أولمبياد بكين 2008.. البرازيل والأرجنتين لتصفية الحساب القديم مع الكاميرون وهولندا ورونالدينيو يضع الماضي خلف ظهره عند مواجهة الكاميرون

> بكين «الأيام الرياضي» أ.ف.ب:

>
المنتخب الأولمبي الأرجنتيني
المنتخب الأولمبي الأرجنتيني
فاق الاهتمام بمسابقة كرة القدم كل التوقعات حتى الآن في دورة الألعاب الأولمبية التي تستضيفها العاصمة الصينية بكين حتى 24 الشهر الحالي، والدليل احتشاد الجمهور بشكل كبير في مدرجات الملعب، خصوصا تلك التي تستضيف مباريات المنتخبات المدججة بالنجوم أمثال البرازيل والأرجنتين.

إذ على سبيل المثال تم بيع جميع بطاقات (53 ألف بطاقة) مباراة الأخير مع صربيا بعد توافد الجمهور ومعهم نجم كرة السلة الأميركي كوبي براينت إلى ملعب (العمال) لمشاهدة ليونيل ميسي الذي لم يخض اللقاء بقرار من المدرب سيرجيو باتيستا.

ولم يختلف الأمر في المباريات التي خاضها المنتخب البرازيلي خلال الدور الأول حيث كان الإقبال رهيبا لمتابعة رونالدينيو ورفاقه عن كثب، لذا يبدو استمرار أبرز منتخبين في الدورة مساعدا على نجاحها بشكل كبير، في الوقت الذي بدأت فيه المنافسة تصبح أقوى مع الوصول إلى الدور ربع النهائي اليوم.

ومن أبرز النقاط اللافتة التي أفرزها الدور الأول هي أن جميع المنتخبات المرشحة للتأهل إلى مرحلة متقدمة، ترجمت التوقعات، أضف إلى أن منتخبات القارة الآسيوية الصين واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا لقيت جميعها الخروج المرير، لتبقى برونزية المنتخب الياباني قبل أربعة عقود من الزمن وتحديدا في مكسيكو 1968 النتيجة الأفضل لكرة القارة الصفراء في الألعاب الأولمبية.

وعموما، يمكن القول إن فشل الآسيويين في تكرار على الأقل إنجاز منتخب العراق الذي بلغ نصف النهائي في أثينا 2004، يعود بالدرجة الأولى إلى ظهورهم أضعف بدنيا وتقنيا من خصومهم، بينما كانت النقطة الأولى أساسية في نجاح جميع المنتخبات الأفريقية في تأمين تأهلها، علما أن ممثلي آسيا افتقدوا أيضا إلى الخبرة والفعالية أمام المرمى، حيث سجلوا جميعهم 5 أهداف في 12 مباراة! ومن أجل حجز بطاقة إلى دور الأربعة، تلعب البرازيل مع الكاميرون، والأرجنتين مع هولندا، وإيطاليا مع بلجيكا، ونيجيريا مع ساحل العاج.

وإذ يمكن لمس نوع من الإثارة في عنواني أول مباراتين، فإن الترقب يتمحور حول الدور نصف النهائي، لكون عبور البرازيل والأرجنتين إليه سيجعلهما يقفان وجها لوجه في مباراة نهائية مبكرة لا شك في أنها ستكون الأقوى على الإطلاق.

البرازيل – الكاميرون

في شنيانغ، تلعب البرازيل في مواجهة الكاميرون ساعية إلى الإبقاء على الصورة الطيبة التي ظهرت عليها في الدور الأول، حيث استعرضت مسجلة العلامة الكاملة وتسعة أهداف (أقوى هجوم) من دون أن يدخل مرماها أي هدف، وقد بدا شبان المدرب كارلوس دونغا في حالة أفضل من تلك التي ظهر عليها المنتخب الأول في الفترة الأخيرة وسط النتائج المتذبذبة التي حققها في المباريات الودية والمؤهلة إلى تصفيات كأس العالم 2010.

لكن رغم المديح بقدرات الـ (أوريفردي) يجدر الانتباه إلى نقطة سلبية وحيدة وهي إمكان مواجهته مشاكل أمام منتخب منظم، وهذا ظهر بشكل واضح أمام بلجيكا حيث انتظر البرازيليون طرد فينسان كومباني ليصنعوا الفارق.

المنتخب الأولمبي البرازيلي
المنتخب الأولمبي البرازيلي
ومن هذا المنطلق، سيكون المنتخب البرازيلي حذرا لأن الكاميرونيين برهنوا عن حسن انتشار على أرض الملعب، وعجز الطليان عن هزيمتهم (صفر-صفر) رغم لعبهم بعشرة لاعبين لأكثر من نصف ساعة بعد طرد جورج موندجيك الموقوف في لقاء اليوم، كما هي حال زميله بول بيبيي الحاصل على إنذارين.

وإلى جانب سعي منتخب البرازيل لمواصلة المسيرة نحو تحقيق الميدالية الذهبية للمرة الأولى في تاريخه، ينشد تصفية حساب أولمبي قديم مع الكاميرون يعود إلى العام 2000 في سيدني حيث خطف (الأسود غير المروضة) الذهب، مطيحين في طريقهم (السيليساو) من ربع النهائي (2-1 بعد التمديد)، رغم لعبهم بعشرة لاعبين إثر طرد جيريمي قبل نهاية الوقت الأصلي بربع ساعة، وبتسعة بعدما لحق به زميله نغيمبات في الوقت المحتسب بدل الضائع، علما أن قائد البرازيل الحالي رونالدينيو كان صاحب هدف التعادل لبلاده في المباراة المذكورة.

وبالطبع يبدو (روني) محاطا هذه المرة بلاعبين أكثر خبرة من الذين شاركوا معه في سيدني، إذ مثلا رغم السن الصغيرة لرافينيا ودييغو وألكسندر باتو، يملك هؤلاء تجربة أوسع بحكم احترافهم المبكر في أوروبا.

الأرجنتين – هولندا

وتحمل مباراة الأرجنتين مع هولندا في شانغهاي توجها مماثلا بالنسبة إلى حامل ذهبية أثينا 2004، الذي عجز عن الثأر من البرتقالي في مونديال 2006 حيث تعادل معه سلبا في الدور الأول.

ويعود حساب الأرجنتينيين مع الهولنديين إلى مونديال فرنسا 1998 حيث لقي (راقصو التانغو) الخروج من الدور ربع النهائي (1-2) بهدف رائع في الدقيقة القاتلة حمل توقيع نجم آرسنال الإنكليزي السابق دينيس بيرغكامب.

وباعتراف مدرب هولندا فوبي دي هان، يدخل الأرجنتينيون اللقاء مع أفضلية واضحة، خصوصا أنهم عبروا من المجموعة الأولى من دون مشاكل كبيرة، وتزخر تشكيلتهم بالنجوم أمثال ميسي وخوان رومان ريكيلمي وفرناندو غاغو وخافيير ماسكيرانو وسيرجيو أغويرو، إضافة إلى الصاعدين أزيكال لافيتزي ودييغو بوونانوتيه.

هذه الأسماء ينتظر منها في الدورة الحالية أكثر من تصدر مجموعتها في الدور الأول، أي تسطير استعراض كبير، تماما كما كان ينتظر من هولندا التي تأهلت بشق النفس من بوابة المجموعة الثانية بتعادلين وفوز هزيل بركلة جزاء سجلها (المعمر) جيرالد سيبون (34 عاما).

إلا أن أداء الدور الأول لايمكن أن يكون الصورة الحقيقة لمنتخب جله من العناصر التي فازت باللقب الأوروبي للاعبين دون 21 عاما الصيف الماضي، لذا في غياب كوف يالينز الموقوف ينتظر أن يتسلم هيدويغس مادورو ورويستون درينتي مهام الحد من المد الهجومي لأغويرو وميسي، مقابل توقع عودة روي ماكاي إثر تعافيه من الإصابة للعب إلى جانب راين بابل.

إيطاليا – بلجيكا

وتستضيف بكين لقاء أوروبيا بين إيطاليا وبلجيكا، في مواجهة أقل ما يمكن القول عنها إنها غير متكافئة، استنادا إلى تفوق الإيطاليين في المجموعة الرابعة التي تصدروها والأداء العادي لبلجيكا في الثالثة.

غياب اللاعب الكاميروني ماندجيك سيؤثر على منتخب بلاده
غياب اللاعب الكاميروني ماندجيك سيؤثر على منتخب بلاده
وقدم الطليان بفريق شاب ثلاث مباريات ممتازة في الدور الأول بقيادة سيباستيان جوفينكو وريكاردو مونتوليفو ومعهم جوسيبي روسي في الهجوم فسجلوا ستة أهداف محافظين على عذرية شباكهم، وقد تكر السبحة في مواجهة البلجيكيين الذين يفتقدون إلى قائدهم المدافع كومباني الذي عاد إلى ناديه هامبورغ الألماني بعدما استدعاه الأخير إلى صفوفه عشية انطلاق (البوندسليغا).

نيجيريا – ساحل العاج

وتشهد كينهوانغداو مواجهة أفريقية بحتة بين الجارين نيجيريا وساحل العاج اللتين أظهرتا أنهما تملكان مواهب شابة لها شأن في المستقبل.

ففي الوقت الذي انصب فيه الاهتمام على ميسي ورونالدينيو ولاحقا جوفينكو، خرق العاجي جرفينيو هذه الدائرة مقدما عرضا مميزا مع المهاجم سيكو سيسيه وسالومون كالو.

في المقابل، برز ناحية (النسور) مهاجم كييفو الإيطالي فيكتور أوبينا ولاعب الوسط القوي بدنيا ساني كايتا، لكن تصدر المجموعة الثانية لم يقنع المدرب سامسون سياسيا الذي قال إن على لاعبيه نسيان تكرار حلم أتلانتا 1996 حيث فازت نيجيريا بالذهبية، في حال واصلوا اللعب بشكل غير منظم.

رونالدينيو يضع الماضي خلف ظهره عند مواجهة الكاميرون

قال لاعب كرة القدم البرازيلي رونالدينيو إنه لايرغب في الحديث عن ذكرى الخروج أمام الكاميرون في دورة الألعاب الأولمبية في سيدني عام 2000 وهو نفس المنافس الذي سيخوض منتخب بلاده مباراة في دور الثمانية أمامه اليوم.

وكان رونالدينيو أحرز هدف بلاده الوحيد في تلك المباراة التي انتهت بفوز الكاميرون 2-1 بالهدف الذهبي ونفى أي رغبة في الثأر.

وقال رونالدينيو «نحن نفكر في هذا الأولمبياد وليس فيما حدث قبل ذلك.

يجب أن نحلل أداء فريقهم بحرص كي لاتحدث مفاجات». وردا على سؤال بشأن فكرة الثأر من الهزيمة السابقة قال رونالدينيو «إنها فرصة جديدة ويجب أن نحترم فريقهم كي نعود إلى الوطن سعداء».

رونالدينيو
رونالدينيو
ولم يسبق للبرازيل التي أحرزت كأس العالم خمس مرات أن فازت بذهبية أولمبية في مسابقة كرة القدم للرجال، وتسعى لإضافة هذا اللقب إلى خزائنها.

وقال رونالدينيو «لدينا الفرصة لدخول تاريخ كرة القدم البرازيلية وأن نصبح أول فريق يحرز الذهبية الأولمبية». ورونالدينو واحد من اللاعبين فوق 23 عاما الذي يسمح بضمهم للمنتخب الأولمبي.

ويأمل اللاعب الذي يبلغ من العمر 28 عاما أن يكون الأولمبياد نقطة انطلاق جديدة لمشواره مع كرة القدم الذي تعثر العام الماضي بفعل الإصابات ومشاكل تتعلق باللياقة البدنية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى