نائب الرئيس:البعض لا يعجبهم الأمن والاستقرار في حضرموت

> «الأيام» علي بن سميط:

> حتى ما بعد سيطرة قوى الأمن والجيش على أحد مواقع المطلوبين على ذمة قضايا أمنية في اليمن، الذين اتخذوا من مدينة تريم موقعا لهم، فإن تداعيات هذا الحدث في الشارع بحضرموت لم تنته بعد فالناس مذهولون حتى اللحظة متساءلين: كيف بقيت هذه المجموعة مختبئة عن أعين الأجهزة الاستخبارية ثلاث سنوات؟

وذكرت مصادر مسئولة أن تلك المجموعة وما لديها من وثائق كانت تخطط لاستهداف أكثر من خمسة مواقع ومنشآت حكومية وغير حكومية بوادي حضرموت، لكن جاءت قوة رياح الأمن بما لا تشتهي سفن التدمير وإدلاء المقبوض عليهم من هذا التنظيم باعترافات خطيرة.

ويبقى هناك سؤال: كيف تم كشف هؤلاء الذين ظلوا ثلاث سنوات يعملون بعيدا عن الأنظار؟ فقد كانت آخر عملياتهم قبل القبض عليهم هي تفجير أحد أعضاء المجموعة نفسه أمام بوابة قوى الأمن بوادي حضرموت في سيئون في 29/7/2008م، قبل الكشف عنهم يوم 11 أغسطس 2008م أي بعد 12 يوما من تلك العملية الانتحارية وهم يتخذون من منزل بتريم معقلا لهم.

أما كيفية التمكن من الكشف عن هذه المجموعة وموقعها في تريم، فقد أوضح ذلك الأخ عبدربه منصور هادي، نائب رئيس الجمهورية في خطاب ألقاه أمس الأول الخميس بسيئون أمام عدد من رجال الأمن ومدراء عموم فروع الوزارات بوادي حضرموت والعلماء والشخصيات العامة والقيادات السياسية وأعضاء الهيئات الإدارية لمحليات مديريات الوادي، مشيرا إلى «أن التحقيق مع إرهابي بصنعاء قد كشف عن تلك المجموعة، حيث أبلغ أجهزة التحقيق بأن حدثا أو عملية ستقع اليوم بوادي حضرموت، أي اليوم الذي داهمت فيه قوى الأمن منزل المجموعة في تريم 11/8/2008م، فتم إرسال هذا الإرهابي الى تريم، حيث دل الأجهزة الأمنية على المنزل».

وقال نائب رئيس الجمهورية:«وبالفعل كـان أحد الانتحـاريين جاهزا لتنفيـذ العملية».

ومن الملاحظ أن الأخ نائب رئيس الجمهورية لم يشر في كلمته صراحة بالاسم إلى تنظيم القاعدة، ولكنه سمى هؤلاء بـ«المتطرفين» و«ذوي الفكر المتشدد» و«الغلو» وهي أوصاف تكررت لمرات في كلمته.

وقال نائب رئيس الجمهورية:«إن أحد هؤلاء المتطرفين كان جاهزا لتفجير مزار نبي الله هود في اليوم الذي تقام فيه الزيارة منذ ما يزيد على عشرة قرون».

وأضاف النائب قائلا:«سبب وصولي وزيارتي إلى وادي حضرموت هو التطرف الذي بدأ هنا وهناك في بعض محافظات الجمهورية والغلو الذي بدأ يتصاعد وهذا لن يأتي إلا بمشاكل للبلد ويدفع ثمنها المجتمع سواء كان الغلو موجودا في صعدة عند الحوثي وأصحابه أو كان الغلو في بعض المحافظات في حضرموت أو شبوة أو مأرب أو أبين، هؤلاء الناس صغار أولاد جهلة عقولهم محدودة شبّعوهم بأفكار تشكل خطرا على المجتمع فالذي حدث بوادي حضرموت من حوادث كإطلاق النار على نقاط الأمن والتفجير أمام بوابة الأمن هنا بالوادي بانتحار أحدهم هذه لأول مرة تحصل في اليمن ومن حسن حظ اليمن وحظ هذه المنطقة وأبنائها كشفنا أصحاب المخطط في تريم وهم جاهزون على أساس أن واحدا منهم سيفجر نفسه في زيارة هود على أساس أن هذه الزيارة ردة في الإسلام».

هؤلاء مخترقون من مخابرات دولية

العلامة بن حفيظ: إرهاب الفكر والتكفير من يغذيه في حضرموت؟!

واستطرد النائب في كلمته: «عندما كان يتم التحقيق مع واحد بصنعاء قال أولا خلونا نتحرك لأنه بايكون فيه حدث انتحاري قلنا له أين سيقع؟ قال في وادي حضرموت.. ولهذا جبناه من صنعاء إلى هنا، وأشار لنا على المنزل هنا والحمد لله تم القضاء عليهم».

وأضاف قائلا:«هؤلاء الذين يفجرون أنفسهم أعداء أنفسهم أولا وثانيا أعداء للإسلام ويشوهون الإسلام دون أن يعلموا لأنهم أيضا مخترقون من مخابرات دولية تريد أن تشوه الإسلام وتعمل في هذا الاتجاه.

هؤلاء عملوا على قتل السياح ورمي نقاط الأمن بالوادي هذه المرة سبقناهم والمنتحر كان جاهزا وكتب وصيته وستكون كارثة كبيرة بين المواطنين والأطفال والنساء لو فعلاً نفذ عمله... الغلو في الدين منبوذ ومرفوض في اليمن. الشعب اليمني مؤمن وآمن بالإسلام قبل هؤلاء الذين يزايدون بالإسلام، لذا أطالبكم علماء، ومشايخ وشخصيات اجتماعية العمل بيد واحدة وأننا لن نسمح بتصاعد الغلو والتطرف وسنضرب بيد من حديد أمثال هؤلاء ولن نرحم هؤلاء المتطرفين».

وقال نائب رئيس الجمهورية:«أبناء حضرموت هم أكثر تفهما وأكثر ثقافة ووعيا من غيرهم، وعليهم ألا يسمحوا لمثل هؤلاء أن يأتوا ليلطخوا سمعة حضرموت وتشويهها.. أنا أقول لكم إن هناك عددا من الناس ـ البعض منهم وليس الكل ـ لا يعجبهم الأمن والاستقرار في حضرموت وهؤلاء هم الذين يحرضون على هذه الأفعال».

إلى ذلك تطرق نائب رئيس في كلمته إلى ما يدور في الوطن من تنمية وتنفيذ لبرنامج الرئيس في كافة المجالات.

ومما قاله النائب:«سنويا نستقبل 500 ألف طالب بالصف الأول ابتدائي واليوم الذين يدرسون بمراحل التعليم الابتدائي والثانوي والجامعات والمعاهد والمدارس الخاصة مايقارب 5.170 مليون طالب وطالبة، وللعلم أن مايقارب 70% من عدد السكان أعمارهم هي ما دون الثلاثين سنة وهذا يشكل عبئا من حيث تشغيل الأيدي العاملة وكيفية تشغيل هذه الأعداد. لذلك البلاد تحتاج إلى مزيد من المشاريع الاستثمارية والصناعات لاستيعاب هذه الاحتياجات وامتصاص البطالة».

ثم ألقى السيد العلامة عمر محمد بن حفيظ، عميد دار المصطفى، كلمة توجيهية أمام الحضور متساءلا: «من أين جاء هذا الفكر ومن الذي يدعمه والأهداف التي ينوون جنيها من التفجيرات؟».

وحذر بن حفيظ من أن الذين يكفرون الناس والحكومة يبتغون إثارة الفتنة ونسف الاستقرار والاطمئنان بحضرموت.

وقال العلامة بن حفيظ:«هؤلاء الشباب المتطرف المغرر بهم يظنون أنهم ذاهبون إلى الفردوس الأعلى، من الذي يغذيهم بهذا الفكر الذي يستحلون به دماء المسلمين، رمي الناس بالكفر أشد من القتل، هؤلاء حكموا على الناس وعلى الحكومة بالكفر وهدفهم وطرقهم خطيرة جدا مبدأها إرهاب التفكير والتكفير قبل التفجير وما جاء التفجير إلا نتيجة وثمرة لهذا الفكر».

حضر هذا اللقاء في قاعة الاجتماعات الموسعة بالمجمع الحكومي الاخوة: مطهر رشاد المصري وزير الداخلية، محمد حسين العيدروس عضو مجلس الشورى، أحمد الجنيد وكيل المحافظة لشؤون مديريات الوادي والصحراء، فهد الأعجم الوكيل المساعد والعميد صالح حسين قاسم مدير أمن الوادي والصحراء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى