حررت" تسخينفالي.

وعارضت مصادر الجيش الروسي مع ما قاله الرئيس الجورجي حيث أشار الجيش إلى أن قوات المدفعية الروسية ونيران دباباتها أوقفت عملية الهجوم العسكرى الجورجى في المنطقة التى بدأت أمس وأنها ألحقت خسائر كبيرة بالقوات الجورجية كما أنها تساعد أوسيتيا الجنوبية على شن هجوم مضاد.

وكانت المدفعية وقذائف الهاون والدبابات والطائرات والمروحيات الحربية وقواذف الصواريخ من بين الاسلحة التي قيل إن أحد الطرفين أو كلاهما استخدمها في القتال من منزل الى منزل بالمدينة والمناطق المحيطة بها.

وتم نشر وحدات المدفعية الروسية في الجانب الشمالي من تسخينفالي وأطلقت النيران بصورة مباشرة على قوات المدفعية الجورجية مما أدى إلى انسحاب قوات جورجيا من وسط المدينة وفقا لما أعلنه متحدثون باسم الجيش الروسي.

وبث تليفزيون جورجيا مساء اليوم لقطات لما قيل إنها لوسط مدينة تسخينفالي وقد خضع للسيطرة الجورجية الكاملة.

وأشارت وسائل إعلام جورجية إلى إسقاط طائرتين روسيتين اليوم وهو الامر الذي نفاه الكرملين بشدة.

ويبدوأن العمليات القتالية التي تشنها القوات الجوية الروسية على جورجيا حقيقة بالفعل بعدما أكد مسؤولون جورجيون شن القوات الروسية غارة باستخدام طائرات من طراز "سوخوى - 25" على قاعدة عسكرية جورجية بالقرب من بلدة جوري دون اعطاء المزيد من المعلومات حول نتائج القصف.

وبدأت دبابات روسية وناقلات جنود مدرعة ومدفعية القذائف الصاروخية وعناصر الدعم الخاصة بالجيش الثامن والخمسين الروسى في الدخول الى إقليم أوسيتيا الجنوبية الانفصالي بحلول فترة قبل الظهر أمس ووصف دبلوماسيون تدخل القوات الروسية بأنه "دعم لقوات حفظ السلام الروسية" و"حماية للسكان المحليين".

وذكرت تقارير إخبارية من روسيا وجورجيا أن أضرارا كبيرة لحقت بمكاتب ومنازل في تسخينفالي. ووصف شهود عيان مباني كاملة في المدينة بانها سويت بالارض.

وبث تليفزيون جورجيا صورا لجنود مصابين في القتال لكنه لم يعلن عدد الضحايا.

وقال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في وقت سابق اليوم إن روسيا ليس لديها خيار سوى أن تتخذ إجراءات لحماية مواطنيها.

وأضاف في أولى تصريحات يدلي بها منذ نشوب القتال العنيف الذي راح ضحيته ستة أشخاص خلال عطلة نهاية الاسبوع "لن ندع مقتل مواطنينا يمر دون عقاب... سيلقى الجناة العقاب الذي يستحقونه".

وعلى الجانب الجورجي دعا الرئيس ساكاشفيلي في كلمته التي بثها التليفزيون الوطني للتعبئة العامة الكاملة وقال إن "مئات الالاف من الجورجيين يجب أن يقفوا جنبا إلى جنب لانقاذ جورجيا."

وأظهرت صور تليفزيونية اليوم قوافل عسكرية جورجية طويلة تتجه إلى إقليمي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا الاقليم الانفصالي الثاني في جورجيا.

ولم تنجح الجهود الدولية في وقف القتال وهو الاعنف في منطقة أوسيتيا الجنوبية منذ زمن.

وقال ساكاشفيلي إن وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس اتصلت به "عدة مرات" خلال اليوم وأعلنت الادارة الامريكية أنها قررت إرسال مبعوث تابع لها إلى جورجيا.

وقالت أماندا هاربر وهي متحدثة باسم الخارجية الامريكية لوكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) "ندعم سلامة أراضي جورجيا وندعو إلى وقف فوري لاطلاق النار".

وأضافت أن الولايات المتحدة تبذل "جهود وساطة" للمساعدة على ضمان إنهاء العداوات في المنطقة.

ودعا الاتحاد الاوروبي إلى وقف فوري لاطلاق النار والعودة إلى محادثات السلام.

وجاء في بيان أصدرته الحكومة الفرنسية التي تتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي أن الاتحاد "يدعو كل الاطراف إلى إنهاء اعمال القتال على الفور واستئناف المحادثات دون تأخير في سبيل السماح بالتوصل لحل سياسي للازمة مع احترام سيادة وسلامة ووحدة اراضى جورجيا".

وذكر أن "الاتحاد الاوروبي يعمل مع دول أخرى للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار للحيلولة دون تفاقم الصراع".

وقبل اجتماع خاص عقد في فيينا لمنظمة الامن والتعاون في أوروبا التي تضم 56 دولة حذرت فنلندا التي تتولى الرئاسة الحالية للمنظمة من أن "الحرب سيكون لها تأثير مدمر على المنطقة بأكملها".

وقال فيكتور دوليدزه سفير جورجيا في المنظمة خلال الاجتماع إن روسيا تقصف أراض جورجية منذ صباح أمس الجمعة.

وأضاف ان تورط روسيا في الصراع يمثل "عدوانا عسكريا واضحا وصريحا من عضو في منظمة الامن والتعاون في أوروبا على عضو آخر في المنظمة".

وعبرت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل أيضا عن قلقها أمس الجمعة من الوضع في أوسيتيا الجنوبية ودعت الطرفين إلى الهدوء وإنهاء العنف على الفور".

وفي بروكسل أفاد بيان بان ياب دي هوب شيفر الامين العام لحلف شمال الاطلسي (ناتو) قال إن الحلف "يتابع الوضع عن كثب".

وأضاف أن دي هوب شيفر "يدعو كل الاطراف إلى الوقف الفوري لكل الاشتباكات المسلحة وبدء محادثات مباشرة بين الطرفين".

من ناحية أخرى قال تيري ديفيز الامين العام لمجلس أوروبا في بيان إن "حصيلة ضحايا تصاعد الصراع في جورجيا لا تزال في ارتفاع وتقف البلاد حاليا على شفا حرب شاملة ستكون لها عواقب مدمرة على شعب المنطقة."

ومن المقرر أن يعقد مجلس الامن الدولي اجتماعا طارئا ثانيا اليوم (أمس) في نيويورك بعدما فشل ليلة أمس في الاتفاق على رد لتصاعد العنف.

وجعل ساكاشفيلي الموالي للغرب والذي يحظى بدعم واشنطن لانضمام جورجيا لحلف شمال الاطلسي من إعادة فرض سيطرة بلاده على إقليمي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا أولوية قصوى لفترة رئاسته.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى