أزمة جورجيا ترسخ الخلافات داخل أوروبا وحلف الأطلسي

> بروكسل «الأيام» بول تيلور:

> زادت أزمة جورجيا من حدة الانقسامات في أوروبا بشأن كيفية التعامل مع روسيا والخلافات داخل حلف شمال الأطلسي حول الحكمة من منح العضوية لجورجيا وأوكرانيا جارتي روسيا.

ويقول محللون إن الخلافات داخل الاتحاد الأوروبي بشأن من هو الجانب الذي يلقى باللوم عليه في صراع روسيا مع جورجيا بشأن منطقة أوسيتيا الجنوبية الانفصالية جعلت من المستحيل تصور اتخاذ الاتحاد الـذي يضـم 27 دولة خطوات لمعاقبة روسيا.

وفي حلف الأطلسي أيضا لم تغير الأزمة أي آراء بشكل جوهري، سواء إزاء كيفية التعامل مع روسيا أم ما إذا كان يجب ضم جورجيا وأوكرانيا لعضوية الحلف.

وقال توماس فالاسيك مدير السياسة الخارجية بمركز الإصلاح الأوروبي، وهو مؤسسة بحثية بريطانية، «سيصعب هذا على الاتحاد الأوروبي أن تكون له سياسة تجاه روسيا». وقال عضو بارز بالمفوضية الأوروبية إن الأزمة حطمت الآمال ببداية جديدة بين أوروبا والرئيس الروسي الجديد ديمتري ميدفيديف الذي تولى رئاسة روسيا في مايو خلفا لفلاديمير بوتين الذي يشغل حاليا منصب رئيس الوزراء.

وأضاف أن «هذا أنهى شهر العسل بين ميدفيديف والغرب. من الواضح أن بوتين وليس ميدفيديف هو المسئول. كنا نأمل في بداية جديدة. الآن لدينا بداية جديدة لكن من نوع مختلف.. من الواضح أن العمل العسكري الروسي سيكون له عواقب على العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا».

ومضى يقول إن وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي سيناقشون هذا بعمق أكبر في اجتماعهم غير الرسمي الذي يعقد في أفينيون بفرنسا في الخامس والسادس من سبتمبر.

ومن بين القضايا التي قد تناقش مسألة ما إذا كان يجب مواصلة محادثات تحرير تأشيرات الدخول مع روسيا.

وقال ديفيد ميليباند وزير الخارجية البريطاني إن الاجتماع سيقرر «ما إذا كان وكيف»، سيواصل الاتحاد الأوروبي المفاوضات بشأن اتفاق شراكة جديد مع موسكو يغطي مجالات مثل التجارة وحقوق الإنسان وسياسة الطاقة.

لكن فالاسيك أشار إلى أنه «سيصعب للغاية» على الاتحاد الأوروبي الاتفاق على فرض أي نوع من العقوبات ضد روسيا.

وقال إنه في حين اتهمت بعض الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي روسيا بتعمد إثارة الحرب، يعتقد أعضاء آخرون أن جورجيا يقع عليها جزء من اللوم، بينما يرى آخرون أن جورجيا جلبت تدخل روسيا على نفسها.

واتخذت الولايات المتحدة خطا أكثر تشددا من أوروبا تجاه روسيا فيما يتعلق بالصراع مع جورجيا، لكن فالاسيك قال إن من غير المرجح أن يكون هناك توافق في الآراء بين أوروبا والولايات المتحدة بشأن روسيا الى أن تستقـر إدارة أمريكيـة جديدة العام القادم.

وأصدر الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي يصر على ضرورة احترام سيادة جورجيا أوامره لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) الأربعاء الماضي لنقل مساعدات لجورجيا.

وحذر جون مكين وباراك أوباما المرشحان الجمهوري والديمقراطي على التوالي في انتخابات الرئاسة الأمريكية روسيا من عواقب وخيمة وطويلة المدى ستترتب على صراعها مع جورجيا.

وحذرت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس قائلة إن اندماج روسيا في المؤسسات الدولية بات عرضة للخطر.

ويشير بعض المعلقين إلى أن الغرب قد يحاول الإضرار بموسكو عبر حرمانها من عضوية مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى.

وترغب موسكو أيضا في الانضمام لعضوية منظمة التجارة العالمية ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

ويقول محللون إن من غير المرجح أن ترضخ المؤسسات التجارية الغربية لأية ضغوط سياسية لتجنب العمل في روسيا.

وفي حلف الأطلسي عزز الصراع في جورجيا قناعات الجانبين التي ظهرت خلال قمة عقدت ببوخارست في أبريل حين رفض الحلف تبني اقتراحات أمريكية بوضع خارطة طريق لمنح جورجيا وأوكرانيا عضوية كاملة، وكل من هما من دول الاتحاد السوفيتي السابق، وتسعيان إلى إقامة علاقات وثيقة مع الغرب.

وقال فالاسيك «أعتقد أن الانقسامات داخل الحلف ازدادت عمقا. حقيقة من المرجح أن يشعر كل جانب بأن الموقف الذي اتخذه في بوخارست كان له ما يبرره».

وأعلن حلف الأطلسي الثلاثاء الماضي أن العهد الذي قطعه على نفسه بضم جورجيا ذات يوم لعضوية الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة لايزال قائما.

وهاجمت الولايات المتحدة ودول البلطيق وبدرجة أقل حدة بولندا وجمهورية التشيك «العدوان» الروسي، وأبدوا قلقهم إزاء سابقة موسكو التي قالت إن من واجبها التدخل في أراض أجنبية للدفاع عن المواطنين الروس بعد تسليمهم جوازات سفر روسية.

وواجهت بريطانيا الحليف الوثيق للولايات المتحدة مشاكل خاصة بها مع روسيا بشأن مقتل أندريه ليتفينينكو ضابط المخابرات السوفيتية السابق في لندن، والمعاملة التي تلقاها شركة (بي.بي) النفطية البريطانية الكبرى في مشروع مشترك مع رجال أعمال روس كبار.

على الجانب الآخر فإن فرنسا وألمانيا اللتين عارضتا تمهيد الطريق أمام منح أوكرانيا وجورجيا عضوية حلف الأطلسي في أبريل عارضتا أية إدانة علنية لروسيا.

وقال فرانكو فراتيني وزير خارجية إيطاليا إنه ينبغي ألا تكون هناك «جبهة مضادة لروسيا».

ويقول دبلوماسيون إن مثل هذه الآراء تشترك فيها إسبانيا وأيرلندا واليونان وبلجيكا والنمسا وقبرص. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى