تركيا تنتهج موقفا حذرا بشأن العلاقات مع ايران

> أسطنبول «الأيام» بول دي بنديرن :

> تعكس زيارة يقوم بها الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الى تركيا يوم الخميس رغبة دولة عضو في حلف شمال الاطلسي في الاحتفاظ بعلاقات طيبة مع جار لا يمكن التكهن بتصرفاته وتأمين احتياجاته من الطاقة في المستقبل.

وتعرض الرئيس التركي عبد الله جول ورئيس الوزراء رجب طيب اردوجان لانتقادات في الداخل والخارج لتوجيه الدعوة الى زعيم تنأى دول اوروبية عن التعامل معه.

وقالت انقرة ان زيارته ضرورية في ضوء مواجهة بين ايران والغرب بشأن برنامج طهران لتخصيب اليورانيوم المثير للجدل وعرضت المساعدة في حل النزاع.

لكن محللين قالوا ان الزيارة تتعلق أكثر بتأمين علاقات ممتدة عبر قرون في فترة تشهد توترات عالمية.

وقال جنكيز اكتر خبير العلوم السياسية بجامعة باهجشير باسطنبول "رغم ان تركيا لا تحب النظام الحالي الا انها حاولت دائما الحفاظ على مسافة بينها وبين الايرانيين مع التعاون معهم في نفس الوقت. انه توازن دقيق للغاية وسيستمر في كونه كذلك."

وقال "هذه الزيارة تتعلق بمخاطر يمكن التحكم فيها وأهم جانب هو اتفاق غاز مع ايران وليس البرنامج النووي لان تركيا ليس لها نفوذ يذكر على ذلك."

وتشترك تركيا وايران في حدود ترجع الى معاهدة سلام في عام 1639.

ويتقرب أحمدي نجاد من تركيا في السنوات القليلة الماضية فيما صعدت الولايات المتحدة جهودها لعزل ايران لتقاعسها عن وقف برنامجها المثير للجدل لتخصيب اليورانيوم.

وترى واشنطن ان زيارة الرئيس الايراني تقوض مثل هذه الاجراءات. كما انتقدت اسرائيل وهي حليف آخر لتركيا الزيارة.

وسعى جول واردوجان وهما من مؤسسي حزب العدالة والتنمية ذات التوجهات الاسلامية الحاكم في تركيا لتعزيز وضع تركيا في منطقة الشرق الاوسط وبناء علاقات أوثق مع الدول المجاورة أكثر من الحكومات السابقة.

ورغم ان ايران وتركيا قريبان جغرافيا وتاريخيا وثقافيا الا انهما احتفظا بمسافة بينهما في السياسة والاتجاه منذ الثورة الايرانية في عام 1979 .

وتشعر تركيا التي تسعى للانضمام الى عضوية الاتحاد الاوروبي بالقلق من العواقب اذا وجهت الولايات المتحدة أو اسرائيل ضربة الى الجمهورية الاسلامية.

وقال شاهين الباي كاتب العمود بجريدة الزمان المحافظة "أنقرة لا تتعاطف بالتأكيد مع (الديمقراطية الجزئية) لايران... لكن عدم انتهاج موقف عدائي ضد ايران مهم لاستقرار تركيا في الداخل وللطاقة التي تحتاج اليها."

وتعتمد تركي بالكامل على واردات الطاقة لتلبية احتياجاتها المتزايدة للنفط والغاز مع توسع صناعتها. وايران حاليا هي ثاني أكبر مورد للغاز الى تركيا بعد روسيا.

ووصل حجم التجارة الثنائية الى خمسة مليارات دولار في النصف الاول من عام 2008 وتعهدت تركيا باستثمار 3.5 مليار دولار في انتاج الغاز الايراني. ووقعت انقرة وطهران مذكرة تفاهم لكنها لم توقع حتى الان اتفاقية شاملة للاستثمار في مشروع حقل بارس الجنوبي في ايران.

وقد يتم التوقيع على جزء من اتفاقية الصفقة يوم غداً الخميس.

وتشعر تركيا بقلق منذ فترة طويلة ازاء جهود طهران الشيعية لتصدير نموذجها من الجمهورية الاسلامية وتدخلها في المنطقة ونواياها الحقيقية فيما يتعلق ببرنامجها النووي.

ورفضت ايران من جانبها التوجه الغربي في تركيا وترددها في دعم طهران في مواجهة ضغوط الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي التي تحولت الان الى عقوبات اقتصادية.

وسببت تقارير صحفية ذكرت ان أحمدي نجاد لم يكن يرغب في زيارة ضريح مصطفى كمال اتاتورك في انقرة توترا. ويقضي البروتوكول بأن يزور الزعماء الاجانب الضريح وقالت وسائل اعلام تركية ان جول نقل زيارة أحمدي نجاد الى اسطنبول لتجنب لحظة احراج محتملة.

وبينما تصاعدت التوترات من وقت لاخر الا ان كلا من البلدين يعترف بوضوح بالمصالح المشتركة.

وادت المساعدة التي تقدمها طهران في التعامل مع الانفصاليين الاكراد المتمركزين في شمال العراق الى تعزيز العلاقات الثنائية مع تركيا وهو ما اثار قلق واشنطن التي لم تقدم سوى في الاونة الاخيرة مساعدة في التحرك ضد قواعد حزب العمال الكردستاني.

وقال دبلوماسي اوروبي كبير "هل ستساعد هذه الزيارة حقا تركيا؟. انني اشك في ذلك. انها مفيدة أكثر لاحمدي نجاد. سيحصل على 15 دقيقة اخرى تحت الاضواء عندما يشن هجماته المعتادة ضد اسرائيل والولايات المتحدة." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى