> دخلت الجزائرية ثريا حداد تاريخ منافسات الجودو في دورة الألعاب الأولمبية من بابه الواسع عندما باتت أول امرأة أفريقية تحرز ميدالية أولمبية عقب تتويجها ببرونزية وزن تحت 52 كلغ أمس في اليوم الثاني من دورة الألعاب الأولمبية المقامة حاليا في بكين والذي شهد ابتعاد الصين في الصدارة.

واستحقت حداد، المولودة في 30 سبتمبر 1984، الميدالية البرونزية بل الأكثر من ذلك أنها كانت في طريقها إلى المنافسة على الذهب.

وحققت حداد 3 انتصارات متتالية على كل من اللوكسمبورغية ماري مولر في الدور الأول، والسنغالية هوترانس دييدهيو في الدور الثاني، والكورية الجنوبية كيم كيونغوك في الدور الثالث، بيد أنها خسرت في الدور الرابع أمام الصينية جيان دونغ مي التي نالت الذهبية، فخاضت حداد بالتالي نهائي الترضية وتغلبت على الكازاخستانية شولبان كالييفا.

وقالت حداد «أنا سعيدة جدا بإحراز ميدالية برونزية لبلادي، وأتمنى أن أحرز ميداليات أخرى في المستقبل»، مضيفة «كنت مصممة على إحراز هذه الميدالية من أجل بلدي ومدربي».

يذكر أن حداد بدأت ممارسة رياضة الجودو وعمرها 11 عاما، وهي تؤكد أنها عشقت اللعبة بفضل أشقائها الذين كانوا يمارسونها بدورهم.

وكانت حداد قد حلت تاسعة في أولمبياد أثينا 2004 في وزن 48 كلغ، ومنذ ذلك الحين بدأت نتائجها تتحسن تدريجيا، فأحرزت برونزية وزن 48 كلغ في بطولة العالم التي أقيمت في القاهرة عام 2005 علما بأنها تعرضت لإصابة في وتر أخيل قبل بدايتها، وخضعت لعملية جراحية تعافت منها وخاضت المنافسات العالمية.

وحلت حداد سابعة في وزن 52 كلغ في بطولة العالم عام 2007، وثانية في وزن 52 كلغ في كأس العالم عامي 2007 في هامبورغ و2008 في باريس. وأعرب رئيس الاتحاد الجزائري للجودو محمد مريجة عن تمنياته بأن يكون الإنجاز «فأل خير على الرياضيين العرب وحافزا لهم لإحراز المزيد من الميداليات».

وقال مريجة لوكالة فرانس برس «نحن سعداء بهذا الإنجاز، إنه مستحق وخططت له حداد منذ 4 أعوام واستعدت له بجدية وعناء»، مضيفا «إنها أول امرأة أفريقية تحرز ميدالية في منافسات الجودو في دورة الألعاب الأولمبية، إنها بحق مفخرة للجزائر والعرب».

وتابع «أتمنى أن تشكل هذه الميدالية حافزا ودعما لكل الرياضيين الجزائريين والعرب المتواجدين في بكين للحصول على ميداليات.

العرب يملكون أبطالا من مستوى عال بإمكانهم الصعود إلى منصة التتويج». وأوضح «لقد ثابر أبطالنا في الآونة الأخيرة ونجحوا في التأهل إلى الأولمبياد وبالتالي يجب أن يثمر جهدهم عن ميداليات».

وكانت الذهبية من نصيب الصينية جيان دونغ مي التي احتفظت بلقبها الأولمبي إثر تغلبها على الكورية الشمالية إن كوم إي في المباراة النهائية.

أما الميدالية البرونزية الثانية فكانت من نصيب اليابانية ميساتو ناكامورا.

وساهمت مي في تعزيز بلادها لموقعها في صدارة الترتيب العام حيث أحرزت 4 ذهبيات من أصل 14 وزعت في اليوم الثاني، رافعة رصيدها إلى 6 ذهبيات بعد ميداليتين من المعدن الأصفر أحرزتهما أمس الأول عبر بنغ وي في الرماية وتشين سياسيا في وزن 48 كلغ في رفع الأثقال.