من أجل رؤية مهند

> «الأيام» إبراهيم أحمد بامفروش /المعلا -عدن

> ليس هذا عنوان قصة ولامشروع فيلم تجاري وليس مسلسلا إنه معاناتي.

بعيدا عن الذات ياقلمي أكتب وأتململ في فراش وثير وأسبق صرخات وتبتلات، أن تكتب في ضمير الأمة عن شكوى الجوع وأسعارالنيران التي تحرق جيوب الفقراء.

اكتب ياقلمي معاناتنا معاناة مواطني أرض من الشرق إلى الغرب تختلف لهجاتهم وأسماؤهم وعائلاتهم، ولكن الكل يجتمع على مائدة العشاء في ليلة صيف، وقد طار النوم من عيون وعيون لتقول الأفواه والألسنة الجارحة وبلغة واحدة آآه ماذا نفعل؟؟ الغلاء وضيق ذات اليد.

البنزين يرتفع، الخبز يعلو سعره، وأنا هنا بعد ليلة حزينة من رؤية لفتيات بعمر الورد كلهن يجتمعن من أجل ماذا؟ من آجل رؤية مهند، من مهند هذا؟! أياقلمي ياعقلي الناطق حروفا معوجة بنظر بنات الجيل الجديد يامن تناقت الناقط على شفافهن المتسارعة بأنفاس تسبقهن كان ربح الصباح والمساء والظهر والعصر، وتتجمع لتحولها إلى أعاصير مضطربة لاتعي موقع هبوبها وتضرب يمنة ويسرة هذه القلوب، فتدك بنياتها وتخلق خفقاتها السوي، وكيف لا، وهي تلهج شكرا للقناة المجيدة أن وضعت لها مسللا ترى فيه مهندا.

مهند البطل، مهند الرقيق، مهند الجميل الوسيم، تتأوه ربات الدلال في مراهقتهن لما يحدث له، ومايجابهه ولما تسأليها أصليت؟ ألبست الحجاب؟ تقول: علي أن أكون مستعدة لكل هذا، تستعدين جريا على أظافرك وأناملك ورموش عيونك من أجل مهند.

والله.. لم يهزك هذا وللمفارقة الساخرة الكل حولك من كبار ينظرون في سبب الغلاء والطوفان وسعر الدجاج والجبنة وغيرها من السلع.

وأنت ياقلمي مهند أنت، ولكن وسامتك لاتصل لعيونهن ولالقلوبهن الآن فقد طغى مهند البتار على صوتك وصريرك، وطغى مهند آخر نصله قوي وسريع الفتك بيد عملاء الشيطان وعملاء المال وعملاء الباطل، كلهم يشحذون ويضربون بك رقابا من مادة النايلون المائعة، فما تصالبت رقاب ولاعلت ولاعرفت كيف تصبح رقبة شماء.

من أجل أن نراك يامهند في مسلسل بسبعمائة حلقة علينا أن نقتل الإبداع.. نقتل الحياء.. نقتل الدين.. نقتل الوقت.. بالتوافة ونحذر العيون الصبية الناعسة فتنام في حضن الخيال وتحلم بغد سترى به مهندا.

فلتبق ياغلاء سيفا مسلطا على الرقاب، فالفسق عقوبته مرض والوهن عقوبته إسفاف وانحطاط والتحاذل عن رفع راية حق وقوله حق عقوبته تدمير الأمن وقلة الإيمان والبعد عن الدين حبس للخير وغلاء وضنك المعيشة.. ابق يامهند هكذا مسلطا على رقاب ورقاب طالما أنت بيد الأقوى، والأقوى مهند آخر أكبر وأعظم اسمه استعمار العقول واستتفاه العرب والمسلمين وتمرير المسلسلات الهابطة أمثال مايحتوي مهند، كيف لنا أن نجتمع على مائدة عشاء بخبز غلاء ثمنه، وفلذات أكبادنا يتحلقون حول مهند وقد هبط بثمننا في سوق الدنيا ويبعث العقول برخص كبير؟! .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى