> فرض السباح الاميركي مايكل فيلبس نفسه «أعجوبة العالم الثامنة والأسطورة الأولمبية» في دورة الألعاب الأولمبية السادسة والعشرين المقامة حاليا في بكين بحصده ميداليته الذهبية الثامنة، محطما الرقم القياسي السابق في دورة واحدة لمواطنه السباح مارك سبيتز في اليوم التاسع من المنافسات، الذي شهد حصول العرب على الذهبية الأولى عبر السباح التونسي أسامة الملولي، وتخطي الصين لأعلى رصيد لها من المعدن الأصفر في تاريخ مشاركاتها في الألعاب الأولمبية.

وأكد فيلبس بما لايدع مجالا للشك أن لا شيء مستحيل، على غرار تصريحاته بعد إنجازه التاريخي، الذي سيصمد بالتأكيد فترة طويلة، عندما قال «الأروع أن تثبت أنه لايوجد أي شيء مستحيل.. الكثير من الأشخاص قالوا إنه أمر مستحيل.. لقد تعلمت أن على المرء أن يتمتع بشيء من الخيال، وهذا ما ساعدني.. لا اعلم حقيقة ما يخالجني من مشاعر الآن.. هناك الكثير من الأحاسيس التي تتدافع في ذهني، الكثير من الحماس.. أعتقد أن ما أريده الآن هو أن أرى والدتي».

واستهل فيلبس (حصاده الأولمبي) بذهبية سباق 400م متنوعة، ثم أتبعها بذهبيات التتابع 4 مرات 100م حرة و200م حرة و200م فراشة وسباق التتابع 4 مرات 200م حرة و100م فراشة، وكان مسك الختام الذهبية والرقم القياسي العالمي لسباق التتابع 4 مرات 100م متنوعة أمس، فحقق بالتالي ما عجز عنه في أولمبياد أثينا 2004 عندما اكتفى بست ذهبيات وبرونزيتين.

وكان سبيتز حقق سبع ذهبيات في دورة واحدة في أولمبياد ميونيخ عام 1972، ونجح فيلبس أمس الأول في معادلته بعد فوزه بسباق 100م فراشة الذي كان الأصعب له بين السباقات الثمانية التي خاضها في بكين 2008، والدليل أنه خرج من السباقات السبعة الأخرى بسبعة أرقام قياسية عالمية، وهو إنجاز لم يسبقه إليه أي سباح، باستثناء 100م فراشة، حيث كان في طريقه للخسارة أو حتى عدم التواجد على منصة التتويج في منتصف السباق لأنه كان يحتل المركز السابع بفارق 19 جزءا من الثانية عن المتصدر مواطنه إيان كروكر، بيد أنه بذل جهودا خارقة ليعوض الفارق ويلمس الحائط بفارق جزء واحد من الثانية عن منافسه الصربي ميلوراد كافيتش.

وتجاوز فيلبس الإصابة التي تعرض لها في نوفمبر الماضي عندما انزلق لحظة دخوله إلى سيارته، ورفع رصيده من المعدن الأصفر إلى 14 ذهبية، ليعزز الرقم القياسي الذي سجله الأربعاء الماضي عندما رفع رصيده إلى 11 ذهبية ماحيا الرقم القياسي السابق الذي كان بحوزة مواطنيه سبيتز والعداء كارل لويس والعداء الفنلندي بافو نورمي ولاعبة الجمباز السوفياتية سابقا لاريسا لاتينينا برصيد 9 ذهبيات.

وساهم فيلبس بشكل كبير في سيطرة الولايات المتحدة كعادتها على منافسات السباحة، حيث جمعت 31 ميدالية بينها 12 ذهبية، 8 منها لفيلبس.

وكانت الولايات المتحدة حصدت العدد ذاته من الألقاب الأولمبية (12) في دورة أثينا 2004 نصفها كان من نصيب فيلبس.

الصين بثبات في الصدارة

وتخطت الصين المضيفة أعلى رصيد لها من الميداليات الذهبية في تاريخ مشاركاتها ضمن دورة الألعاب الأولمبية بعدما حصدت أمس ميداليتها رقم 35 لتمحو رقمها السابق الأعلى الذي حققته في أثينا 2004 حيث أحرزت 32 ميدالية من المعدن الأصفر.

وحملت الميدالية رقم 33 توقيع منتخب سيدات كرة الطاولة بحضور الرئيس الصيني هو جينتاو.

ومعلوم أن الصين حسنت مرارا ترتيبها على لائحة الترتيب العام للميداليات في الأعوام العشرين الأخيرة، وهي أعلنت طموحاتها عشية انطلاق ألعاب 2008، حيث إنها تسعى لإنزال الولايات المتحدة عن عرش الترتيب وفرض نفسها القوة الرياضية الأعظم في العالم. ويطالب المسئولون جميع الرياضيين المحليين بإحراز الميداليات رغم أنهم لم يجاهروا بهذا الأمر علنا، لكن طموحاتهم بدت جلية عبر دفعهم 639 متنافسا هذه المرة أي اكثر من الـ407 الذين خاضوا غمار أولمبياد أثينا قبل أربعة أعوام. وعززت الصين موقعها في صدارة الترتيب العام موسعة الفارق بينها وبين الولايات المتحدة من 11 ذهبية إلى 16 ذهبية بعدما نالت اليوم 8 ذهبيات مقابل 3 ذهبيات للولايات المتحدة.

وتملك الصين 61 ميدالية بينها 35 ذهبية و13 فضية ومثلها برونزية.

أما الولايات المتحدة، فتملك 65 ميدالية بينها 19 ذهبية و21 فضية و25 برونزية.