«الأيام».. ما يهزك ريح!

> «الأيام» سامي صالح الجمحي - حضرموت

> هل يعقل أن يمر اليوبيل الذهبي لـ«الأيام» الحبيبة ولا نسجل أحرف الحب والوفاء والجميل لهذه الصحيفة الرائدة التي حازت حب الناس جميعهم وبكل أطيافهم حتى الذين يزرعون الشكوك في طريقها يرجعون إليها لاستقاء الحقيقة إذا تاهوا بين الصحف الملونة، وتجد الجميع يتلهفون لاقتنائها ومعرفة مضمونها ومحتواها.

وأعلم يقينا كما يعلم غيري أن «الأيام» لاتحب الشكر والمديح والثناء، والسبب بسيط جدا هو أنها ومنذ أن تأسست تسير على نهج واحد سلكه ربانها وعميدها- عليه رحمة الله- الأستاذ محمد علي باشراحيل، لتقدم رسالة إنسانية ولا تنتظر جزاءً ولا شكورا، وإنما لوجه الله فحسب، وهي دائما تقف في صف المظلومين وتوضح مشاكلهم ومعاناتهم بكل شفافية وحيادية، وكيف إذا تريدونني أن أفرط بالفرصة حتى أثني عليها في هذه المناسبة الكبرى، لأنهم سيتقبلون الثناء على خاطر هذه المناسبة، كيف لا وهي على مدى خمسين عاما تناضل وتكافح من أجل الحق ونصرته، سواء كان مع زيد أم عمرو، دون تمييز أو حيادية.

والعجب العجاب أن تحارب «الأيام» من البعض، بل وصل الأمر إلى تهديد محرريها وكتابها بالويل والوعيد. أليس من العار أن يحارب من ينصر الحق ويقف إلى جانب المظلومين؟ على رغم أنف الذين لايحبون سطوع الحقائق والذين لايريدون تسمية الأشياء بمسمياتها وغمط الناس حقهم دون وجه حق، نقول لهم ها هي «الأيام» تواصل مسيرة الوفاء دون تحيز، وتمشي وهي تعلم أين تضع أقدامها، فواثق الخطوة يمشي ملكا، وكما يقال أيضا (الكلاب تنبح والقافلة تسير)، فيكفي «الأيام» درعها الواقي الأمين من الناس المظلومين الذين يجدونها متنفسهم وخير من يعبر عن معاناتهم القاهرة في الوقت الذي سدت وأوصدت فيه أبواب المسئولين في وجوههم، ولم ينظروا إليهم ولايسمعون أنين وجعهم. قد يتهمني البعض بالمبالغة، ولكن حتما ليس كل الناس، البعض منهم، وأنتم تعرفونهم فهم مذكورون آنفا وها هي السنون تنقضي وتمر بسرعة و«الأيام» هي «الأيام»، الوفاء عنوانها الدائم ونهجها الثابت، فهو ساحة لكل الأقلام وتقبل كل الآراء من كل الأطياف والألوان، ومادامت كذلك فلن تتضعضع.. ويا «الأيام» ما يهزك ريح.

خمسون عاما من العشق والعلاقة المتينة مع القارئ الكريم، تاج على رأس المظلومين، لايراه إلا المنصفون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى