بكين 2008.. حفل افتتاح ضخم مليء بالألوان يتناول التاريخ القديم والطويل للأمة الصينية

> بكين «الأيام الرياضي» أ.ف.ب:

>
افتتح الرئيس الصيني يو جينتاو أمس في بكين دورة الألعاب الأولمبية السادسة والعشرين، الأضخم في التاريخ من حيث عدد المشاركة (10.624 رياضيا ورياضية) والتي حملت شعار (عالم واحد، حلم واحد) على ستاد (عش الطيور) الذي يتسع لـ 90 ألف متفرج.

وتابع الحفل حول العالم جمهور قدر بنحو أربع مليارات نسمة. وسيرفع الرياضيون المشاركون شعار الألعاب الأولمبية الشهير (الأسرع الأعلى والأقوى) في المنافسات التي سيخوضونها على مدى 16 يوما، حيث سيتبارون لحصد نحو 900 ميدالية، منها 302 ذهبية في 28 لعبة معتمدة رسميا في الألعاب.

وتشهد الدورة أيضا مشاركة أكبر عدد من الدول (204) علما بأن اللجنة الأولمبية الدولية استبعدت بروناي في اللحظة الأخيرة أمس لعدم تسجيلها أي رياضي من الفئتين.

وجاءت كلفة الألعاب باهظة وحققت رقما قياسيا أيضا، إذ بلغ ما أنفقته الصين نحو 28 مليار يورو مقابل 13 مليار يورو في أثينا قبل أربع سنوات.

وستقام المنافسات في 37 منشأة رياضية، بينها 31 في بكين، شيد 12 منها خصيصا للحدث.

وهي المرة الأولى التي تستضيف فيها الصين الألعاب الأولمبية، فباتت ثالث دولة آسيوية تنال هذا الشرف بعد طوكيو عام 1964 وسيول عام 1988.

يذكر أن الصين حديثة العهد نسبيا في الألعاب الأولمبية، إذ شاركت للمرة الأولى عام 1984 في لوس أنجليس الأميركية.

وجاء حفل الافتتاح استعراضيا وضخما ومليئا بالألوان، تناول التاريخ القديم والطويل للأمة الصينية وحضارتها التي تمتد 5 آلاف سنة إلى الوراء.

وشارك في الحفل الذي تخللته ألعاب نارية قوامها 29 ألف مفرقعة، 14 ألف شخص، واستمر ثلاث ساعات بإشراف المخرج السينمائي الصيني الشهير تشانغ ييمو الذي رشح لجائزة (أوسكار) عن فيلمه (سر الخناجر الطائرة).

وسخر المخرج الحفل لتجسيد الفخر بعظمة بلاده التاريخية وتسليط الضوء على الصين القوة الصاعدة التي تثير إعجابا وقلقا في جميع أنحاء العالم.

ومنذ انطلاق الشعلة الأولمبية من جبل الأولمب في ضواحي أثينا في مارس الماضي، شهدت مسيرتها العديد من التظاهرات حول العالم احتجاجا على حقوق الإنسان في الصين وأعمال القمع في التيبت.

ولم تؤد هذه المشاكل والدعوات إلى عدم حضور حفل الافتتاح احتجاجا على سياسات الصين القمعية، إلى تقليص الحضور لا بل سجلت رقما قياسيا، إذ تابع العرض نحو 90 رئيس دولة أبرزهم الأميركي جورج بوش والفرنسي نيكولا ساركوزي، بالإضافة إلى 160 وزيرا وشخصيات رياضية كبيرة، أمثال رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزف بلاتر والرئيس السابق للجنة الأولمبية الإسباني خوان أنطونيو سامارانش والحالي البلجيكي جاك روغ.

وفي الإطار السياسي أيضا، لم يسر وفدا الكوريتيين الجنوبية والشمالية سويا في حفل الافتتاح كما حصل في النسختين الأخيرتين في سيدني عام 2000 وأثينا عام 2004، وأعرب روغ عن أسفه لذلك بقوله «حاولنا أن نقوم بذلك في بكين، لكن العوامل السياسية كانت أقوى من العوامل الرياضية».

فقرات الحفل

وأطفئت الأنوار بالكامل إيذانا ببدء حفل الافتتاح الذي استهل على وقع قرع الطبول قبل أن تطلق العديد من المفرقعات النارية داخل الملعب وخارجه.

وبدأ توالي لوحات العرض الرائع، ففرش بساط أبيض من الورق بطول نحو 50 مترا ويزن 800 كلغ على أرض الملعب، قبل أن يبدأ نحو 10 أشخاص بحركات راقصة عليه راسمين بأقدامهم لوحة فنية رائعة تمثل الأرض والشمس.

في لوحة ترمز إلى فن الطباعة والرسم اللذين تميزا بهما الصينيون منذ القدم وتحديدا منذ 1500 عام، كما يجسد اختراع الصين القديمة للورق وهو ما ساعد في تطور الثقافات البشرية بسرعة كبيرة.

وظهرت لوحات أخرى أيضا أبرزها واحدة أطلق عليها تسمية (طريق الحرير) وترمز إلى الطريق البحرية التي تربط الصين بباقي دول العالم وكيفية نقل الحرير في الصين القديمة ليس فقط إلى الدول المجاورة بل إلى سائر أنحاء العالم.

وكان العالم الجغرافي الألماني فرديناند فون ريختهوفن أطلق على الطريق البحرية المؤدية إلى الصين اسم (طريق الحرير) في القرن التاسع عشر ولازالت التسمية مستمرة حتى أيامنا هذه.

طابور العرض

وكما هو التقليد في الألعاب الأولمبية، كانت اليونان التي تعتبر مهد الألعاب، واستضافت آخر نسخة من الآلعاب قبل أربع سنوات، أول الدول في الدخول إلى أرض الملعب. وكان اليمن أول الدول العربية التي تدخل، فيما كان المغرب آخرها بحسب الأبجدية الصينية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى