القوات الجورجية تنسحب من عاصمة أوسيتيا الجنوبية وتطالب بوقف إطلاق النار

> موسكو/ تبليسي «الأيام» د.ب.أ:

>
نساء من أوسيتيا الجنوبية يبكين في المخيم المؤقت للاجئين بالقرب من قرية الاجير قرب الحدود الجورجية
نساء من أوسيتيا الجنوبية يبكين في المخيم المؤقت للاجئين بالقرب من قرية الاجير قرب الحدود الجورجية
بعد قرابة أربعة أيام من القتال بينها وبين القوات الجورجية في إقليم أوسيتيا الجنوبية الانفصالي سيطرت القوات الروسية على العاصمة تسخينفالي أمس فيما أعلنت الحكومة الجورجية وقفا لإطلاق النار من جانب واحد.

وحتى في الوقت الذي أكد فيه الجيش الروسي انسحاب القوات الجورجية من عاصمة أوسيتيا الجنوبية تسخينفالي، وردت تقارير عن استمرار القتال بما في ذلك غارة شنتها الطائرات الروسية على مطار تبليسي.

ومع ذلك نفت وزارة الدفاع فى موسكو هذه المزاعم، قائلة إن التقارير الخاصة بالغارة ما هي إلا «استفزاز بهدف خداع المجتمع الدولي».

غير أن مراسلا لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) فى الموقع أفاد أن مطارا يقع بالقرب من مطار العاصمة الجورجية تصاعدت منه أعمدة الدخان عقب هجوم أمس الذي وصف بأنه واحد من أجرأ الهجمات الجوية على جورجيا منذ اندلاع القتال حول منطقة أوسيتيا الجنوبية الجورجية الانفصالية.

وذكر مسئولون أنه منذ الجمعة الماضية قصفت الطائرات الروسية منطقة تقع بالقرب من قاعدة عسكرية فى فازيانى ومطارا عسكريا فى مارونويلي وميناء بوتى ونقطة تقاطع للسكك الحديدية ومطارا في سيناكي.

وأكدت روسيا أمس تلقيها مذكرة دبلوماسية من جورجيا أعلنت فيها الأخيرة وقفا فوريا لإطلاق النار من جانب واحد فى الصراع الدائر حول أوسيتيا الجنوبية.

ولكنها انتقدت مع ذلك استمرار الاعمال القتالية فى منطقة الصراع، وفقا لما ذكرته وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء.

وذكرت تقارير أن المذكرة الدبلوماسية الجورجية التى أرسلت إلى وزارة الخارجية الروسية أفادت أن قوات جورجيا ستوقف إطلاق النار اعتبار من يوم 10 أغسطس بناءً على أمر من الرئيس ميخائيل ساكاشفيلي، وكانت المعارك البرية بين القوات الروسية والجورجية أكثر شراسة في تسخينفالي، حيث اشتبكت القوات الروسية في معارك طوال الليل مع القوات الجورجية التي تسيطر على المرتفعات المطلة على المدينة.

وذكر أحد التقارير أن قائدا روسيا هو الجنرال أناتولي خروليف قائد الجيش الروسي الثامن والخمسين أصيب بجراح فى القتال.. وقال عضو هيئة الأركان العامة الروسية أناتولي نوجووزين في موسكو أمس «إننا لانحارب دولة جورجيا ولكننا ننفذ مهمة سلام».

واتهمت جورجيا، التي زعمت أمس أن روسيا قصفت 15 مدينة جورجية، موسكو بغزو جورجيا ذاتها.

وقال ألكسندر لومايا أمين عام مجلس الأمن القومي الجورجي في سياق وصف اتساع نطاق النزاع في مؤتمر صحفي عبر الهاتف «إننا نتعامل مع اعتداء وغزو روسيين شاملين برا وبحرا وجوا».

واتسع نطاق الحرب أمس الأول مع أبخازيا، وهي إقليم جورجي انفصالي مثل أوسيتيا الجنوبية، تدعمه موسكو بمهاجمة القوات الجورجية.

وقال لومايا في بيان إن سفنا حربية من أسطول البحر الأسود الروسي فرضت صباح أمس حصارا بحريا على الخط الساحلي لجورجيا، وأعادت «عدة سفن مدنية».

وزعم لومايا أن من بين سفن الشحن التي أوقفت بطلقات تحذيرية سفينة تحمل علم مولدوفا، وتحمل قمحا إلى ميناء بوتي مما يهدد الإمدادات الغذائية لجورجيا.

وقال بيان لجيش أوسيتيا الجنوبية إن إطلاق المدفعية الثقيلة في المدينة الذي اتسم به القتال منذ نشوب الحرب قد توقف في ساعة مبكرة من صباح أمس.

وقال شهود عيان إن بعض المدنيين لايزالون محاصرين في المدينة التي تضررت مبانيها بشدة أو تعرضت للدمار.

وقالت وكالة أنباء إنترفاكس إن الجثث في بعض الحالات لاتزال ملقاة في شوارع تسخينفالى، حيث جعل القصف المدفعي من كلا الجانبين دفن الجثث أمرا مستحيلا.

امرأة جورجية تبكي وهي تحمل طفلتها بعد دمار منزلها في مدينة جوري أمس
امرأة جورجية تبكي وهي تحمل طفلتها بعد دمار منزلها في مدينة جوري أمس
وقدرت جورجيا خسائرها العسكرية حتى أمس الأول بأنها بلغت 50 قتيلا، بالإضافة إلى (450) جريحا، واعترفت روسيا بأنها تكبدت 12 قتيلا و 150 مصابا بجراح خطيرة.

وتجاوزت تقديرات الخسائر في الأرواح بين المدنيين 1600 شخص.

ويعالج في مستشفى مدينة تسخينفالي وحده حتى صباح أمس 200 مصاب، وهناك أكثر من 50 قتيلا في مشرحة المستشفى طبقا للتقرير.

وتحدثت تقارير عن أن أكثر من 30 ألف شخص نزحوا من منطقة الأزمة إلى أوسيتيا الشمالية المجاورة.

ويبذل زعماء في جميع أنحاء أوروبا جهودا دبلوماسية ويصدرون بيانات لنزع فتيل الصراع الدائر، بما في ذلك قيام فرنسا وألمانيا بإرسال مبعوثين إلى المنطقة، ولكن المجتمع الدولي فشل حتى الآن فى تحقيق أية نتائج عملية.

وعقد مجلس الأمن الدولي أمس الأول جلسة طارئة حول أوسيتيا الجنوبية ولم يتمكن لليوم الثالث على التوالي من اتخاذ قرار بشأن بيان تحديد موقف بسبب الخلافات بين روسيا والولايات المتحدة.

وعقد مجلس الأمن جولة رابعة من المشاورات خلف الأبواب المغلقة أمس ليطلع على آخر تطورات الموقف.

وتتحرك الحكومة الروسية في عطلة نهاية الأسبوع بسرعة نحو إقامة صلات أشد قوة مع نظام أوسيتيا الجنوبية، حيث أعلن بوتين أن موسكو ستنفق نصف مليار دولار لإعادة بناء وإعمار مدينة تسخينفالي كما عرضت هيئات روسية إقليمية تقديم مساعدات لما يقدر بنحو 34 ألف لاجئ من القتال.

وتتمثل إحدى النقاط الساخنة المحتملة لاتساع نطاق الحرب في البحر الأسود قرب ميناء باتومي الجورجي حيث تتمركز سفن حربية تركية.

ولم ترد أي تقارير حتى أمس عن حدوث اتصال بين الأتراك وعناصر البحرية الروسية العاملة في أقصى الجنوب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى