إلى محمود درويش الثائر .. أنا أبكيك يادرويش!

> «الأيام» شمس الدين البكيلي:

> وحين تموت مصلوبا.. فقد صلب المسيح.. وحين تعود كالعاري إلينا اليوم لانسأل.. وحين تعود محمولا على الأيدي.. فلا نذهل.. ففلسطين التي احترقت بنار الأمس ما اندثرت.. فكنت يا درويش الحامل المشعل.

(1)

فقد خرجت جموع الشعب تهتف باسمك الغالي، لن تموت ولن ترحل..

فحين تموت بالأغلال

وحين تمزق الأغلال

تكون الصورة الأولى

تكون الصورة الأخرى

هنا أجمل..

أيا جبناء.. وما كانت مسيرتنا لكي تخذل، وما خارت عزائمنا وما انطلقت مواكبنا لكي نبخل، فكان الموت ميلادا جديدا أروع أفضل..

وحين أجر جلادي..

ورائي اليوم لاتسخر

فقد ضحكت مقابرنا

علينا أمس،

إذ نسكت

أو نجبن

أو نقبل

فكان الرفض صرختنا.. وكان المبدأ الأسمى أن ننطق، أن نرفض.. لانقبل، فكان الرفض منطلقا.. وثرت يادرويش بالكملة الأروع وبالقلم المشفر.. وهتفت إن الظلم لن يبقى.. ولن تذعن

ولن تخشى..

أن تشنق أو تقتل

فكان موتك.. وكان المولد الآتي هنا أجمل.

عد إذاً

وحين تعود..

لن نسأل

لن نذهل

(2)

أنت حي يادرويش.. بنبضي.. بوجودي المعدم

أنا أبكيك يادرويش

غير أني أضحك

ثم في أعماق أعماقي أرى

أبعاد مأساتي..

وقاتل جدي .. أمي وأبي..

أنا أبكي يادرويش..

من جراحي.. ثم إني من دموعي أسخر!

وأحس.. أن في الأحشاء جرحا..

يقطر.. ينزف حزنا..

يارفاقي..

هل أنا حي .. أجيبوا، وأموت كل يوم ألف مرة؟

مالي أراكم صامتين.. قد يجيب الطين، والرمل، والشجر العتيق.. قد يجيب الحجر وقبر درويش..

من أنا يارفاق درويش.. أين أنا يا أهل درويش

أنا أبكي

كيف لا أبكي.. وهذه قصتي

كيف لا أبكي.. وأنا عار ومصلوب هناك

في سجون الكلمات

كيف لا..؟ كيف لا..؟

وأنا أبكيك يادرويش

(3)

قتلوك يادرويش، كما قتلوا حزيران القتيل مرتين

ثم أجهضوه تلك نكبتنا فكانت طفلتين، وأسكتوه عن الكلام

كل عام.. بل ربما هدهدوه كي ينام..

أنت من يصنع نصرا

من رصاصات الكلام

وأنت تعلم.. أن هناك ألف.. آلاف الفضائح

وملايين الذبائح كلها صارت ولائم للذئاب

وكل يوم اجتماعات.. واتفاقات سلام

وكل يوم ننسج الأحلام للنصر.. المبين

ورجعنا خاسرين

أي نصر للجبان

أي مجد للجبان

لن ننال النصر

إن دفنا على هذا السبيل

وسنظل نناضل برصاصات الكلام!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى