افريقيا الجنوبية تبذل كل الجهود للتوصل الى حل لأزمة زيمبابوي

> جوهانسبورغ «الأيام» اليكساندرا لوسيور :

>
بذل رؤساء دول وحكومات افريقيا الجنوبية المجتمعون في جوهانسبورغ جهودا كبيرة للتوصل في القمة الى اتفاق حول حكومة وحدة وطنية في زيمبابوي.

وقال رئيس جنوب افريقيا ثابو مبيكي، الذي يتولى الوساطة باسم مجموعة تنمية افريقيا الجنوبية بين نظام الرئيس الزيمبابوي روبرت موغابي والمعارضة، في الكلمة التي القاها خلال افتتاح القمة "هذه القمة تقدم لنا فرصة مساعدة الاطراف في زيمبابوي لانهاء مفاوضاتها".

واضاف ان السلطة والمعارضة ستتمكنان حينها "من بدء عمل مشترك في اتجاه المصالحة الوطنية واعادة البناء وتنمية زيمبابوي، من اجل اخراج الغالبية العظمى من السكان من الوضع الرهيب الذي يعيشون فيه".

وكانت اطراف المحادثات اي موغابي والمعارضان مورغان تسفانجيراي وارثور موتامبارا حاضرين في القاعة، والاخيران بصفة مراقبين.

وتشهد زيمبابوي ازمة لا سابقة لها منذ خسارة نظام هراري في انتخابات 29 اذار/مارس العامة ثم اعادة انتخاب موغابي رئيسا في اواخر حزيران/يونيو في تصويت تخللته اعمال العنف.

وفي مؤشر للبرودة تجاه النظام، لم تبد اي ردة فعل في قاعة الحفل عند دخول القادة. وبدا التناقض جليا مع التحية الصاخبة التي استقبلت موغابي في اثناء القمة العادية السابقة لمجموعة التنمية في افريقيا الجنوبية في زامبيا قبل عام.

ودان وزير خارجية زامبيا كابينغا باندي الذي تكلم نيابة عن رئيسه الذي ادخل الى المستشفى، امام القمة الضرر الذي اصاب "مصداقية" المنطقة بسبب التلاعب بالعملية الانتخابية في زيمبابوي.

وقاطع الرئيس البوتسواني ايان خاما القمة بسبب مشاركة موغابي فيها كونه اعلن سابقا انه يطعن في شرعية اعادة انتخابه.

واذا كان المعارضان قد منعا من المشاركة في الجلسات المغلقة للقمة فقد دعيا بالمقابل الى حضور مأدبة العشاء التي اقامها الرئيس الجنوب افريقي مساء أمس السبت على شرف رؤساء الوفود المشاركة في القمة، كما اعلن مصدر في حكومة بريتوريا.

وقال احد وزراء الخارجية الذين حضروا اجتماع ترويكا السياسة والامن حول المسائل المتعلقة باستقرار المنطقة، لوكالة فرانس برس ان الترويكا التقت الاضداد الزيمبابويين الثلاثة، كلا على حدة، وابلغتهم رغبتها بان يتم التوقيع على اتفاق "خلال فترة القمة".

وبعد الحفل الافتتاحي التقى تسفانجيراي ومفاوضه الرئيسي الامين العام لحركة التغيير الديموقراطي تنداي بيتي برئيس الترويكا الانغولي خوسيه ادواردو دوس سانتوس.

وفي ختام الاجتماع قال بيتي ان "الوضع في زيمبابوي كارثي ويجب قطعا التوصل الى حل عاجل" مشددا على وجوب التوصل الى "شكل من اشكال التسوية".

وبحسب مصادر متطابقة غير زيمبابوية قريبة من المفاوضات فان الخلافات بين الطرفين تكمن حاليا في تقاسم الصلاحيات داخل السلطة التنفيذية ومدة الحكومة الانتقالية وطبيعة الاصلاحات الدستورية والانتخابية الواجب اجراؤها.

ويريد الحزب الحاكم، الاتحاد الوطني الافريقي لزيمبابوي (زانو-الجبهة الوطنية) ان يحتفظ الرئيس موغابي، الذي سيبقى رئيسا للبلاد، بصلاحية تسمية الوزراء في حكومة الوحدة الوطنية، الامر الذي ترفضه حركة التغيير الديموقراطي.

وكما ان النزاع بين الطرفين يدور حول مدة بقاء الحكومة الانتقالية التي تريد حركة التغيير الديموقراطي تحديدها بمهلة محددة في حين يقول الحزب الحاكم ان تحديد هذه الفترة امر مستحيل نظرا الى الحاجة الى اجراء تعديل دستوري يمهد الطريق امام اجراء انتخابات جديدة.

وفي النهاية تريد حركة التغيير الديموقراطي التزاما باجراء انتخابات جديدة في غضون تسعين يوما من انفضاض اي ائتلاف.

وبالنسبة الى رئيس جنوب افريقيا الذي يعاني من ازمة سياسية داخلية فان الرهان يتعلق ايضا بمصداقيته على الصعيد الدولي، فقد ادت السياسة الهادئة والتصالحية التي انتهجها ازاء موغابي الى انتقادات شديدة من شركائه.

ومن المقرر ان تختتم القمة اعمالها بعد ظهر الاحد بعد ان تطلق رسميا منطقة تبادل تجاري حر. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى