روسيا تعود إلى منطقة نفوذها السابق لكن العالم تغير منذ الحرب الباردة

> موسكو «الأيام» لوك بيرو:

>
القوات الروسية تغادر مدينة سيناتي غرب جورجيا أمس
القوات الروسية تغادر مدينة سيناتي غرب جورجيا أمس
تسجل الأزمة الجورجية عودة روسيا بقوة إلى منطقة نفوذها السابق، وتترجم خطوة موسكو باختبار قوة مع الولايات المتحدة، ولكن المحللين يجمعون على أن العالم تغير منذ انهيار الاتحاد السوفياتي السابق، وأن مواجهة حقيقية بين الشرق والغرب غير مطروحة حاليا.

وبإرسالها دبابات إلى بلد أجنبي لأول مرة منذ التدخل السوفياتي في أفغانستان في 1979، ترجمت موسكو بأفعالها الثقة التي اكتسبتها كدولة نفطية معززة موقعها طوال عقد في عهد الكولونيل السابق في جهاز (كي.جي.بي) فلاديمير بوتين.

ورأى محللون في ذلك إشارة على قطيعة جذرية مع أجواء التهدئة التي كانت سائدة في العقدين الماضيين.

وقال أفغيني فولك الخبير في الفرع الروسي من مؤسسة (هيريتادج) الأميركية إنه «أهم منعطف جيوسياسي منذ تشتت الاتحاد السوفياتي في 1991، ومرحلة جديدة في العلاقات الدولية، ونهاية الأوهام حول التطور السلمي للعلاقات بين الشرق والغرب».

وكان رد الولايات المتحدة التي ذهبت إلى حد دعم الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي من خلال دعوته للانضمام إلى صفوف حلف الأطلسي، قاسيا على التدخل العسكري الروسي في جورجيا.

فقد أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس «إننا لم نعد في العام 1968» عندما تدخلت الدبابات الروسية لقمع حركة (ربيع براغ)، في حين استذكر الرئيس الأميركي جورج بوش الحرب الباردة، داعيا «العالم الحر» إلى التحرك كما في الماضي ضد موسكو.

وفي الواقع تساهم الأزمة الجورجية في تعزيز «شريط أمني» في أوروبا الشرقية من دول البلطيق الثلاث إلى أوكرانيا مرورا ببولندا.

وسارعت وارسو هذا الأسبوع إلى إبرام اتفاق مع واشنطن لنشر عناصر الدرع الأميركية المضادة للصواريخ على أراضيها.

من جهته أعلن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الجمعة أن الدرع «يستهدف روسيا»، كما كانت تشكك موسكو في الماضي.

إلا أن كاتب الافتتاحيات الروسي ألكسندر كاباكوف قال إننا بعيدون كل البعد عن «حرب باردة» جديدة.

وصرح كاباكوف لوكالة فرانس برس أن «العالم تغير والغرب ليس موحدا ضد موسكو. لحسن الحظ أن أوروبا لاتلحق بالأميركيين على طريق المواجهة، خصوصا أن محرك الحرب الباردة (أي الأيديولوجيا) لم تعد موجودة».

وأضاف أنه منذ انهيار الاتحاد السوفياتي نشأت دول جديدة مثل الصين والهند، وازدادت المخاطر، مثل الانتشار النووي والإرهاب، بالتالي «الولايات المتحدة بحاجة إلى التعاون مع روسيا أكثر من المواجهة معها».

ووضع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف هذا الأسبوع النقاط على الحروف، وطلب من الولايات المتحدة أن تختار بين دعمها للقيادة الجورجية وبين إقامة «شراكة حقيقية» مع روسيا حول القضايا الدولية.

وسرعان ما فسرت الصحافة الروسية هذا التحذير بأنه يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني الذي تعتبره واشنطن مصدر قلق كبير.

وأوضح كاباكوف أنه «منذ غزو العراق والاعتراف باستقلال إقليم كوسوفو، لم يعد أمام إدارة بوش أي عذر أخلاقي في أوروبا لمواجهة روسيا التي لم تعد هي نفسها (إمبراطورية الشر)».

وخلص إلى القول إن التوتر سيتراجع «فور انتهاء الانتخابات الرئاسية الأميركية». أ.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى